صحة

د.محمد فؤاد استشاري النساء والولادة والعقم : الهرمونات التعويضية للسيدات في سن اليأس علاج لا يخلو من شبهة

مع وصول المرأة إلى سن اليأس وانقطاع الطمث،تبدأ الشكوى من بعض الاضطرابات والأمراض الناجمة عن نقص هرمون الأستروجين وهو ما أدى إلى ظهور العلاج بالهرمونات التعويضية للسيدات،وهي العلاجات التي ما زال الجدل ساخناً بين الهيئات العلمية والطبية الدولية حول مخاطرها وآثارها السلبية فما هي هذه العلاجات؟وماهي مخاطرها؟ ومتى يتم اللجوء إليها؟وهل ثمة بدائل للمرأة للتغلب على مشاكل سن اليأس دون التعرض لمضاعفات هذه العلاجات التعويضية؟
الدكتور محمد فؤاد استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بمستشفيات الحمادي بالرياض يجيب على هذه التساؤلات فيقول:
سن اليأس حدث يشمل جميع السيدات مع تقدم السن ويؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث يتوقف الطمث مع الدخول في هذه السن،وهذا أمر طبيعي إذا لم يحدث أو تأخر حدوثه بعد سن معين يعتبر مرضاً ويحتاج إلى البحث والفحص الدقيق.
ويتزامن مع دخول السيدة في هذه الفترة العمرية نقص في إفراز هرمونات المبيض خصوصاً الأستروجين وينتج عن نقص هذه الهرمونات بعض الأعراض وتشمل هبات السخونة وهشاشة العظام وبعض المشاكل في الدورة الدموية للقلب مع ضمور في الجهاز البولي والتناسلي بالإضافة إلى بعض الضعف في التركيز العام.
وتعتبر الهبات الساخنة أشهر ما تشكو منه السيدات في هذه الفترة،حيث يعاني منها ما يقرب من 75% من السيدات ولكن بدرجات متفاوتة في الشدة،وبعض هذه الحالات تكون شديدة وقد يؤثر ذلك على الحالة المزاجية للسيدة ويشعرها بالقلق وعدم النوم والعصبية الزائدة،وبالنسبة لهشاشة العظام،فمن المعروف أن
كمية الكالسيوم في العظام تنقص بالتدريج مع تقدم العمر مما قد يؤدي إلى حدوث كسر في بعض العظام.
كما ثبت أن نسبة الكوليسترول في الدم تزيد لدى السيدات في فترة من اليأس ولكن ليس من المعروف إذا كان سببها هو تقدم السن أم نقص هرمون الأستروجين وهذه الزيادة في نسبة الكوليسترول قد تسبب مشاكل الشريان التاجي.
ويضيف استشاري أمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي قائلاً:وما يجب التركيز عليه هو أن سن اليأس ليست مرضاً،بل هو حدث طبيعي يحدث لكل السيدات التي تصل إلى عمر 45 – 50 سنة،ولذلك فإن معظم السيدات لا تحتاج إلى علاج في أثناء هذه الفترة من العمر خصوصاً في شعوبنا العربية مع عاداتنا وتقاليدنا وطبيعة غذائنا.
وبناء عليه تستطيع السيدات اتباع بعض السلوكيات الخاصة للعناية الشخصية والتي تساعدها على اجتياز هذه الفترة بسلام وأمان وبدون أي علاجات مثل: الرياضة المنتظمة التي تقلل من الإحساس بالشكاوى وتقلل من هشاشة العظام،كذلك تناول المواد الغذائية الغنية بالكالسيوم والفيتامينات وقليلة الدسم،حيث إنها تحمي من هشاشة العظام وأمراض القلب.
ومن الأهمية أيضاً تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتينات الصويا،فمن المعروف أن نبات فول الصويا يحتوي على مركبات طبيعية لها نفس تأثير الأستروجين وأفضل مصادر هذا البروتين هو أكل فول الصويا أو ألبان الصويا ودقيق الصويا،مع ملاحظة أن سوس الصويا
لاتحتوي على المواد الفعالة المشابهة للأستروجين وحول العلاج باستخدام الهرمونات التعويضية ما يقال عن مضاعفاته وأعراضه الجانبية يصنف استشاري النساء والولادة والعقم المقصود بالعلاج بالهرمونات التعويضية هو تعويض الجسم بهرمون الأستروجين الذي لم يعد يفرزه الجسم بعد دخول سن اليأس ولعدة عقود سابقة تم إعطاء الأستروجين واستخدمه الملايين من السيدات في العالم،فمن المؤكد أن هذا الأستروجين يساعد على علاج هبات السخونة،بناء العظام،ومنع الهشاشة والوقاية منها وضبط نسبة الكوليسترول في الدم، ويعيد الحيوية للجهاز التناسلي والبولي،حيث يحميه من الترهلات والضمور،وبعض الدراسات أكدت أنه يحسن من المزاج العام والتركيز ويقلل من الإصابة ببعض سرطانات القولون.
وهذا الأستروجين موجود على شكل أقراص تعطى عن طريق الفم أو عن طريق لاصقات توضع على الجلد أو كريمات موضعية.
وقد بدأ استخدامه منذ الخمسينات ومر يتطور،إلا أنه بعد 25عاماً من استعمال الأستروجين بمفرده لوحظ ازدياد في حالات الإصابة بسرطانات الرحم فتم إضافة هرمون البروجسترون إليه ومنذ ذلك الوقت وهو يسمى الهرمون المزدوج بالأستروجين والبروجسترون، ونصح به كل السيدات ووعدتهن الهيئات العلمية والصحية بالكثير من الميزات لتناول هذا الهرمون التعويضي كروتين لكل السيدات في هذه الفترة السنية.
ويؤكد د. محمد فؤاد وفي ظل استمرار هذا الجدل حول سبب ارتفاع مشاكل القلب وهل هو العلاج بالهرمونات أم هو مشكلة تقدم السن،في انتظار النتائج الحديثة التي تضع الحقائق العلمية لعلاج مشاكل هذه الفترة الحرجة من العمر بما يفيد ولا يضر ونتيجة للضجة الإعلامية الكبيرة التي تلت الأبحاث العلمية التي ادعت مشاكل أورام الثدي وأمراض الشريان التاجي مع العلاج بالهرمونات التعويضية عكف العلماء على البحث عن أدوية بديلة وتم اكتشاف عدد من هذه الأدوية منها:
1–مجموعة جديدة من الأدوية تعرف بالسرم (Serms) وتدعي أنها تملك التأثير الجيد على هشاشة العظام وعلاج مشاكل فترة اليأس عند السيدات مع تجنب حدوث أورام بالثدي ومشاكل الشريان التاجي لكن للأسف فكل دواء يفيد في شيء معين ثبت له ضرر على شيء آخر ، فمثلاً:دواء يعرف باسم Tamoxifen يستخدم في الوقاية من أورام الثدي لكنه تسبب في زيادة أورام الرحم، ودواء آخر يعرف باسم Raloxafen ويستخدم في الوقاية من هشاشة العظام لكن وجد له تأثير سيء في زيادة نسبة التجلط الدموي والتجلط الرئوي وظهر حديثاً دواء جديد يعرف باسم STX في انتظار نتائجه.
2 –مجموعة جديدة من الأدوية وتعرف باسم Phyto-estrogen وهي عبارة عن المصادر الطبيعية لهرمون الأستروجين، حيث يستخرج من نبات الصويا ولها نفس التأثير الجيد للأستروجين في منع هبات السخونة ولم تؤكد الدراسات حتى الآن أنها تسبب نفس مشاكل الأستروجين المصنع وما زالت الأبحاث جارية لإثبات سلامتها في الاستخدام.
وعلى ضوء ذلك يقدم د. محمد فؤاد عدداً من النصائح للسيدات في هذه السن فيقول ننصح السيدات في فترة سن اليأس والتي لا تعاني من أي مشاكل بعدم تناول أي أدوية تعويضية،بل عليها أن تهتم بالرياضة والغذاء المناسب،أما السيدات اللاتي يعانين من مشاكل متوسطة الشدة فعليهن أن يدرسن موقفهن جيداً مع طبيبها المعالج لمعرفة هل من المفيد استعمال علاج بجرعة بسيطة لفترة قصيرة أم من الأفضل ألا يتم أخذ هذا العلاج لتجنب مشاكله، وبالنسبة للمرأة التي تعاني من آلام شديدة تؤثر على أسلوب حياتها وتضطرها إلى الابتعاد عن العمل وعدم الارتياح فلا بد من مساعدتها بالأدوية التعويضية في هذه الحالة بشرط أن تبقى تحت الإشراف الطبي المستمر طوال فترة العلاج،وخلاصة الموضوع حتى الآن هو أن:
الهرمونات التعويضية تعمل لعلاج الآلام والشكوى ولا تعمل لمصلحة الصحة العامة كما كان يعتقد في السابق،أي أنها لا تؤخذ حالياً كروتين لكل السيدات لتجنب مشاكل هشاشة العظام ومشاكل السخونة والهبوط وتقليل آلام القلب لكنها تؤخذ فقط لعلاج الحالة الشديدة التي تعاني من مشاكل سن اليأس،لذا يجب توخي الحذر والتريث قبل الانجراف وراء الأدوية الجديدة حتى ثبت فعاليتها وسلامتها وأمنها قبل أعطائها حتى لا نجعل السيدات في سن اليأس حقل للتجارب.
في النهاية قال الله تعالى : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) إن كان الله سبحانه وتعالى قد أراد للسيدات جميعاً أن يوقف إفراز هرمون الأستروجين في فترة معينة من العمر فيجب أن نعلم أن هذا هو الأفضل والأحسن والأصح طالما أنه لا توجد شكوى مرضية أو معاناة.

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى