( كان حبََا) بقلم : مرشده فلمبان
جلس المحبان في مجلس لا أقول إنه نابض بالشاعرية والحب.. هو كان ينوي بمصارحتها بما يغزو قلبه من ضجر.. وملل أو فيض مكبوت في خافقه.
جلسا في مكان ألتقيا فيه لأول مرة بكل جمال الحب.. وروعة الصدف.. كان يهوى نبرات صوتها.. وذاك المكان يعبق بشذا عطر كان يعشقه من خلال شالها الحريري.. يتنفس عبقه.
أحبها بكل جوارحه عنفوان ولهه.. هام بها مع كل نبضة في خافقه.. ولكن ماذا جرى؟ ولماذا أختار هذا المجلس النابض بوهج الحب والشغف؟
تحين فرصة شرودها حيث كانت تتلهف لكلمات تطفيء ظمأ مشاعرها.. وتسقي بيداء لحظاتهما التي طغى عليها عامل الجمود والجفاف العاطفي.. ولكنه أبى إلا أن يخلخل سكون ذاتها.. ويستبيح غض كيانها.
قال لها بكل جبروت وكبرياء.. ونرجسية :
أولم تعلمين؟ أنت لست كما أنت.. زال جمالك.. وعنفوان شبابك.. لم يعد قلبك ينبض بالشغف شعوري بالملل منك دافعي للإبتعاد عنك..
حينئذ أجابته بثقة وهدوء الجريح النازف :
بل أنت من انتهت صلاحيته في دنياي لم تعد ذاك الحبيب الذي يسأل عني كلما غبت عنه.. لم تعد تحيي ذاتي بكلماتك المكللة بعبق أنفاسك
أهملتني حين ظننت بأن حولك الأحبة يحيطونك..
كم كنت أغار عليك.. أتنفس شذا عطرك في بعادك.. كنت عميد حياتي.. وصولجان كلماتي.. ولكن جمودك كان يكسر كل رقة في نبضي.. فينهار ذاك القلب.
كفاك قسوة على فؤادي.. أرجوك لاتطفيء قنديل أيامي.. يامن كنت كل زماني وفرحتي.
إن لم أعد أنا في رأيك كماأردت أنت أرجو أن تستقيل من عرش زماني.. وأيامي.. أنا مازال خافقي عامرََا بالحب.. وومضات تبرق باللهفة لكل جميل.
ثقتي بنفسي لن تهزها عاصفة بعادك..
والتفاؤل في ذاتي سيقاوم هشاشة الأمل.. فبالحب وإشراقة الأمل وجمال الحياة أحيا بقلب نابض بالأحلام المزهرة في بساتين السعادة.
إرحل أرجوك.. وامض في سبيلك.. ستمحو عواصف الأيام كل أثر في طريق كنا نسير فيه. وستصبح خطانا سرابََا.. ونصير أغرابََا حتى لو جمعتنا الديار.