مقالات

تبعات التركيز المفرط

أ. د محمد بن ناصر البيشي

 

في حديث مع استاذه جامعية وطبيبة مخ وأعصاب شدني حديثها عن العقل وتعرفت على حقائق علمية كشفتها البحوث التطبيقية
وهي معلومات تدرس ومتاحه للباحث الجاد.
وعلى سبيل المثال خاصية التركيز وتبعاتها: حيث يدفع التركيز الشديد للعقل علي شيء ما إلى تجاهل ما سواه مثلا: التركيز الشديد على عيوب شخص ما يؤدي إلى عدم الانتباه لمزاياه الايجابية؛ ومثل هذا يحصل في كل الأمور الحياتية فالتركيز على عيوب الوظيفه يجعلك عاجز عن رؤية مزاياها؛ ومثل التركيز على عيوب قصيده او رواية او حتى فريق كرة قدم فالتركيز الشديد على الايجابيات يجعلك عاجز عن رؤية السلبيات والعكس صحيح والحل هو الانضباط والتوازن وإدارة التركيز يمنة ويسره مالم يكن ذلك ضروره او جزء من عمل احترافي يقتضي التركيز.

ولهذا يجب على المتلقي عند استقبال رسالة شفوية أو مكتوبة ان يقوم بما يلي:

1- التبين والتحقق من صحة المحتوى؛ ويحلل شخصية المرسل ويصنفه إلى متطرف يساري أو يميني إ معتدل والتبين والتحقق منهجية سليمية؛ وفيها اتباع لهدي ديني ورد في سورة الحجرات؛ الاية (6)
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”)

(2) إن ما يراه الآخرين شأن يخص الآخرين ولكن ليس حقيقه مالم يكن مدعوم بإثباتات ومالم يكون قد خضع للبحث العلمي.
وعليه المتلقي يملك الحق في قبوله النص او رفضه.

(3) ان للتركيز الشديد شبه بالتطرف ويجب التفكير في التبعات حيث يؤدي التركيز على سلبيات كل شيء إلى التشاؤم والسودانيه وفقد جزء من جودة الحياة. وقد يؤدي التركيز المفرط على العيوب في العلاقات إلى النفور والتباغض.

(4) انه يوجد حل وسط وهو الاعتدال ومقابلة المزايا بالعيوب وترجيح أقربها للصح وتطبيق نظرية النسبية واليقين ان في كل شيء كمية من العيوب وكمية من المزايا مالم يكون ذلك الشيء معصوم.

(5) ان هذا الفهم لمخاطر التطرف في التفكير يساعد على فهم كثير من الاحداث السلبية مثل: الطلاق والتباغض وحتى الحروب ووكذلك الاحداث الايجابية ولكنها مرضية مثل الهيام والعشق.

(6) ان الذين يتقاتلون الان يركز كل منهم على اخطار وعيوب الاخر ومع كثرة التركيز على السلبيات تقسى القلوب ويكثر القتل ولهذا ذا توقفت الحروب يسود الناس موجه عارمه من الحب كما حصل في الستينات في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى