مواطن عالق يسرد قصته كيف أجلت المملكة أسرته وطفلته الرضيعة
عاش السعوديون بالخارج أيامًا “صعبة وهم يرون صورًا” ناصعة البياض لحالنا في داخل المملكة وكيف تدار الأمور في هذه الأزمة مع مقارنة ذلك بما هو موجود في الدول التي يقيمون فيها، وكيف آلت الأمور في كلا البلدين وموقف قيادتي البلدين ومدى استشعار كل منهما لحجم الأزمة ومدى ارتباطه بمواطنيه .
المواطن (عبدالرحمن بن صالح المقري)، أحد المواطنين السعوديين الذين كانوا في بريطانيا وتم إجلاؤه للسعودية مع غيره من المواطنين السعوديين، (المقري) عاش في بريطانيا أيامًا صعبة بداية بانتشار فايروس كورونا ومرورًا بنفاد المواد الغذائية وانتهاء بولادة طفلته “فهدة”، ورفض السلطات البريطانية مغادرتها مع أسرتها وتدحل السفارة السعودية لحل الأزمة، قبل أن يعود لأرض الوطن.
وسرد المقري قصته لـ”سبق” من الحجر الصحي داخل أحد الفنادق بمدينة الرياض : بقوله: وصلت إلى بريطانيا العام الماضي 2019 كطالب مبتعث، وعندما وصلت إلى هناك انبهرت بما شاهدته من تفاصيل وتنظيم .
ويضيف: في أحد الأيام وبعد انتشار فايروس كورونا خرجت لشراء متطلبات المنزل ووجدت السوبر ماركت فارغًا من جميع الأطعمة الأساسية حتى الكمامات تباع بأكثر من سعرها بعشر مرات والمعقمات لم تكن متوفرة أحسست وصدمت من حالة الهلع التي أصابت الشعب البريطاني، فالجميع يبحث عن الأغذية الأساسية حيث لم تعد متوفرة !!
عدت إلى المنزل واتصلت بالسفارة السعودية في لندن وشرحت لهم ظروفي وأن عقد إيجار المنزل الذي أقيم فيه قد انتهى، بعدها طلب مني التوجه لأحد الفنادق في لندن.
يقول (المقري) كنت أفكر في تكاليف ولادة زوجتي، فتواصلت مع الملحقية التابعة لسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن وقد ساعدوني على توفير عقد تأمين طارئ لتكون ولادتها في أفضل مستشفى في لندن، وكان على قدر عالٍ من الكفاءة الطبية وفي يوم ( 13) أبريل تمت الولادة .
في اليوم التالي وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني تتضمن تذاكر إجلائنا إلى أرض الوطن أنا وزوجتي، وكانت الرحلة في يوم 15 أبريل، لكن المفاجأة أن طفلتي حديثة الولادة لم أنه إجراءات شهادة ميلادها، فتواصلت مع مكتب تسجيل المواليد في لندن وكان مغلقًا لمدة شهرين بسبب جائحة كورونا. عندها شعرت بضيق شديد لأني أرغب بالعودة بأسرع وقت ممكن .
وواصل: وفي اليوم المقرر لسفرنا توجهت لسفارة خادم الحرمين الشريفين وشرحت لهم الوضع كاملاً، وفي تمام الثانية ظهراً استلمت تذكرة المرور الخاصة بطفلتي وتوجهت للمطار، وسلمت الموظفة بالجوازات تذكرة المرور، لكن المفاجأة الأخرى التي كانت بانتظارنا بالمطار أن النظام لم يدرج فيه تذكرة باسم المولودة (فهدة) على تلك الرحلة المغادرة للسعودية، فشرحت لموظفة الجوازات بأننا ضمن خطة الإجلاء للسعوديين العالقين في الخارج ، وأن الطفلة كانت ولادتها قبل يومين، فردت الموظفة بأنه يستحيل السماح لها بالسفر قبل أن تكمل 14 يومًا”، وهي لم يمض عليها سوى 48 ساعة فقط !!
وتابع: لحظتها كان مندوب السفارة السعودية المكلف بمتابعة إجلاء المواطنين في مطار هيثرو يتواجد بجوارنا ويتابع تنفيذ خطة الإجلاء الذي تفهم الوضع وأبلغ الموظفة بأنه سيصدر للطفلة تذكرة إلكترونية فاعترضت الموظفة بحكم أن عمرها 48 ساعة، فقال لها ستسافر الطفلة على مسؤولية والديها . عندما ركبنا طائرة الخطوط السعودية الرحلة رقم (SV118 ) وسمعنا النشيد الوطني أحسست بفخر عظيم وعلمت من هي الدول العظمى فعلاً إنها (السعودية) فقط .
وطوال الـ7 ساعات من مطار هيثرو إلى مطار الملك خالد ، وصلنا إلى الرياض حيث تم استقبالنا بطواقم طبية وتجهيزات على أعلى المستويات وكانت مكبرات الصوت في المطار تبث أغنية (فوق هام السحب) وفي موقف مؤثر شاهدت الركاب يبكون من الفرح. وتوجهنا بعدها للفندق المخصص للإقامة بمدينة الرياض حيث تم تأمين كافة مستلزماتنا على نفقة الدولة .
في اليوم التالي يوم 17 أبريل اتصل بي أحد المسؤولين ليبلغني بأنهم خصصوا سيارة إسعاف لنقل طفلتي ووالدتها لمدينة الملك فهد الطبية لإجراء الفحص والتأكد من سلامتها، وهناك قرروا بقاءك تحت الملاحظة بالمستشفى . لأنها كانت تعاني من جفاف واصفرار في العينين .