حينما بدأ التخطيط لفعاليات أيام الشارقة التراثية كنا في حالة من العصف الذهني نتحاور وتشاور لتنظيم تلك الفعاليات بمهارة عالية وكذلك لتقديم ورش عمل للأطفال واليافعين تتناسب مع عنوان الأيام .
وحينها استقر الرأي على تقديم ورشة عمل للرسم والتلوين على الفخار ، وذلك لأهمية الفخار في تراث الأوطان .
الفن الخزفي هو فن مصنوع من المواد الخزفية بما فيها الصلصال .
يُعد الفن الخزفي باعتباره من الفنون البلاستيكية واحدًا من الفنون المرئية ، وتُعتبر معظم القطع الفنية الخزفية زخرفية أو صناعية أو تطبيقية ، في حين أن بعضًا منها تُعد فنًا راقيًا مثل الفخار أو النحت.
ويمكن أيضًا اعتبار الخزف من القطع الأثرية الراقية في علم الآثار .
ويعتمد الباحثون في علم الآثار على الكسر الفخارية المكتشفة في باطن الأرض والتي عادة تظهر مدى الإتصال الحضاري والتجاري بين البلدان في العالم المحيطة بها ، وهنا نلاحظ تلك القطع الفخارية المكتشفة في الشارقة وفي الكثير من بلدان العالم وبالخصوص دول الخليج العربية المكتشفة أثناء بعثات التنقيب في المواقع التراثية لا تخلو من القطع الفخارية ، وهنا يستدل الباحثون على عمر تلك القطع وعمر المدينة وتلك الحضارات التي مررت بها .
هناك تاريخ طويل للفن الخزفي في جميع الثقافات المتطورة تقريبًا، وغالبًا ما تشكل القطع الخزفية جميع الأدلة الفنية المتبقية من الثقافات المتلاشية، مثل تلك التي كانت موجودة في حضارة جزيرة تاروت التي تعود ل ٧٠٠٠ سنة وكذلك حضارة النوق في إفريقيا منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام.
تشمل الثقافات التي عُرفت بشكل خاص بسبب الفسيفساء كلًا من الثقافة الصينية والكريتية والإغريقية والفارسية والمايا واليابانية والكورية وكذلك الثقافات الغربية الحديثة.
وتشمل عناصر فن الخزف التي رُكز عليها بدرجات مختلفة في أوقات زمنية مختلفة، كلًا من شكل الموضوع والزخارف التي يحتويها سواء كان من خلال الرسم أو غيره من الأساليب والتزجيج الذي احتوته معظم الأعمال الفسيفسائية.
لذلك جاءت ورشة العمل التي يقدمها الفنان التشكيلي السعودي عبدالعظيم الضامن لتأصيل أهمية الفخار في التراث العربي والعالمي ، واكتشاف مهارات الأطفال واليافعين في التخيل والإبداع .
