صحة

د.عادل الشناوي استشاري الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي يكشف: خطورة السيجارة الإلكترونية وأضرارها ومكوناتها

السيجارة الإلكترونية هي جهاز إلكتروني يعتمد مبدأ عملها على تبخير السائل الذي يحتوي على النيكوتين في داخلها وإخراجه على شكل رذاذ يتم استنشاقه.
بالرغم من ظهور بعض القناعات بأن السيجارة الإلكترونية أقل خطرًا من السيجارة العادية، بل وبأنها تساعد على التخلص من إدمانها، إلا أن هناك دراسات أثبتت خطر السيجارة الإلكترونية وخاصة عند الأشخاص الذين لم يسبق لهم التدخين من قبل.
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تعمل ببطارية تُسخِّن سائلاً (عادةً ما يحتوي على النيكوتين، لكن ليس دائمًا) محولةً إياه إلى بخار يمكن استنشاقه. وأحيانًا يُطلق عليها المرذاذ الإلكتروني أو أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية. وبالإنجليزية،تسمى عملية تدخين السجائر الإلكترونية أحياناً “vaping”،وتعني التبخير.
تشبه بعض السجائر الإلكترونية السيجارة التقليدية أو السيجار أو الغليون. يشبه بعضها الآخر الأقلام أو أجهزة الذاكرة الوميضية أو قد يكون تصميمها مختلفًا تمامًا. قد تكون السجائر الإلكترونية قابلة لإعادة الاستخدام أو إعادة التعبئة. تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على عبوات — أحيانًا تسمى العبوات أحادية الاستخدام بالإنجليزية (pods)، أي قوارير — أو قد تحتوي على خزان يمكن إعادة تعبئته بسائل، والذي يُطلق عليه أيضًا السائل الإلكتروني أو العصير الإلكتروني. يحتوي السائل عادة على النيكوتين، والمنكهات، والبروبيلين غليكول، والجلسرين النباتي.
يتم تحديد قوة السيجارة الإلكترونية من خلال كمية النيكوتين الموجودة في السائل الإلكتروني، ويتم التعبير عنها بالملليغرام لكل مليلتر، أو كنسبة مئوية،ومع ذلك،أثارت الدراساتُ مخاوفَ بشأن عدم احتواء جميع ملصقات السجائر الإلكترونية على معلومات دقيقة حول كمية النيكوتين.
 تحتوي بعض قوارير سائل التدخين على نوع مركّز من النيكوتين يسمى ملح النيكوتين.
 يمكن أن تحتوي القارورة التي فيها 5٪ من ملح النيكوتين على ما يتراوح بين 30 إلى 50 ملليغرام من النيكوتين، وهو ما يعادل كمية النيكوتين التي تدخل الجسم عند تدخين علبة إلى ثلاث علب من السجائر العادية.
*هل السجائر الإلكترونية آمنة على الصحة؟
-في الأشهر الأخيرة، أبلغت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة عن أكثر من 2500 إصابة رئوية مرتبطة بتدخين السجائر الإلكترونية، ويتعلق معظمها بمنتجات تحتوي على رباعي هيدروكانابينول (THC). يحذر كل من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) وإدارة الغذاء والدواء (FDA) في الولايات المتحدة من استخدام منتجات التدخين الإلكترونية المحتوية على رباعي هيدروكانابينول (THC)، وخاصة التي يتم الحصول عليها من الأصدقاء أو العائلة أو التي يتم شراؤها وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت. تحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أيضًا من إضافة رباعي هيدروكانابينول (THC) والزيوت الأخرى أو أي مواد أخرى إلى منتجات التدخين الإلكترونية.
إذا كنت من مدخني السجائر الإلكترونية، انتبه لبعض الأعراض، مثل السعال وضيق النفَس وألم الصدر. احصل على رعاية طبية إذا ساورك القلق بشأن صحتك.
لا تُعتبر السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين آمنة للمراهقين أو البالغين الصغار أو النساء الحوامل. يمكن للنيكوتين أن يضر بنمو الدماغ لدى الأطفال والشباب في أوائل العشرينات، وهو سام للأجنّة خلال نموها. وقد أصيب أطفال وبالغون أيضًا بالتسمم عن طريق بلع سائل السجائر الإلكترونية أو تنفسه أو امتصاص أجسامهم له من خلال الجلد أو العينين، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وبالنسبة للشباب والبالغين غير المدخنين، فإن استخدام السجائر الإلكترونية يعرضهم لخطر إدمان النيكوتين. قد يقودهم ذلك إلى تدخين السجائر الإلكترونية على المدى الطويل، والتي لا تُعرف آثارها، أو إلى تدخين السجائر التقليدية.
 أظهرت الأبحاث تزايد إقبال المراهقين على استخدام السجائر الإلكترونية، وأنه يرتبط بزيادة استخدام السجائر التقليدية في المستقبل.
وفي حالات نادرة، سببت بطاريات السجائر الإلكترونية المعطوبة حدوث حرائق وانفجارات، حصل معظمها أثناء شحن البطاريات.
*هل من الممكن ان تُساعِدَني السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين؟
-لم يتم اعتماد السجائر الإلكترونية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين.
أظهرت الدراسات حول فعالية السجائر الإلكترونية في المساعدة في الإقلاع عن تعاطي التبغ نتائج متباينة. تشير أبحاث محدودة إلى أن الاقتصار على استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين بهدف الإقلاع عن التدخين يمكن أن يكون فعالاً على المدى القصير مقارنة باستخدام بدائل النيكوتين الطبية. ولكن لا توجد أدلة كافية تقارن بين سلامة وفعالية استخدام السجائر الإلكترونية من جهة، والعلاجات المستندة على الأدلة من جهة أخرى، كوسائل للإقلاع عن التدخين. قد تكون السجائر الإلكترونية ملائمة فقط لمن لا يرغبون في تجربة العلاجات المستندة على الأدلة للإقلاع عن التدخين،أو أولئك الذين لم تنجح تلك العلاجات معهم.
إذا كنت تستخدم السجائر الإلكترونية بهدف الإقلاع عن التدخين، تذكر أن هدفك هو الإقلاع التام عن استخدام جميع منتجات التبغ. أيضا، يجب الحذر بشدة من الاستخدام المزدوج للسجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين.
إذا كنت تبحث عن طريقة تساعدك في الإقلاع عن التدخين، فتوجد عدة أدوية اعتمدتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وقد ثبت أنها آمنة وفعالة لهذا الغرض. كما ثبت أن الدمج بين الأدوية والاستشارات من أكثر الطرق فعالية.
قال باحثون إن استخدام السجائر الإلكترونية يُزيد بقوة من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة مثل الربو أو التضخم. والدراسة المنشورة في الدورية الأمريكية للطب الوقائي هي من بين الدراسات الأولى التي توضح الأضرار الطويلة المدى المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية والتي يتم الترويج لها عادة على أنها بديل أكثر أمنا من التبغ وكوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
وخلُصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية تُزيد من خطر أمراض الرئة بنسبة الثُلث بالمقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا أو يستخدموا السجائر الإلكترونية قط. وكان الخطر أكبر بين البالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والتبغ معا.
وقال كبير الباحثين ستانتون جلانتز مدير مركز أبحاث مكافحة التبغ والتعليم بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أنه “يجري الترويج للسجائر الإلكترونية على أنها غير مضرة ولكنها ليست كذلك”. واستخدم جلانتز وزملاؤه بيانات 32 ألف بالغ شملهم بحث التقييم السكاني للتبغ والصحة الذي أجرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والذي يتتبع عادات استخدام السجائر إلكترونية والتبغ بالإضافة إلى تشخيص أمراض الرئة في الفترة ما بين 2013 و2016.
في بداية الدراسة لم يكن أحد يعاني من أمراض في الرئة. وبعد مرور ثلاث سنوات وجد الباحثون أن من استخدموا السجائر الإلكترونية زاد خطر إصابتهم بأمراض مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو تضخم الرئة أو الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 30 في المئة بالمقارنة مع من لم يدخنوا التبغ ولم يستخدموا السجائر الإلكترونية فقط. أماالذين كانوا يدخنون التبغ فقد زاد خطر إصابتهم بمرض مزمن في الرئة مرتين تقريبا مقارنة بمن لم يدخنوا قط.
ووجدت الدراسة أن الخطر كان أكبر ثلاث مرات بين من استخدموا التبغ والسجائر الإلكترونية معا. وقال جلانتز “كان الجميع، بمن فيهم أنا، يعتقدون أن السجائر الإلكترونية مثلها مثل سجائر التبغ لكنها ليست بنفس القدر من السوء، وأنك إذا استعضت عن بعض السجائر المعتادة بسجائر إلكترونية لربما كان الأمر أفضل… لكن تبين أن الأمر أسوأ. مضيفا: “السجائر الإلكترونية تُشكل مخاطر فريدة فيما يتعلق بأمراض الرئة.”.
_______
د.عادل عبد التواب الشناوي
استشاري الأمراض الصدرية
بمستشفيات الحمادي بالرياض

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى