قبل تحطم الأوكرانية.. تفاصيل محادثة طيار لبرج المراقبة
سرب موقع أوكراني تفاصيل محادثة بين قائد إحدى الطائرات المحلقة أثناء استهداف الأوكرانية، التي كانت متجهة من طهران إلى كييف، وبرج المراقبة في مطار الخميني الدولي بطهران.
وكشفت المحادثة التي جرت بين برج المراقبة وطيار طائرة “آسمان” الايرانية الذي كان يقود رحلة طهران-شيراز وشاهد الصاروخ الذي أطلقه الحرس الثوري نحو طائرة الركاب الأوكرانية، ما أدى إلى تحطمها ومقتل كل الركاب الـ 176 الذين كانوا على متنها في الثامن من يناير الماضي.
هذا ويظهر التسجيل الصوتي الذي نشره موقع “تي إس إتش (ТСН)” الأوكراني أن برج المراقبة سمح برحلتي طهران – كييف الدولية بالتزامن مع رحلة طهران – شيراز الداخلية.
ووفقا للمحادثة باللغة الفارسية، التي ترجمتها “العربية.نت” فقد طمأن برج المراقبة طيار رحلة طهران – شيراز بأن الوضع عادي عندما أبلغ الطيار بأنه شاهد ضوءا غريبا يشبه ضوء صاروخ. وحتى عندما يقول الطيار إنه متأكد بأن صاروخا أطلق من جهة الشرق وفي منطقة كرج بالقرب من طهران، يرد عليه برج المراقبة بأن ليس هناك شيء يهدد طائرته.
نص المحادثة:
الطيار: سيدي، تلك المنطقة في الاتجاه 320 هل هذه المنطقة نشطة؟
البرج: جي بي إس.. ( الباقي غير مفهوم).
الطيار: أرى أضواء تشبة الصاروخ أو شيئا مماثلا. هل هناك أمر ما؟
البرج: 320؟ لا شيء في المنطقة؟ كم ميل تقصد؟ أين؟
الطيار: لا أستطيع تحديد الموقع بالضبط لكن أظنه باتجاه بَيام في كَرَج
البرج: كم ميل؟ أين؟
الطيار: الآن أشاهد إضاءته من هنا
البرج: لم نبلغ بأي شيء. لا أعرف.
البرج: كيف شكله؟ كيف إضاءته؟
الطيار: ضوء صاروخ بالتأكيد
البرج: هل يتجه نحو الشرق أم لا؟
الطيار: ربما.. لا، لا، انطلق من ذلك الاتجاه ( الشرق) هذا ما حدث.
البرج: لم نبلغ بشيء هكذا، لكن أنتم ابقوا في وضعية “بورشن”.
الطيار: لقد اتخذت وضعية “ابروتش approach”
هنا البرج ينادي طيار الأوكرانية رحلة طهران – كييف 9 مرات دون أن يتلقى ردا.
ثم بعد لحظات:
البرج: هل تشاهدون شيئا آخر؟
الطيار: يا حضرة المهندس، لقد كان انفجارا
الطيار: لقد كان انفجارا ورأينا ضوءا كبيرا هناك. لا أعرف ما هو بالضبط
البرج: .. { كلمة غير مفهومة}
الطبار: هل كل شيء عادي بالنسبة لنا؟
البرج: نعم لا أظن أن هناك مشكلة
الطيار: إن شاء الله، شكرا
إيران تؤكد صحة المحادثة
من جهته، أيد مسؤول بالطيران الإيراني صحة المحادثة التي جاءت في التسجيل الصوتي لكنه اتهم فريق التحقيق الأوكراني بتسريبه.
وقال حسن رضائي فر، مدير دائرة الحوادث بمنظمة الطيران الايرانية لوكالة “مهر” إن “هذا الملف الصوتي كان من ضمن الوثائق التي وضعت تحت اختيار الخبراء الأوكرانيين في فريق التحقيق المشترك”.
كما عبر عن “استغرابه” من قيام الأوكرانيين بتسريب الملف الصوتي”، قائلاً “هذا ما دفع بنا أن لا نقدم لهم أية وثائق بعد ذلك”.
يُذكر أن إيران نفت في البداية إصابة الطائرة بصاروخ، ثم بعد ثلاثة أيام اعترفت بإسقاطها واعتبرته “خطأ بشرياً”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في 11 يناير، مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي راح ضحيتها 176 شخصاً، إلا أنه زعم أن الصاروخ الذي أطلق باتجاهها انفجر قرب الطائرة، قائلاً “إن الطائرة حرفت مسارها للعودة”، وهو ما نفته لاحقاً أوكرانيا بالخرائط، عازياً السبب إلى “التوتر” الذي كان سائداً، قال قائد القوة الجوفضائية في الحرس، أمير علي حاجي زاده، إن الحرس ظن أن الطائرة صاروخ كروز، كاشفاً أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى.
في المقابل رفع عوائل ضحايا الطائرة الأوكرانية من الكنديين شكوى ضد المرشد الإيراني، علي خامنئي، والحرس الثوري بسبب إسقاط الطائرة بصاروخين.
أوكرانيا ترفض التعويضات
من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن إيران عرضت 80 ألف دولار لكل ضحية، لكن أوكرانيا لم تقبل العرض لأنه “كان ضئيلاً للغاية”.
وأضاف زيلينسكي في تعليقاته التي أدلى بها على التلفزيون الأوكراني “1 +1” أن “الحياة البشرية لا تقاس بالمال، لكننا سنضغط من أجل المزيد من التعويضات” لعائلات الضحايا.
كما أكد إن أوكرانيا لم تستلم بعد التسجيلات، وأن طهران اقترحت بدلاً من ذلك أن يطير المتخصصون الأوكرانيون إلى إيران في 3 فبراير لفحص الصندوقين الأسودين.
وقال رئيس أوكرانيا: “أخشى أن يستقبل الإيرانيون أخصائيينا ويطلبون منهم فك رموز التسجيلات على الفور ثم يقولون لهم” لماذا تحتاجون الصندوقين الأسودين الآن؟”.