منذ أيام تضخم في خافقي شعور بالإنقباض والتوتر.. إحساس غامض بأن نبضي يتمزق وتبعثرت أجزاء جوانحي في بيداء الألم _ واجهتني موجات إعصار مدمرة _ وصرخة توجع حين وصل إلى مسمعي بأن رفيقة سهري صديقتي ترقد على السرير الأبيض إثر نوبة جلطات أفقدتها توازنها الذهني.. نامت ولم تشعر بما يحدث حولها _ صديقتي الدكتورة وفاء إدريس، دعوت الله أن يمن عليها بالشفاء العاجل، ومضت قافلة القلق عليها وقلبي يئن من التوجع.. وآه أيتها الدنيا _ بي وجع كمساحات الليالي السوداء يعبر جسور الشجن يغوص في أعماق فؤادي.. غرقت في مساحات اللاوعي في خيمة خيمة المرار وفي هزيع الليل المدلهم فوجئت برحيل رفيقتي شعرت بنزعة روحي في تلك اللحظات العصبية.. هي لحظات غلب عليها القهر وغصات الفراق لا أدري كيف أتجاوز خطى الأحزان إلى بر الفرح؟ وكيف أستعيد لحظات السعادة المسروقة التي أغتيلت فحولت لحظاتي إلى ملحمة حزن متواصلة.. ابكيك ياوفاء من قهر الحياة، وكيف أتحاشى السقوط في واد ليس به إلا صوتك يرن صداه في جدار الزمن.. أتمنى أن يتوارى ألم الفراق خلف مساحة النسيان.. وأنا ألهث خلف بقايا ذكراك حتى موعد الرحيل.. رحمك الله يا صديقة الليل رحمة واسعة.
