أول من بايع الملك عبدالعزيز من أمراء بلدان حائل” الأمير سلطان البراهيم
سلطان آل إبراهيم مـن هو شـاب
فــي قريــة السَّبْعَان قصــره شعايل
مناخه بقصر البِنِيّة للأجناب
وخلى الصعايب غصب تصــبح سهايل
عاهد موحـد ممـلكتنا بالكتاب
وورّد جيوش إمامنا بالقوايل
أخوان هدلا المراحبية لنا ألــقاب
إبــراهيم المفيدات فــي شــرق حائل
سمات إمارته/
ترعرع في بلدة السَّبْعَان بلد آباءه وأجداده الذين لهم قصب السبق بمناصرة أئمة الدولة السعودية، تمت مبايعته أميراً للبلدة بعد وفاة أخيه الأمير دواس البراهيم عام 1312 هـ 1894م ، ليصبح الأمير السادس من أسرة البراهيم، وكانت أبرز سمات إمارته حفظ الأمن والحقوق ودعم حلقات التدريس وتقدير المشايخ والقراء، فلم يُذكر في عهده أحداً استباح مالاً أو نفساً فكانت فترة عدل وعلو علمٍ مجانبةٍ لكل ما من شأنه سفك الدماء ونهب الممتلكات وزعزعة الأمن، وكان الأمير سلطان البراهيم رجلاً حضارياً في حديثه وهيئته، ودبلوماسياً شجاع، ويُعد من أشهر أمراء وفرسان وكرماء قبيلة بني تميم، وذكر المؤلف عبد الله بن زايد الطويان في كتابه أيسر الدلائل لبعض أنساب أسر القصيم وحائل في ذكره لأُسرة البراهيم قوله ( منهم الأمير سلطان بن إبراهيم بن حمد البراهيم رحمه الله كان من أكرم أهل وقته واشجعهم) وذكر الشاعر فهد بن مطلق العواد أبيات مادحاً بها الأمير سلطان البراهيم في قصيدةً له:
أهل الصينية جابوا الفوز جابوه
ومبطي وهم نجمٍ ضوى بالبِنِيّة
تاريخ للسلطان ماضي وعدّوه
رجالٍ تقدّر فعل راعي الصينية
راعي المناخ ومسقي الجيش سمّوه
جيش الإمام اللي نصاهم بجيّه
فلا يكاد يخلو ديوان قصره ومناخه من الأمراء والوفود والشيوخ وجماعته وكل من له حاجه، وقيل قديماً:
أخوان هدلا لا هلّوا
صحنهم ما يشيلونه
لــهم باب بيّن
مناخ الهجن من دونه
وكانت له مراسلات وتواصل مع أئمة الدولة السعودية وشيوخ القبائل والأمراء، ومما يُذكر عن الشيخ عبد العزيز بن فرحان بن صفوق الجربا عند عودته للعراق بعد إحدى زياراته لنجد، حديثه عن الأمير سلطان البراهيم وثناءه عليه ومدحه بقوله إني ما رأيت أكرم وأدهى من شيخ المفيد الأمير سلطان البراهيم، ولقّبه بــ راعي الصينية من شدّة إعجابه بكرمه، ويقول الشاعر في ذلك:
وسلطان أخو هدلا زبون الجليّة
شيخ ولد شيخٍ بلا شكٍ وريب
يشهد له السَّبْعَان وأرض البِنِيّة
ويشهد الجربا كريم المعازيب
أمير ربعه كاسبين العليّه
عيال المفيدي محتمين المطاليب
الاهتمام بالعلم والعلماء/
كان الهاجس الأكبر لدى الأمير سلطان البراهيم عند توليه إمارة بلدة السَّبْعَان هو الاهتمام بالعلم والعلماء والخطباء والدعاة والمحافظة على الأمن، فكان ذلك محل اهتمامه وحرصه الشخصي، كان له الفضل بعد الله سبحانه في انتشار العلم في بلدة السَّبْعَان وذلك بتوجيهه للعلماء والمشايخ في تدريس الصغار والكبار أمور الكتابة والقراءة وتحفيظ القرآن الكريم وتفقيههم في أمور الدين وذلك في الكتاتيب والدور والمساجد، وكان يستشيرهم في كثير من الأمور ويستنير بآرائهم ويستفيد من علمهم وكان يُسند لهم أمور الكتابة للمراسلات وتوثيق الحقوق، ومن أشهر العلماء والمشايخ والخطباء والدعاة الذين عملوا في هذا المجال في بلدة السَّبْعَان بتوجيه من الأمير سلطان البراهيم هو الشيخ الحميدي ابن رديعان والذي كان مُلازماً للأمير سلطان البراهيم عند مبايعته للملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ والذي أصبح فيما بعد إماماً للحرم النبوي الشريف بأمر من الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – ، وكذلك الشيخ محمود الغربي خطيب جامع بلدة السَّبْعَان وكان قاضياً معروفأ في منطقة حائل، وكذلك الشيخ موسى المليحان وقد اشتهر بتعبيره للرؤى، والشيخ فراج الحميد البراهيم، والشيخ صالح السيف.
الولاء لآل سعود أولاً وآخراً /
الولاء لآل سعود أولاً وآخراً هي جزء من المقولة الخالدة للأمير سلطان البراهيم أمير بلدة السَّبْعَان عند مبايعته هو وأهل بلدته للملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ {إن الولاء لآل سعود أولاً وآخراً وأنهم هم أهل الولاء الأول وأحق به الآن، فلهم الإمامة الأولى وهم الذين نصَّبوا وأمّروا الرشيد على حائل وأن الإمام عبد العزيز قدم إلى حائل لتوحيد الجزيرة وإعادة مُلك آبائه وأجداده، وسنخرج إليه لمقابلته ومبايعته} فخرجوا وقابلوه وبايعوه واستضافه في قصره ببلدة السَّبْعَان بمنطقة حائل.
شرف المبايعة/
الأمير سلطان البراهيم ـ رحمه الله ـ هو أول من بايع الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ من أمراء بلدان حائل، وكان ذلك عندما اتجه الإمام عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ إلى حائل بعد مقتل حاكم حائل الأمير عبد العزيز بن رشيد وانتصار الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ في معركة روضة مهنا عام 1324 هــ حيث أمر الملك عبد العزيز جيشه بالتوجه إلى بلدة السَّبْعَان، ومما تداوله الناس أبيات من القصيد لمنيره بنت عبد العزيز الرشيد وهي ترثي الحال لحائل بعد مقتل أبيها وقدوم الإمام عبد العزيز لبلدة السَّبْعَان وما آل إليه الوضع من مناوشات حلّت بين الرشيد بوقتها وتقول منيره:
يا بوي حائل عقبك فالها شين
يذكر على السَّبْعَان ورد الإمامي
يا بوي مقدم سرية وقم الألفين
شره على الجمع الكبير الردامي
ولما علم أمير بلدة السَّبْعَان الأمير سلطان البراهيم بقدوم الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – وجيشه لبلدة السَّبْعَان بعد انتصارهم على حاكم حائل ابن رشيد، طلب الأمير سلطان البراهيم من الشيخ ابن رديعان مكاتبة الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – وابلغ أهل البلدة وبلدان أخرى إستعداداً لمقابلة الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ ومبايعته واخبرهم بمقولته الشهيرة:
[٨:٢٣ م, ١٣/٧/١٤٤٦ هـ] زهير الغزال بوعبدالاله /شفق الشرقيه: (إن الولاء لآل سعود أولاً وآخراً وأنهم هم أهل الولاء وأحق به الآن، فلهم الإمامة الأولى وهم الذين نصّبوا وأمّروا الرشيد على حائل، وأن الإمام عبد العزيز قدم إلى حائل لتوحيد الجزيرة وإعادة مُلك آباءه وأجداده، وسنخرج إليه لمقابلته ومبايعته)، فخرجوا وقابلوه وبايعوه وقدّم له الدعم والمساندة وسقاية الجيش، واستضافه في قصره في بلدة السَّبْعَان بمنطقة حائل، وبذلك تُعد بلدة السَّبْعَان وأميرها سلطان البراهيم أول من نال شرف استضافة الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ من بين القرى والأسر التميمية بحائل، وأقام الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ في بلدة السَّبْعَان أياماً يخاطب إمارة الرشيد وقد اتخذ قصر الأمير سلطان البراهيم ديواناً له وقت مكوثه في البلدة، وتحدث الكاتب ناصر بن عبد الله المهيدب في كتابه هميلان وبنو عمرو بن تميم ـ قراءة تاريخية ـ الطبعة الأولى 2022م ـ بقوله (ومنهم الأمير الفارس الكريم سلطان بن إبراهيم البراهيم، الذي استقبل طلائع جيش الملك عبد العزيز المتوجهة إلى حائل بعد معركة ـ روضة مهنا ـ سنة 1324 هـ، واستضاف الجيش، في تحدٍ صارخ لقوة الأمير الشرس الموتور ابن رشيد أمير حائل)، وقال الشاعر علي بن محسن العلي رحمه الله قصيدةً ألقاها أمام أمير حائل صاحب السمو الملكي سعود بن عبد المحسن آل سعود عند زيارته بلدة السَّبْعَان بحائل:
وأهل السَّبْعَان أفراد وعوايل
يشكرون الله ثم آل سعود
ورّدوا جدّك معزي بالقوايل
يوم وقت الضنك وأيام الحشود
ويُذكر أن الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – وعد الأمير سلطان البراهيم وأهالي بلدته السَّبْعَان وكل البلدان التي بايعت مع الأمير سلطان البراهيم بالأمن والأمان عند فتح وضم حائل تحت حكمه وقال: (إن شاء الله سوف تنامون ببيوتكم بدون سلاح ونحن نسعى لنشر الدين وتوحيد المسلمين وعدم سفك الدماء) وهذا هو ما تحقق بعد ضم حائل، ثم خرج الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – من بلدة السَّبْعَان متجهاً إلى نجد منشغلاً عن حائل بتوحيد وإعادة صف من خرج عليه من القبائل والبلدان إضافةً لمهام أخرى حتى عاد لحائل في عام 1339هــ لحصارها وضمها تحت حكمه، وكان الأمير سلطان البراهيم أحد المناصرين له سابقاً وعند عودته لحائل عام 1339هـ،حيث نصره وسانده، وأجمع أهل بلدته النصرة والمساندة مع أميرها سلطان البراهيم للملك عبد العزيزــ طيّب الله ثراه ــ وفي ذلك يقول الشيخ دغيليب ابن ظاهر الوجعان الشمري: ( أن أسرة البراهيم كانوا في الزمن السابق هم أمراء بلدة السَّبْعَان، وهم أول من بايع الملك عبد العزيز رحمه الله من أهالي الجبل وورّدوه هو وجيشه)، ولم يمكث الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ طويلاً حتى رجع إلى نجد تاركاً المهام القيادية أثناء حصاره لحائل لأخيه الأمير محمد ابن عبدالرحمن وابنه الأمير سعود ابن عبد العزيز، في وقتٍ كانت فيه حائل وإمارتها في آخر عهدها وشدّة ضعفها.
فوضى عارمة/
استغل حاكم حائل الأمير محمد الطلال الرشيد ذهاب الملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ من جنوب حائل إلى القصيم، حيث أغار حاكم حائل على القرى والبلدان التي بايعت الملك عبد العزيز في جنوب حائل وجمع في بلدة الروضة كل من عاهدوا الإمام عبد العزيز وناصروه من الأمراء والمشايخ من بلدان حائل ثم قام بسجن وقتل أغلبهم، وفي ذلك يقول الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد في كتاب ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام ( وقد أفضت سيادة حائل إلى محمد بن طلال آخر حكام الرشيد في الجبل، وقد خرج إلى الروضة من قرى رمان وقتل من وجد بها من الأخوان، ودمّر ونكّل ورجع إلى حائل، فقلت أُحرّض الإمام عبد العزيز على قتاله والأخذ بثأر من قُتل، وذلك في سنة 1339 هــ ) فقال قصيدته ومنها:
قد بايعوك على الإسلام كلهم
حتى شددت لهم عند العهود يدا
وهذه الفتنة من حاكم حائل محمد الطلال الرشيد لم يسلم منها حتى بيت إمارة الرشيد، ولحقت أيضاً هذه الفتنة بأمير بلدة السَّبْعَان الأمير سلطان البراهيم فقام بعزله ثم أسند إمارة البلدة للأمير حماد العلي البراهيم، وفي عودته لحائل قادماً من بلدة الروضة عارضوه بيت إمارة الرشيد وهي في أشد ضعفها على إسناده الإمارة لأسرة البراهيم بسبب مناصرتها للملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – ، فطلبوا منه نزع الإمارة منهم وإسنادها لأي شخص من غير أسرة البراهيم، فنزع الإمارة من الأمير حماد العلي البراهيم وأسندها لغيره ممّن يحملون الولاء لحاكم حائل محمد الطلال الرشيد وأيضاً لديهم الاستعداد لعداء الملك عبد العزيز وأسرته وجيشه، وهذه الفتنة نجا منها الشيخ ابن رديعان وهو من المشايخ الذين أمر بقتله حاكم حائل محمد الطلال الرشيد، حيث أُخبر بطلب ابن رشيد له فخرج مسرعاً من قصر الأمير سلطان البراهيم سيراً على قدميه باتجاه الشرق، وبعد نزع الإمارة من الأمير سلطان البراهيم وأسرته، عاشت البلدة فترةٍ من الفوضى وانحلال الأمن بسبب تواجد بعض المقاتلين من جيش حاكم حائل محمد الطلال الرشيد وأتباعه الذي دفع لهم مقابل قتال جيش الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – ، فقاموا بنهب البلدة وخيراتها وسفكوا دماء مَن سفكوا، إلى أن خرج بعض الوجهاء وكبار السن من أهالي بلدة السَّبْعَان للقاء الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – بأطراف القصيم عام 1339 هـ وتم لقاءهم به وأخبروه بوضع البلدة وما آلت إليه، مما جعل الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – يأمر نجله الأمير فيصل بن عبد العزيز بأن يتوجه على رأس جيشٍ لبلدة السَّبْعَان، فتوجه لها الأمير فيصل بن عبد العزيز بجيشه بأمر الملك عبد العزيز – طيّب الله ثراه – تلبيةً لطلب وجهاء البلدة، وقال الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد في كتاب صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار (السبعان بلد تحمل هذا الاسم إلى هذا العهد ثم قال وهي التي حاصرها سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز أيام حصار حائل فأمنهم على دمائهم وأموالهم إلاّ ما كان معهم من سلاح ابن الرشيد، وهي من القرى الواقعة جنوباً عن مدينة حائل) وعند وصول الأمير فيصل وجيشه لبلدة السَّبْعَان اتخذ ثلاثة مواقع حربيةً من أهمها قصر الأمير سلطان البراهيم فكان مُحاصِراً بذلك العدوان من جيش حاكم حائل ابن رشيد واتباعه حتى تفرّقت رايتهم واستسلم بعضهم وفرّ بعضهم هارباً ولم يصمدوا أمام قوة الأمير فيصل بن عبد العزيز وجيشه، وما هي إلاّ فترةٍ بسيطةً حتى قضى عليهم وهزم جيش حاكم حائل والتابعين له شر هزيمةً ثم جرّدهم من أسلحتهم وقادهم إلى معسكره ثم نزع القيادة من التابعين لحاكم حائل ابن رشيد وثبّت بعضاً من رجال جيشه التابع للملك عبد العزيز فيها لحفظ الأمن واستمراريته، ويقول الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد أحد أبياته من قصيدةً شهيرةٍ وردت في كتاب ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام:
[٨:٢٣ م, ١٣/٧/١٤٤٦ هـ] زهير الغزال بوعبدالاله /شفق الشرقيه: من بعدما ملك السَّبْعَان وارتجفت
بالآمنين فجاج البر والبحر
ثم اتجه الأمير فيصل بن عبدالعزيز ومعه باقي جيشه إلى جيش الملك عبدالعزيز – طيّب الله ثراه – في حائل والذي كان تحت قيادة الأمير محمد بن عبد الرحمن والأمير سعود بن عبد العزيز.
من رجالات الملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ /
الأمير سلطان البراهيم أمير بلدة السَّبْعَان بمنطقة حائل من الشخصيات البارزة التي التفّت حول المؤسس الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ واستعان بهم بعد الله في تأسيس وتوحيد البلاد، وساهموا في تحقيق رؤية وطموح الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ ، وعلّق المؤرخ وعضو مجلس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام في أحد كتاباته بقوله: (الأمير سلطان البراهيم من جلساء الملك عبد العزيز رحمه الله وكانت إمارة بلدة السَّبْعَان في آباءه) وقال الشيخ دغيليب ابن ظاهر الوجعان الشمري في أحد مرويّاته: ( أن أمير بلدة السَّبْعَان بحائل الأمير سلطان البراهيم له صحبه مع الملك عبد العزيز رحمه الله) ونُشير هنا للقارئ أن من ثمار هذه الصُحبة المباركة أن الأمير سلطان البراهيم استضاف الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ في بلدة السَّبْعَان وبايعه وناصره واسقى جيشه سِلماً لا حرباً على السمع والطاعة في اليسر والعسر وبحضور أغلب أمراء بلدان بني تميم بحائل لمبايعته، وقال الشاعر خلف بن عبدالمحسن العفنان قصيدة وقد عرّج بها على الأمير سلطان البراهيم بذكر وقفته مع الإمام عبد العزيز وجيشه :
وهو منكم اللي ورّد الجيش يشرب
جيش الإمام اللي تباهى بإمامه
على قراحٍ بالبِنِيّة تسرّب
من سفح سلمى صافياتٍ جمامه
وهذه التضحية والإقدام من الأمير سلطان البراهيم عند استضافة الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ ومناصرته ومساندته ما هي إلاّ من أجل بناء وطن ورؤية عظيمة تحت راية التوحيد متحملاً كل ما سيحدث له من ضررٍ ولو كان في سبيل فقدان حياته، وتوفي رحمه الله في عام 1339 هــ 1921 م ، رحم الله الأمير سلطان البراهيم أمير بلدة السَّبْعَان بحائل، ومؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ وأبناءه الملوك البررة من بعده ــ رحمهم الله ــ ، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذين ننعم بظل قيادتهم الأمن والأمان والازدهار.
ما بعد فتح حائل/
بعد فتح حائل وبتوجيه من الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ، استمر الشيخ فهيد بن سلطان البراهيم في سقاية جيش الملك وتقديم الدعم والمساندة والمناصرة ماشياً على خُطى والده الأمير سلطان البراهيم، ونال الشيخ فهيد بن سلطان البراهيم شرف استضافة وسقاية جيش الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ على مدى خمسة وعشرين عاماً، ويقول الشاعر ناصر بن إبراهيم الدوسري في قصيدته:
له وقفة تذكر عند بن سعود
صفحة ما تمتحي مع مر الليالي
جدك اللي وقف ماقف الجود
أمير والمدح من يمه تهيالي
وكان هذا الجيش بإشراف مباشر من أمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد ابن جلوي آل سعود رحمه الله، وكان أمير قبيلة المطارفة من عنزه حمود ابن صخيل المطرفي قد ذكر سابقاً قوله: (أن الشيخ فهيد بن سلطان البراهيم قد خلف والده بالولاء للملك عبد العزيز رحمه الله ومن المعروفين لدى أمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد ابن جلوي آل سعود رحمه الله) وتقديراً وتكريماً لموقفه مع الملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ منحه أمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد ابن جلوي آل سعود – رحمه الله – واجهة البلدة، وذكر حفيد الشيخ فهيد – رحمه الله ـ الشاعر والفارس دواس البراهيم في ملحمته الشعرية عن جدّه الشيخ فهيد بقوله هذه الأبيات:
من بعد ذلك أسمعوني ولو تطول حكايتي
عبد العزيز ابن مساعد أصدر قرار فايتي
مضمونه إن فهيد أسقى الجيش وأعلا رايتي
وأهدى له أرض بعالي السَّبْعَان تقدير لوفاه
فهيد جدّي ما تخلّى عن فعايل شايبه
أخلف هقاوي من ظنونه دايماً متخايبه
وكان للحفاظ على الإرث التاريخي والمُلك نصيبه الوافي، فقد استمر واهتم أبناء الشيخ فهيد بن سلطان البراهيم – رحمه الله – بالمحافظة على مُلك آبائهم وأجدادهم.