الثقافية

(6) أوراق تستجلي آفاق “شعرية السرد الرقمي” وإشكالياته في الجلسة الثانية

الدمام –
بمحور “شعرية السرد الرقمي”، وتحت إدارة الدكتور سامي جريدي، شهدت فعاليات الجلسة الثانية من ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي، مشاركة الباحثة آمنة بلعلي، بورقة تناولت فيها الإشكال الإبستمولوجي في علاقة الشعرية بالأدب الرقمي، قراءة في رواية “لا أتنفس” لزهور كرام، من خلال رصد تحوُّلات الكتابة الأدبية في ظل تحوُّلات التكنولوجيا الجديدة وما فرضته من إشكالات تتعلق بتجاوز إرث كبير من الإبداع. مشيرة إلى أن الدراسات اللسانية استطاعت أن تكفل لدارسي الأدب كل الإجراءات التي أتاحها التفكير في لغة الأدب، من أجل الوقوف على الخصائص البنيوية والدلالية التي عاينت النصوص الإبداعية شعرًا وسردًا، مستعينة في تأكيد فرضياتها من خلال نماذج شعرية وسردية لمشتاق معن، وزهور كرام.
كذلك شارك الباحث عبدالقادر شيباني، ببحث ناقش “تفاعلية المسرود في المحكي المترابط تقنيات التمثل القرائي”، مرتئيًا فيه أنَّ “الأبعاد التقنية في الرواية الرقميَّة، تبدو مُعدَّة في الأساس لتكييف طرائق القراءة وتحوير آليات التلقي، في محاولة لاستكشاف سيرورات جديدة لإنتاجية المعنى؛ لذا فإنَّ تحقيق الاستفادة من تلك الجهود لغايات أدبية، من شأنه أن يحيلنا إلى تصوُّرات غير نمطية لقواعد البناء الأجناسي، عبر فهم الأداء التقني للدعامة النصية، بالنظر إلى تلك الاستفادة كصيرورة طبيعية لتطور شكل الكتابة”.
وفي ورقته الموسومة بـ” الشعرية الرقميَّة في السرد”، حاول الباحث حمزة قريرة التعرُّف على طبيعة الشعرية الرقميَّة في الخطاب السردي الرقمي التفاعلي، وكيف يتم بناء نسقها المعرفي انطلاقًا من فلسفة تفاعلية مختلفة تؤمن بالتشاركية، وكيف تُسقط الأحكام المسبقة، وكل القواعد التقليدية في مقاربة الشعرية، وتقوم ببناء نسقها الخاص في ظل نص/خطاب رقمي تفاعلي مختلف من حيث فلسفته وبنائه وتلقيه، وغيرها من المحاور الأخرى التي تناولتها الورقة.
أمَّا الباحث بهاء الدين محمد مزيد، فتطلَّع أن تكون ورقته “عصور السرد والشعر الأربعة”، “إسهامًا في النقد الرقمي ودراسة الوسائط”، متناولًا في ثناياها إرهاصات الأدب الرقمي والكتابة الإبداعية الرقميَّة، بالنظر إلى عصور ومراحل السَّرد والشِّعر الأربع (وبذور الكتابة المرقمنة في التراث)، مناقشًا سمات الكتابة الإبداعية الإلكترونية والرقميَّة المعاصرة، وتأثير الوسائط المعاصرة في تقنيات الكتابة الإبداعية ومضامينها -الرقميَّة منها وغير الرقميَّة- وبعض انعكاسات الكتابة الإبداعية الرقميَّة على الكتابة الإبداعية غير الرقميَّة، مجريًا تطبيقات على نصوص أدبيَّة عربيَّة تجلِّي تلك السمات، وذلك التأثير، وتلك الانعكاسات.
“النص الأدبي التفاعلي وإشكالية تعدُّد وظائف القارئ وآليات بناء المعنى”، بهذا العنوان جاءت مشاركة الباحثة مهى جرجور، مشيرة فيه إلى أنَّ النص الأدبي شغل الباحثين في مجال الأدب ومسألة قراءته وفهمه وتفسيره وتأويله في محاولات كشف المعنى وشكل التعبير عنه، وتنوَّعت هذه المحاولات بشكل كبير واختلفت، لاسيَّما مع الإبداع الرقمي الذي أرسى متغيرات فكرية عديدة، حوَّلت مفاهيم كتابة النص وتلقيه، ووظائف القارئ، وآليات بناء المعنى، وأنَّ كشف المعنى المنجز لم يعدْ هو هدف القارئ، وإنَّما جعله مشاركًا في كتابة النص.
كذلك شارك الباحث بدر العوني، بمناقشة “التجريب القصصي والأفق الرقمي”، رابطًا ذلك بتجربة محمد اشويكة، مبيِّنًا أنَّ التجريب في السَّرد، وفي القصَّة -تحديدًا- قد شكَّل العتبة المُفضية إلى ميلاد النصِّ الإبداعي الرَّقمي الذي يشكِّل -اليوم- إبدالًا حقيقيًّا في نظرية الأدب وفي شكل ممارسته؛ لأنَّ الدخول في العصر الرَّقمي واكبته مظاهر جديدة يمكن عدُّها منعرجًا تاريخيًّا لجماليات مغايرة وفلسفة إبداعية واعدة؛ لكنَّ الشروط الإدراكية والمادية لتحقُّق أدب رقمي عربي لا تزال في بدايتها.

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى