“طارق الحبيب” يجيب على التساؤل المستمر: لماذا يتوقف الناس عن التطوع؟
أجاب البروفيسور طارق الحبيب عن السؤال المتكرر دائماً والمتمثل في لماذا يتوقف بعض الناس عن الأعمال التطوعية وقد كانوا متحمسين جداً لها؟!، ولماذا بعض الناس يحيا حياته متطوعاً متلذذاً بالتطوع رغم قدراته العقلية والنفسية الضعيفة بعض الشيء.
وقال الحبيب لـ”سبق” في سلسلة حديثه الرمضاني اليومي عن التطوع: أظن أن مرجع ذلك لعدة أمور؛ السمات الشخصية للشخص المتطوع، فربما ذلك المتطوع لديه تموجات في الشخصية (الشخصية الحدية) التي تجعل الإنسان في مزاج عالٍ لساعات، ثم ينخفض مزاجه جداً إلى الأدنى في دقائق ويستمر لساعات أخرى، ولذلك فهو في حالة تموج مستمر، إذا ارتفع مزاجه تكلم عن التطوع، وربما مارس التطوع بطريقة مبالغ فيها، وإذا انتكس مزاجه ربما تدهور ذلك التطوع وأصبح ضعيفاً أيما ضعف.
وأضاف بقوله: إذاً عند بناء عمل تطوعي كان لزاماً على المؤسسات التطوعية أن تدرك ما السمات الشخصية للمتقدمين للتطوع؟ حتى تختار العمل التطوعي الذي يناسب تلك السمات، فبهذه الطريقة الذكية نستطيع أن نوظف الإنسان المناسب في المكان المناسب، ونستطيع أن نجعل ذلك الإنسان يحيا فترة أطول من حياته في العمل التطوعي، ونستطيع أن نختار نوع العمل التطوعي الأنسب: أهو الاجتماعي؟ أم ربما الديني؟ أم ربما الخيري؟ أم ربما الوطني؟ أو غيره..
وتابع: إن ممارس العمل التطوعي الوطني ليس أكثر انتماءً لوطنه من غيره من الناس ولكن ربما سماته الشخصية وطبيعته الذاتية مركبها يناسبها أكثر تقديم العمل التطوعي الوطني بشكله المعتاد، في حين أن سمات أخرى عند إنسان آخر قدم العمل الديني وكان ذلك في باطنه عملاً وطنياً ولكن بنيته الشخصية الوطنية كانت أنسب في العمل الديني.
وواصل: إذاً فالتطوع أنواع مختلفة، لكنها جميعاً تصب في النفع العام للناس في أمور دينهم ودنياهم، فمعرفتك لسماتك الشخصية، ونوع العمل التطوعي الذي يناسبك، والظروف المحيطة حولك في بلدك تجعلك تختار العمل التطوعي الأنسب. واسترشادك برأي غيرك وهذا مهم يكشف لك ما وراء الأمور حتى تستطيع أن تتأمل نفسك بدرجة أكبر.
وختم بقوله: لقد قام بالأعمال التطوعية رواد كبار وكان لزاماً علينا أن ندرس سيرهم، ولكن ليس بالضرورة أن نعيش في جلابيبهم، كل له جلبابه يختار ما يناسبه حتى يحقق الإبداع لدينه ولوطنه ولمجتمعه.