طلاب العراق في الساحات.. واجراءات أمنية مشددة ببغداد
شفق متابعات
رغم الهجوم الدامي الذي شهدته العاصمة العراقية مساء الجمعة، وأدى إلى مقتل العشرات بإطلاق الرصاص الحي من قبل مجموعات مسلحة ملثمة باتجاه المتظاهرين في السنك والخلاني، تواصلت التظاهرات في بغداد وجنوب العراق الأحد.
وواصل المحتجون في العاصمة الاحتشاد في ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للتظاهرات، فيما انتشر آخرون عند جسري السنك والأحرار القريبين.
من جهتها، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وأغلقت ثلاثة جسور رئيسية عند مواقع التظاهر، لمنع وصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء حيث مقار الحكومة ومجلس النواب والسفارات الأجنبية.
إلى ذلك، خرجت تظاهرات طلابية حاشدة في النجف. كما عمد طلاب محتجون إلى إغلاق البوابة الرئيسية لجامعة كربلاء، مانعين الدخول إليها.
أما شرق العراق، فقد أفيد عن خروج مئات الطلاب في ميسان إلى ساحات الاعتصام، معلنين استمرارهم في الإضراب.
كذلك، تظاهر طلاب كلية الطب في جامعة المثنى، في محافظة المثنى (جنوب العراق) إلى الطرقات، كما تكرر المشهد في ذي قار.
وكانت ساحة التحرير استعادت صباح الأحد هدوءها، وعادت إليها الفعاليات التطوعية بعد مجزرة ساحة الخلاني.
يذكر أن حصيلة ضحايا الهجوم الذي شهدته بغداد مساء الجمعة ارتفعت إلى 24 قتيلاً، بينهم أربعة من القوات الأمنية، بحسب ما أكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس مساء السبت. في حين أفادت الشرطة بأن 127 شخصاً أصيبوا بالرصاص وأعمال الطعن خلال الهجوم، الذي استهدف المحتجين المناوئين للحكومة قرب ساحة التحرير.
وفي خطوة تضامنية من قبل الجنوب العراقي، مع قلب البلاد، أعلنت كل من محافظة ذي قار، والديوانية تعطيل الدوام الرسمي الأحد والاثنين، حدادا على ضحايا المتظاهرين الذين سقطوا وسط بغداد.
حداد على ضحايا بغداد
إلى ذلك، أشارت الحكومة المحلية في ذي قار في بيان إلى تعطيل الدوام الرسمي ليومي الأحد والاثنين ما عدا الدوائر الأمنية والصحية والخدمية وصيانة الكهرباء والمصارف، في المحافظة، وذلك، استنكاراً لعدم تلبية مطالب أبناء المحافظة أيضاً.
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة المحلية في محافظة الديوانية تعطيل الدوام الرسمي يوم الأحد حدادا على ضحايا بغداد. وقال رئيس الحكومة المحلية زهير الشعلان في بيان: “نعلن الحداد على ضحايا ساحة الخلاني وتعطيل الدوام الرسمي الأحد في المحافظة عدا الدوائر الخدمية.”
وكان مسلحون مجهولون شنوا هجوماً على المتظاهرين في بغداد الجمعة، وسيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتلونه منذ أسابيع قرب جسر السنك. وأشار شهود عيان في حينه إلى أن المسلحين دخلوا المبنى وأطلقوا النار منه باتجاه جسر السنك حيث تتمركز القوات الأمنية.
جرائم إرهابية
من جهتها، أكدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، السبت أن “استهداف المتظاهرين السلميين في ساحة الخلاني وجسر السنك يرقى إلى مستوى الجرائم الإرهابية.
كما طالبت “قيادة عمليات بغداد والقوات الأمنية المكلفة بتوفير الحماية لساحات التظاهر في بغداد بإلقاء القبض على المجرمين الذين تسببوا في هذا العمل الإجرامي الشنيع الذي يرقى إلى مستوى الجرائم الإرهابية، وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب العراقي بالرقم 13 لسنة 2005 والكشف عن هوية الفاعلين وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.
إلى ذلك، كررت المفوضية مطالبتها للقوات الأمنية “بتفعيل العمل بمفارز التفتيش المشتركة والتنسيق مع المتظاهرين لإبعاد المخربين الذين يعرضون المتظاهرين والقوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة للخطر والضرر”.