لغز الكرسي الرابع في لقاء بوتين والأسد في دمشق
أثارت الوضعية التي ظهر بها وزير دفاع النظام السوري، العماد علي عبد الله أيوب، لدى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقر تجميع القوات الروسية في دمشق، الثلاثاء، فضول الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت عنه بعض وسائل الإعلام.
وفي التفاصيل، أظهرت الصور التي نشرها إعلام النظام السوري، للقاء بوتين والأسد، وضعية وصفها الناشطون بالغريبة، لوزير دفاع الأسد أيوب، عندما بدا كما لو أنه “تمّ تقزيمه” أو تقصيره أكثر مما هو عليه في الواقع. واستغلها الناشطون مناسبة للتحدث بسخرية عما تبقى من “سيادة سورية” عندما لا يتم حتى تخصيص كرسي لوزير النظام، ويتم الاكتفاء بكرسي صغير له، في مقابل الكرسي الكبير الذي حظي به وزير دفاع روسيا، كما تظهر الصور التي تم تناقلها بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلّق كثير من الناشطين على منظر وزير دفاع النظام الذي بدا غارقا في كرسيه الصغير، إلى جانب ثلاثة كراس كبيرة، جلس عليها بوتين والأسد ووزير دفاع روسيا، شويغو. فيما كان الكرسي الرابع الصغير من نصيب وزير دفاع الأسد. فبدت الصورة كما لو أنها خضعت لتلاعب ما، إلا أن الواقع هو أن الصورة كانت حقيقية وقد نشرها إعلام النظام نفسه.
ورداً على الكيفية التي ظهر بها وزير دفاع الأسد، علق ناشطون سوريون كثر، معتبرين أنها وضعية تتلاءم “والسيادة” التي ابتلعها “الحضور الروسي” في سوريا، للدفاع عن الأسد ومنع إسقاطه. خاصة أن الصور التقطت في مقر تابع للقوات الروسية ولم توضع فيه صورة للأسد، بل للرئيس الروسي ووزير دفاعه، وحسب، كما تظهر خلفية الصور، الأمر الذي زاد من طعن المعارضين السوريين على وضعية النظام السوري مع حليفه الأبرز بوتين.
الصورة الأساسية التي أثارت فضول وتعليقات الناشطين، تظهر الأسد ووزير دفاعه، وبوتين ووزير دفاعه، عبر ثلاثة كراس سوداء كبيرة، فيما كان الكرسي الرابع الصغير من نصيب وزير دفاع الأسد الذي ساهمت زاوية التقاط الصورة، بإظهاره غاطساً بعمق، وذلك بسبب نتوء خشبي مرتفع عن بقية الطاولة، وضع عليه ثلاثة هواتف أرضية، وزجاجتا مياه معدنية، وكأس، وأوراق وقلم، مما زاد في إخفاء النصف الأعلى من وزير دفاع الأسد والذي كان تسبب به، أصلا، عدم تخصيص كرسي كبير له.
واعتبر معلقون، أن الوضعية التي ظهر بها وزير دفاع الأسد، وإجلاسه بدون كرسي مناسب له، وقد يكون بسبب عدم وجود كرسي رابع، بحسب البعض، هي بمثابة “إهانة” على غرار ما حصل في زيارة بوتين للأسد في قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، عام 2017، حيث قام ضابط روسي بمنع الأسد من التقدم للحاق ببوتين، مستعملا يده لإيقاف الأسد الذي استجاب للمنع، وتوقّف، في صورة أثارت تعليقات واسعة في ذلك الوقت، باعتبارها صورة من صور “خسارة السيادة” في مقابل الاحتفاظ بكرسي السلطة، بحسب معلقين أعادوا استذكار تلك الحادثة، بعد حادثة كرسي وزير دفاع الأسد.