مقالات

امرأة غير!

بقلم ـ عيسى المزمومي

معشوقتي؛ مكتنزة ؛ ومهذبة ؛ ليست مثل باقي النساء؛ هي امرأة مختلفة جداً عن كل نساء الكون ؛ هي امرأة في ثوب ملاك؛ و إنسانة بسيطة؛ تمتلك قمة الجمال و الأخلاق ؛ و الود وخَلْقها يتمازج مع حسنها الذي يُجسّد شخصية نادرة تُضفي أبعادً إنسانية للجمال بحد ذاته !!
ليست أنيقة في جمال الشكل فقط؛ و لكن ” روحها ” الراقية التي تضفي أبعادً جمالية للدهشة؛ والحيرة؛ و الألق؛ تجعلني أتعلق بها حتى الثمالة!!
لم ألتقي بها إلى الآن ” لكن ” تزورني ” في أغلب الأوقات خاصة عندما أكون وحيداً ؛ هائماً في صومعة ” الكتابة” وبين أكوام الورق؛ وقت عزل النفس؛ لذلك أبقى وحيداً لكي ألتقي بها دائماً لأنها هاجسي الذي يلقنني فيض الحكايات و همسات الوفاق؛ والجماليات الإنسانية؛ وشيءٌ من النرجسية التي تضفيها بأدبها الجم على بنات أفكاري!!
معشوقتي ؛ ليست ” أنتي” فقط ؛ بل مكون إبداعي من الهِبات الربانية التي تعجز الحروف عن وصفها؛ تأتي بعطر لايشبه عطور الأرض؛ ولا نسمات الرياحين و عبق الكادي!!
في كل كلماتها ” لغة” أخّاذةٌ تعطي بريقاً لافتاً لمن يعرف معاني كلماتها الغارقة في دياجير الحب؛و الطيب!!
إذا تكلمت أستمع لها؛ لأنها ” عقل ناطق ‘ بالصدق؛ و النزاهة؛ و الوفاء؛ تقول ما لديها بكل صدق؛ ولا تحتمل الزيف و التلوّن؛ ومهما اختلفت معها في الأراء و الاتجاهات و الأغراض أجد قلباً يقبلني بكل وجعي؛ و سهادي؛ هي تقول الحق بدون مؤاربة!!
استمريت طوال خمسة عقود؛ اتغزل بها وهي مسكونة بالسكوت الذي يقتل كل أطرافي؛ ويفقدني بصري وفي أحيانٍ كثيرة ” عقلي ” ريثما أجدُ عبق جمالها؛ ولو صدفةً في الحلم!!
ذهبت ذات مساءٍ في رحلة مسائية وأتت تحمل بين يديها كتاباً قديماً يَضم بعض ” القصائد” و المقطوعات الموسيقية و الأحرف المتبقية من ” قصة الحب الخالدة” ولكن رغم مرور سنواتٍ على علاقتنا الحميمية إلّا أنني أجزم أنها تبادلني الود والتقدير وشيئاً من الشوق !!
لكنني لم أراها حتّى اللحظة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى