الثقافيةجديد الاخبارمقالات

الضحية والمجرم..!

لو صنَّفنا متعاطي ومدمني وتجار المخدّرات..

فهل سنضيفهم إلى قائمة المجرمين أم الضحايا؟

هل يشفع لهم حب التجريب والفضول أو يشفع لهم سن المراهقة أو رفاق السوء أو نقص المال وغيره؟

هل كل الظروف النفسية أو الاجتماعية التي قد يكونون قد مرُّوا بها تشفع لهم وتبرر فعلتهم؟

الشخصية الضعيفة المهزوزة الاستعدادية التي رَبَتْ في بيتٍ مليء بالمشاكل والعلاقات الأسرية المهزوزة

قد تلجأ للتعويض ويسهل عليها الوقوع فريسةً في عالم المخدرات.

ومن هنا قد نقول عنها ضحية.

وقد نقول عن الشخصية أنها مجرمة عندما تكون مضادَّة للمجتمع والتي غالباً ما تتمثل بتجار المخدرات الذين يبحثون عن المال بشكلٍ جشع.

فيجدون المتعة في تلك التجارة وتعمى أبصارهم أمام المال الوفير حتى وإن انحرف تحت أيديهم المئات من الأشخاص.

ولكن الطرفين لا يعفوان من المسئولية أبداً مهما ألمَّت بالإنسان الظروف والصِّعاب.

فشخصية الإنسان مولودة على الفطرة التي تأبى الخطأ والحرام والمنبوذ من المجتمع

وأن المدمنين القدامى على المخدرات غالباً ما وجدوا التربة الخصبة

في ظل وفرة المال ووفرة المخدرات ووفرة الاستغلاليين المفسدين،،


ويجب على المدمنين لعدم توفر المادة المخدرة والمال ومن ثم بدأت الآثار النفسية والاجتماعية تظهر عليهم بوضوح.

وللحدِّ من الإدمان فلا بد للأهل من أن يطغى لديهم العقل على العاطفة في التعامل مع الفرد الذي يسلك سلوكاً غير سويّ”

إلى جانب توفر القدوة الحسنة من الأساس”. “

ولأن الإدمان هو تكرار استخدام مادة معينة وبدونها لا يمكن لمستخدمها أن يقوم بالمهام المناطة إليه .

ومن ثم إصابته بأمراض نفسية واجتماعية وصحية مختلفة .

وكما كان لابد من توفر العلاج الدوائي التدريجي إلى جانب العلاج النفسي وتعاون الأهل والمحيطين كذلك لا بد من سيادة الرقابة القانونية التي تمنع إيجاد تلك المخدرات من الأساس.

إن في المخدرات إثماً عظيماً، لأن فيها مفاسد كثيرة تمسّ بما كرَّم الله به الإنسان عن غيره، فهي تُعطِّل المصالح العليا ومن ثم فهي من الكبائر التي تُعرِّض الإنسان للعذاب الأليم
و لقد كرَّم الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل وسخَّر له الكون كله ليستغل عقله في عبادة الله وإعمار الأرض فكيف يعمل على تغييب عقله بإرادته؟!”.
وقال تعالى :

(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ).

سورة المائدة، الآية 91.

علي القوزي - القنفذة

علي القوزي - مراسل صحيفة شفق الإلكترونية - القنفذة
المدينة : القنفذة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0540807776

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى