( أمي) بقلم / مرشده يوسف فلمبان
آه يازمن العذاب!!
ركضت خلف ظلال السنين.. وبين أفيائها لمحت أمي بهدوئها وجمال بسمتها.. بدفء مشاعرها.. وحرارة أشواقها..
تلك أمي تقف خلف حاجز الزمن.. تتوارى بلهفتها.. وعطر أنفاسها يعبق بين مساحات الحنين..
لمحت أمي تمد ذراعيها لتحضنني.. وتقبلني.. ولكن مالبثت أن توارت واختفت.. وظللت في شرودي وتوهاني..
لمحت أمي رغم عذابات السنين التي سحقت سنوات عمرها.. ما أسعدها وهي ترفل في سرور بثوبها الأخضر تلوح لي بفرح الشهادة.. ولذة النصر على كآبة الحياة.. وعلى جراحها النازفة التي فتكت أيامها.. وبترت أحلامها..
تلك أمي احتضنت بدفء كفيها يدي لتودعني وتتمنى لي سعادة الدارين وفرحة العمر.
تلك أمي تعبّ بظمأ لذيذ من إكسير الحياة الأبدية.. وانحنيت لأقبل قدميها المخضبتين بعطر الخلود.. وتراب الجنة.. المعفر بشذا الرياحين..
وحدها فقط أنحني على قدميها بكبرياء إنسان..
إنها أمي أمرغ خدي بقدميها.. يتلاشى عني كل عجرفة وغرور بغبارهما.. هي أمي سعادتي الأبدية..
رب ارحمها واغفر لها أسعدها في حياتها البرزخية.