أخبار دولية

نساء أفغانستان مستمرات في التظاهر ضد طالبان ..رغم التهديدات

في تحدي جديد لمقاتلي طالبان، بدأت النساء الأفغانيات بالعودة للعمل والدراسة والخروج في شوارع كابل، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.

وتواصل الناشطات في كابل تنظيم الاحتجاجات والتظاهر لإعادة حقوقهن المكتسبة خلال العشرين عاما الماضية.

وخرجت مظاهرة الخميس الماضي لنساء يحملن لافتات تقول “التعليم هوية إنسانية” و”لا تحرقوا كتبنا، لا تغلقوا مدارسنا”، إلا أن مقاتلي طالبان أطلقوا النار لتفريق المتظاهرات والصحافيين الموجودين.

ومنذ وصول حركة طالبان للسلطة منتصف أغسطس الماضي، أمر المتشددون النساء بمغادرة أماكن عملهن، وعندما احتجت مجموعة من النساء على إعلان الحكومة المكونة من الرجال بالكامل في كابل، واجهن الضرب بالسياط والعصي من قبل مقاتلي الحركة.

في شوارع حي خير خانة، شمال غرب كابل، لا تزال عواقب مظاهرة النساء الأخيرة قائمة. ففي كل صالون تجميل تقريبا، شوهت صور وجوه النساء بعد طلائها باللون الأسود.

داخل أحد الصالونات، تخشى النساء من الإفصاح عن أسمائهن. يقولون إن طالبان طردت المتظاهرين، قبل أن تطلب منهم إزالة صور النساء، وارتداء البرقع والبقاء في المنزل.

في مطلع مايو، كانت معلمة اللغة الإنكليزية عطيفة وتنيار عند مدخل مدرسة سيد الشهداء في ضواحي العاصمة وشهدت انفجارا أمام البوابة الرئيسية.

وبينما كان طلابها يهرعون من أمامها، في محاولة للهروب، انفجرت قنبلة ثانية ثم ثالثة، مما أسفر في نهاية المطاف عن مقتل 85 شخصا على الأقل – العديد منهم من الفتيات المراهقات اللواتي يدرسن في المدرسة.

ومع ذلك، لم يمنع الهجوم الإرهابي عطيفة من التدريس، لكنها قلقة من سيطرة طالبان. بعد أشهر قليلة، تقف عطيفة عند المدخل ذاته قبل أن تبدأ حصتها، في حين تتدفق الطالبات الشابات إلى فناء المدرسة، حيث يتردد أصداء أصواتهن من على جدار مرسوم عليه جدارية تقول إن “المستقبل أكثر إشراقا”.

بعد شهر من إحكام قبضتها على السلطة، حظرت الحركة فعليا التعليم الثانوي على الطالبات، وأمرت بإعادة فتح المدارس الثانوية للبنين فقط.

لم تعد عطيفة قادرة على تعليم طلابها الأكبر سنا، لكنها لا تزال تدرس الفتيات الأصغر سنا.

وقالت عطيفة: “ماذا يجب أن نفعل، ماذا يجب أن نفعل؟ إنه الشيء الذي يمكننا فعله فقط لأطفالنا وبناتنا وفتياتنا”.

كانت سنام باهنية، 16 عاما، التي أصيبت في الهجوم الإرهابي ذاته، شجاعة بما يكفي للعودة إلى الدارسة.

تقول: “إحدى زملائي في الفصل قتلت في الهجوم، وشعرت أنه يجب عليّ العودة للدراسة من أجل راحة روحها، حيث كانت مخلصة في دراستها”.

ومع ذلك، منعت باهنية من العودة للمدرسة من قبل طالبان. وتقول وهي تبكي: “طالبان هم سبب حالتي الحالية. ذهبت روحي ودفنت أحلامي”.

في المقابل، وتعليقا على المظاهرات النسائية، قال رئيس المخابرات التابعة لطالبان في كابل، مولوي نصر الله، إن النساء لم يكن لديهن تصريح للاحتجاج.

وقال للشبكة الأميركية: “أنا أحترم المرأة، وأحترم حقوق المرأة. إذا لم أؤيد حقوق المرأة، فلن أكون واقفا هنا”. لكن العنف المتكرر في احتجاجات أخرى يروي قصة مختلفة.

من ناحية ثانية، قالت زعيمة الاحتجاج سحر سهيل نبي زاده: “عندما تغادر منزلك من أجل النضال، فإنك تفكر في كل شيء”، مضيفة أنها تعرضت للتهديد مرارا وتكرارا لكنها ترفض مغادرة البلاد أو التوقف عن تنظيم المظاهرات.

وتابعت: “من المحتمل أن أموت، ومن المحتمل أن أصاب بجروح، ومن الممكن أيضا أن أعود إلى المنزل على قيد الحياة. ومع ذلك، إذا توفيت أو أصبت أنا أو امرأتان أو ثلاث نساء أخريات، فنحن نقبل المخاطر من أجل تمهيد الطريق للأجيال في المستقبل، على الأقل سيكونون فخورين بنا”.

هزاع السهيمي

مؤسس صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0552355833

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى