جديد الاخبارمقالات

الحقيقة نحن أنفسنا أشغلنا أنفسنا.. د. ضيف لله مهدي

الحقيقة نحن أنفسنا أشغلنا أنفسنا .. فتحنا حساب في اليوتوب والسناب شات وفي تويتر وفي الفيس بوك وفي التليجرام وفي الانستقرام وفي التيك توك ومواقع أخرى وفي قروبات الواتساب وفي الصحف الإلكترونية وضيقنا على أنفسنا وخنقناها خنقا قويا ..
ثم ماذا سنستفيد ؟!
شهرة ومعرفة الناس لنا ؟!
وماذا سنستفيد من من الشهرة ومعرفة الناس ، فعند الله الله لا يقف معك أحد ولا يسعفك أحد .!!
وقصرنا في الأهم ، عبادة الله وذكر الله .. البعض من المصلين يفتح جواله بعد تسليم الإمام مباشرة !!
ولا شيء مهم يجعله يفتح جواله ، ولكن ليرى عدد المعجبين زاد أم قل ؟!
وهل أحد رد على تغريدته ومدحه أم عارضه وانتقده .. وأصبحنا نلهث حقيقة ، وراء الهاشتاقات وماذا رد عشاق الاتحاد على عشاق الأهلي وماذا كتب النصراويون في الهلاليين !!
وحياة والله بؤس ، وكأنك شخص مصاب بالجنون الدوري ( الهوس والإكتئاب ). شخص يعمل اعجاب ويمدحك فتفرح وتضحك ، وفجأة تجد واحد ينتقدك ويقلل من شأن ما كتبته فتغضب وتحزن وتكتئب ، فأصبحنا بين فرح وسعادة وسرور وضحك وبين حزن وإكتئاب وغضب . نحن عملنا ذلك في أنفسنا . والبعض يفتح بث مباشر وتجتمع الناس حوله من بعيد وهو يوجه تعليمات وتوجيهاته وفي حقيقة الأمر هو لا يجيد الفاتحة ولا يعرف كوعه من بوعه ولا قبلة أسته !!.
والبعض صار يفتي والبعض يعمل مساحات حوارية وتتحول لسب وشتم ولعان .
فوالله إنها كلها لم تضف لنا إلا الهم والغم والنكد وسرقت وقتنا منا !!
بل إن البعض تورط في مشاكل وأصبح بين الشرطة والنيابة والقضاء !!
لماذا كل هذا ؟
وما الذي يدعونا لفعل هذا ؟!
لذلك قررت أنا أن أبتعد وأخف شوي ، وهكذا حتى أغادرها نهائيا !!
فلم نعد نملك أوقاتنا ولا حياتنا وراحتنا وأصبحت ملك لغيرنا .
تجد الشخص ينام مع زوجته وأبنائه ويستيقظ الصباح فلا يصبح على واحد منهم ولكن يوزع تصبيحاته في تويتر والفيس بوك والواتساب والسناب شات وغيرها . ونفس الحكاية الزوجة والأبناء يصبحون على من في مواقع التواصل وآباءهم وأمهاتهم لا يحظون بتصبيحة واحدة منهم .
الشهرة شهوة ، كشهوة الطعام والمنام والمال ، وأصبحنا نبحث عن الشهرة وأتعبنا أنفسنا!.
ضيف الله مهدي

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى