مقالات

” جماعتك جيبك ؛ و الأقارب تفاريق!!

بقلم ــ عيسى المزمومي

 

كان والدي _ رحمه الله _ ينصحني بأن أحسن إلى الناس؛ وأن لا أرد الإساءة بإساءة ؛ وأن أبتغي مرضاة الله ؛ وطاعته ؛ بحسن الخُلق ؛ في تعاملي مع خلق الله ؛ ولين الجانب؛ وخفض الجناح؛ والتسامح!!
ورغم الوصية الحدث؛ والتي حفظتها ؛ و للأسف عملت بها؛ و لكني اكتشفت بعد كل هذه السنوات المريرة في حياتي؛ أن اللئيم ؛ والمنافق ؛ والكاذب؛ هو من يستحق الاحترام والتقدير في بعض المجتمعات التي تعودت على ” أن يكون البقاء للأقوى ؛ ولو كان على باطل!!
بعض رهطك؛ أو بعض من حولك لا يحترمك إلا لمالك؛ ولو يعرف أنك ” فقير” أو ” إنسان نزيه” لن يتشرف أن تكون في مجالس السوء التي تعودت بها ” كروشهم” على أكل المفطحات؛ ونهش لحوم البشر؛ و ممارسة فحش القول؛ و اتهام الآخرين بالباطل في رابعة النهار!!
تلك الزمرة من الناس’ أصبحت تتمدد في بعض المجتمعات؛ وتصول و تجول بدون ضمير ؛ بل إن بعضهم ” مصدّق” الدور الذي يعيش به في معارك النفاق؛ و الغدر ؛ و ” سوء الخلق” مما ينم عن انحراف الفطرة السليمة والإنسانية والركض وراء شهوة المال؛ و الهلس الفارغ!!
هناك خلل في تركيبة البعض النفسية لأنه يعتقد واهماً أن المنصب سيدوم؛ و أنه وحيد زمانه؛ ومصلح الكون المهيب ؛ و يتقمص دور الفتك ؛ و ” الرئيس” على من حوله وهو فارغ سيء الخلق و وجوده بؤوس ودمار لكل من حوله؛ حتى أبناء عمومته!!
يحتاج الإنسان إلى أصدقاء؛ و أقارب؛ و عزوة ولكن إذا كان بعض من حوله يشعل النيران تجاه وجوده في أي مكان ويتصيد الأخطاء عليه؛ وينشر عن سيرته؛ و في غيابه أخبار لا تمت للواقع بصلة؛ و يحاول أن ينسب له ماليس به؛ بل إنه يتكلم عن ” شرفه” بدون وازع ديني أو أخلاقي عندها لن يكون في هذا الزمن أمان في واقع هزيل يثبت أن النفوس بعضها انحدرت؛ و البعض يبحث عن ركام الدنيا الزائل ولو بالإساءة للإخوان والأقارب و من حوله!!
وصدق من قال ” جماعتك جيبك ؛ والأقارب تفاريق” ولا بارك الله في من يعين الشيطان على أخوه المسلم في زمن موت الضمير؛ والبحث عن المغريات!!
ولا عجب أنها دنيا زائلة ولكن ” ليت شعري!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى