مقالات

جازان الوجهة القادمة للسياحة والتراث بالمملكة .

د . علي إبراهيم خواجي
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء التراث .

 

تعتبر منطقة جازان التي تقع في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز المناطق التي تتميز بالثراء التاريخي والثقافي والأثري ، حيث تضم العديد من المواقع التراثية والأثرية والسياحية التي تعكس تاريخ وتراث المنطقة .

تتميز منطقة جازان بتنوع طبيعتها وجمال مناظرها الطبيعية الخلابة التي تجذب السياح من داخل المملكة وخارجها. فتعتبر جازان وجهة سياحية مثالية لمحبي الطبيعة والاسترخاء، حيث تقدم العديد من الفعاليات والأماكن السياحية التي تضفي جاذبية خاصة على هذه المنطقة.

تعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد وقطع زيارته التي كانت لفرنسا أثناء مرض حمى الوادي المتصدع لمنطقة جازان أثر كبير في تغيير كثير من الأمور التي غيرت كثير من المعطيات عن منطقة جازان ، ومن ذلك قدوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وتعيينه أميرا لمنطقة جازان .

وبعد ذلك كانت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – لمنطقة جازان ، والتي رسمت النهضة الحديثة التي نشاهد عليها المنطقة في العصر الحاضر ، فقد فتحت تلك الزيارة العديد من المشاريع العملاقة التي غيرت معالم المنطقة ومنها جامعة جازان و مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية والتي تسمى حاليا مدينة جازان الاقتصادية .

في هذا المقال، سنستعرض بعض المواقع التراثية والتاريخية والسياحية البارزة في منطقة جازان وأشهر مهرجاناتها التي تنوعت في مختلف محافظات المنطقة :

@ اذا نظرنا الى محبي المناطق الجبلية ، والذي يريد الاستمتاع بالاجواء الباردة شتاء والمعتدلة صيفا فلدينا المحافظات الجبلية وهي ( محافظة فيفا والتي يطلق عليها جارة القمر لجمالها وشدة ارتفاعها – الداير بني مالك – العيدابي – العارضة – هروب – الريث ) وهي مقصد أيضا لمحبي رياضة الهايكنج .

@ محبي المناطق الساحلية والأودية ويكون جوها معتدل شتاء وحار صيفا فهي مطلب ومكان مميز للهروب من الأماكن الباردة في فصل الشتاء كمنطقة عسير الذي يبحث أهلها عن المناطق الدافئة فتكون منطقة جازان بمحافظاتها الساحلية ملاذا ومطلبا لهم ، ومن أهم المحافظات الساحلية ( محافظة صبيا – ابو عريش – احد المسارحة – صامطة – الطوال – الخوبة – ضمد – بيش – الدرب )
اما الأودية فمن اشهرها ( وادي بيش – وادي صبيا – وادي ليه – وادي خلب – وادي ضمد – وادي لجب – وادي الفطيحة – وادي رزان ) .

@ اما من يبحث عن الجزر الحالمة ويحب الغوص فستكون الوجهة بدون تردد في محافظة جزر فرسان .

@ اما مدينة جازان فهي المقصد لكل القادمين إلى المنطقة من خلال مطارها الوحيد ( مطار الملك عبدالله ) ، وهناك مطار آخر يتم تجهيزه سيتم الانتهاء منه قريبا ، ويبعد عن المطار الحالي مسافة ٥٠ كلم تقريبا ، وتشتهر المدينة ( جازان ) بالعديد من المميزات السياحية والترفيهية والتي من ابرزها : ( القرية التراثية – الكورنيش الشمالي – الكورنيش الجنوبي – القلعة الدوسرية – شاطيء المرجان ) وكذلك باسواقها الشعبية ومجمعاتها التجارية مثل الراشد مول وكادي مول .

@ اما من يبحث عن المتعة والاسترخاء فيجدها في العيون الحارة التي تشتهر بها المنطقة في كل من الخوبة والعارضة والداير بني مالك ، فيقصدها الزائرين للاسترخاء والعلاج .

@ أما من أبرز القرى والقلاع والبيوت التاريخية والتراثية والتي منها ( القلعة الدوسرية في مدينة جازان – قلعة الحمى التاريخية في مركز الشقيري – قرية قيار في محافظة الداير – بيت الرفاعي في محافظة فرسان – قلعة دار النصر في محافظة ابو عريش – بيوت الادارسة في محافظة صبيا – بيت الجرمن في محافظة فرسان – حصن الشريف في محافظة صامطة – القلعة العثمانية في محافظة فرسان – العكوتان في محافظة صبيا – درب النجا أو مدينة جازان العليا – مدينتا الخصوف و الشرجة التي كانتا في مخلاف حكم – مدينة عثر في مخلاف عثر – بلدة المنارة في محافظة ابو عريش – النقوش الحميرية في قرية المشوف بمركز الشقيري )

@ اما أبرز المساجد التاريخية فيعد مسجد القبب في محافظة ابو عريش و المسجد النجدي في محافظة فرسان من ابرزها لما تتميز به من طراز عمراني فريد .

# ثلاث تواريخ هامة لا يمكن أن ينساها كل أبناء منطقة جازان وهي :

@ زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لمنطقة جازان في ٥ رجب ١٤٢١ هج الموافق ٢ أكتوبر ٢٠٠٠ م ، عندما قطع جولته الخارجية وجاء قادما للمنطقة من فرنسا ، خلال مرض حمى الوادي المتصدع وقولته الشهيرة ” روحي ليست أغلى من أرواح أبناء جازان ” .

@ تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة جازان في ١٠ محرم ١٤٢٢ هج الموافق ١٦ أبريل ٢٠٠١ م ، فكان مقدم خير على المنطقة ، فهو مهندس نهضتها ، والعاشق للتميز ، والقريب من الكل .

@ زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنطقة جازان في ١٣ شوال ١٤٢٧ هج ، الموافق ٤ نوفمبر ٢٠٠٦ م ، والتي قال فيها كلمته الشهيرة : ” من دواعي سروري العظيم أن أكون في جازان بين هذه الوجوه الكريمة المضيئة بالولاء للعقيدة والمحبة للوطن، ومن دواعي فرحتي البالغة أن أبشركم أن مستقبلا زاهرا بإذن الله ينتظر هذه المنطقة الحبيبة من المملكة من الازدهار الصناعي ومن النماء الزراعي ومن الريادة في النقل البحري بالإضافة إلى كل التجهيزات الأساسية الضرورية لتنمية شاملة تعم جازان من أقصاها إلى أقصاها ” .
فوافق فعله قوله ، وتحقق ذلك على يديه ، ومن يحضر إلى جازان يجد الفارق الكبير بين جازان الأمس ، وجازان اليوم ، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تبذله حكومتنا الرشيدة لكافة مناطق المملكة، ومنطقة جازان نالت حظها الوافر من الدعم والإهتمام .

# منطقة جازان هي إحدى مناطق المملكة العربية السعودية الداعمة للسياحة ، ونعلم ما تحظى به السياحة من اهتمام فهي إحدى مرتكزات رؤية المملكة 2030 ، ومما يجعل المنطقة متميزة سياحيا هو ما يميزها بالعديد من الجوانب الجذابة والمميزة ، و منها :

@ الطبيعة الساحرة: تتميز جازان بطبيعتها الخلابة والمتنوعة، حيث تضم سلاسل جبلية ووديان وشواطئ ساحرة، فصلنا الحديث عنه في السطور الماضية .

@ الزراعة: تعتبر جازان منطقة زراعية مهمة ، حيث تعد منطقة جازان إحدى أهم المناطق الزراعية في المملكة حتى اطلق عليها ” سلة غذاء المملكة ” ، وتشتهر بزراعة العديد من المحاصيل مثل القهوة والبن والفواكه والخضروات .
وتشتهر المنطقة بزراعة الحبوب مثل الذرة والدخن بشكل أساسي ، وتعمل أيضاً على زراعة المانجو والتين والجوافة والاناناس والموز والبابايا والبطيخ والخضروات الورقية والنباتات العطرية .

@ التراث والثقافة : تحتفظ جازان بتراث غني وتقاليد عريقة تعكس تاريخ المنطقة وثقافتها ، فنجد ان اكلاتها الشعبية متميزة وفريدة ومن ابرزها :
( مكشن السمك – المحشوش – المفالت أو الثريد – الحيسيه – الحنيذ – المغش – الخمير – المرسة ) .
اما في جانب الثقافة ، فمنطقة جازان ولادة بالمؤرخين والأدباء والشعراء المتميزين ، ولهم تواجد كبير على مستوى المملكة.

@ الأنشطة السياحية والفعاليات :
توفر منطقة جازان العديد من الفعاليات والأنشطة السياحية مثل الاستمتاع بالطبيعة ، وزيارة المواقع التاريخية ، والتمتع بالمنتجات المحلية ، وقامت بتنويع فعالياتها ومهرجاناتها على العديد من المحافظات حتى تحظى بالاهتمام الكبير والدعم من قبل الجهات الحكومية لحرص سمو أمير المنطقة وسمو نائبه على الاهتمام بكافة المحافظات ودعمها سياحيا .
أما أبرز المهرجانات في منطقة جازان فهي :
– المهرجان الشتوي الذي يقام في القرية التراثية في مدينة جازان .
– مهرجان الحريد الذي يقام في محافظة فرسان .
– مهرجان البن الذي يقام في محافظة الداير .
– مهرجان العسل الذي يقام في محافظة العيدابي .
– مهرجان المانجو الذي يقام في محافظة صبيا .
– مهرجان الفل والنباتات العطرية الذي يقام في محافظة ابو عريش .
– مهرجان عذق الذي يقام في محافظة ضمد .
والآن هناك عدد من المهرجانات والفعاليات يتم تنفيذها ومنها :
– مهرجان محالب الإبل الذي يقام فعالياته في محافظة ابو عريش .
– مهرجان الصقور الذي يقام في مدينة جازان .
– فعالية الماعز البيشي والذي يقام في محافظة بيش .

@ اما فيما يخص المتاحف الخاصة ، فهناك العديد منها والتي حرص اصحابها على تجميع القطع التراثية والملبوسات والاواني والاسلحة القديمة وأدوات الزراعة ، حيث حرص اصحابها على حفظ وصيانة التراث الحضاري والإنساني والعمراني لمنطقة جازان ، وجعلوها ذاكرة حيَّة تربط الحاضر بالماضي ، ومنها :
( متحف جازان للتراث والثقافة – متحف الاستاذ ابراهيم مفتاح في محافظة فرسان – متحف الزيلعي البحري في محافظة فرسان – متحف بلغازي في محافظة العيدابي – متحف الدكتور علي العواجي في مدينة جازان – متحف جبل طلان في محافظة الداير – متحف الحريصي في جبال الحشر بمحافظة الداير – متحف الجندلي في محافظة بيش ) .

هذا التنوع في الطبيعة الجغرافية جعل منطقة جازان تتميز بتنوع تراثي وثقافي غني ، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار الباحثين عن تجربة سياحية تاريخية وثقافية مميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى