يروى أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام من طينة أو عجينة من الأرض تحوي كل أنواع الأرض والتربة الطينية والصفراء والرملية والبحرية والجبلية والسوداء والسبخة وخرج بنو آدم في ألوانهم وسلوكياتهم وتعاملهم ينتمون لطينتهم التي ينتمون إليها ، فهذا تعمل فيه معروفا فهو يثمر عنده ويطيب ويزداد ويزين ، تربته طيبة صفراء ، وهذا تعمل فيه معروفا فهو ينساه عندما ينتهي المعروف وهذا تربته سبخة سوداء .
وقالوا : لما خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام علمه اللغة العربية فتخاطب بها مع الملائكة في الجنة ومع زوجته وبنيه عندما هبط إلى الأرض.. واللغة العربية أجمل اللغات التي ظهرت على وجه الأرض وهي اللغة التي اختارها الله لكتابه الخالد ( القرآن الكريم ) والوحي الثاني ( الحديث الشريف ) وهي التي اختارها لخاتم أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام ، وهي لغة أهل الجنة في الجنة . فعندما تتحاور مع أحد فيمكنك انتقاء أجمل العبارات والكلمات والمصطلحات والمترادفات . فتكون من طبقة الناس الراقين الذين ينتمون لأجمل وأنقى التربة الأرضية التي تكون منها آدم والأنبياء والصالحون – وعلى فكرة الإنسان يموت في الأرض التي طينته أو عجينته منها – والإنسان لا يعرف طينته التي تكون منها أين ؟ ولذلك عندما يموت لا يدري بأي أرض يموت ، والأرض أمنا .
والناس مختلفون ويعود اختلافهم للأرض وآدم عليه الصلاة والسلام أخرج الله منه ذريته بمسحتين ، فمسح بيده الكريمة سبحانه وتعالى على الشق الأيمن من ظهر آدم فخرج نصف ذريته الذين سيظهرون على وجه الأرض حتى البعث والنشور ثم مسح بيده الكريمة مسحة أخرى على الشق الأيسر فخرج بقية بني آدم ، ولا يتفق أهل المسحة الأولى مع أهل المسحة الثانية وبعضهم أخوة خرجوا من صلب رجل واحد ورحم امرأة واحدة .
البعض ممن ينتمي لطبقة الناس الراقين من طبقة الأرض الطيبة التي تكونت منها طينة آدم في نقاشها وحوارها وتعاملها وانتقاء مفردات الكلمات التي تتحاور بها تختلف عن الأخرى .
العلم من شأنه أن يعدل السلوك السيء إلى الأحسن ولا خير في علم لا يعدل السلوك للأفضل والطبع يغلب التطبع .
