ادب وفنالثقافيةمقالات

الأبتداء ومقاصد الارتقاء..بقلم سالم العامري

تقول العرب :

( الحديثُ ذو شجون )
وتعني الاتصال والالتفاف أخذاً من الأودية
المتشعبة كثيرة الشجر الملتف
فكلّ ما تشعب الحديث وطال فهو على ضربين
اما أن يكون حديثاً شيَقاً يسلب العقول ويطرب القلوب
او يكون حديثاً ممجوج ، يتعثر ركّاً ويتكرر عكّاً
حتى تلتهي عنهُ الحواس مجتمعة والأسماع منفردة
وربما أكثر الناس اِكتِراثاً بفضول الكلام
هم العابرون
فوحشة الصمت وانقطاع الصاحب
تدفع بهم الى جانب الحديث على قارعة الطريق
يقول المتنبي :
نَحْنُ أدْرَى وَ قد سألْنَا بِنَجْدٍ
أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ
وَ كَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشْتِيَاقٌ
وَ كَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ
…………….
فمما أجدهُ في نفسي عن قول المتنبي
(وَ كَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ )
إطالة قد لا تجدي نفعاً ولا تستميل سمعاً.!
بل أن الاكثر عجباً إذا تجرد ذلكَ العابر
من حُسنِ الأبتداء ومقاصد الارتقاء
ووقع في فخّ الفضول
ومالا ينبغي أن يكون
ذكر أبن داود الاصبهاني : في كتابهِ الزهرة
ان أعرابياً خرج مسافراً حتى ورد الماء بـ قِباء
يقول : تداعى النَّاس ، قد أقبلت الصقيل
فنظرت وإذا بامرأة كـأن وجهها ، سيف صقيل
فلما رميناها بأحداقنا القت البرقع على وجهها
فقلت يرحمكِ الله أمتعينا بوجهكِ
فانصرفت عنه وهي تقول:

وكنتَ متى أرسلتَ طرفكَ رائداً
لقلبكَ يوماً … أتبعتكَ المناظرُ

وفي تقديري لم يوفق ذلك الأعرابي فيما قال
ولم يُحسن الأبتداء
وطمع فيما رغِبت عيناه فضولاً ، فتعثر .
واختم بهذا
واتمنى أن تنال رضاء العابرين اليها .
مع أطيب التحية والتقدير

بقلم اخوكم // سالم العامري

سالم العامري

بكالوريوس لغة عربية - شاعر وكاتب مقالات ونثر - عضو مشارك بـ صحيفة شفق الإلكترونية
المدينة : جدة - جوال 966533948857
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى