الشيخ الأستاذ / حسن إبراهيم الخميسي يرحمه الله .. عاش معظم حياته وقضى عمره معلما في بيش ، وطلابه وفضله في كل أرجاء بيش – وبيش كل أرض وديرة وقرية سقاه وادي بيش وارتوت من مائه –
لذلك فأنا أعتبره بيشي .. أكتب وقلبي يتفطر ، أكتب وعيني تدمع ، أكتب وكلي أسى وحزن عن ملك كان يمشي على الأرض .. عن آية من آيات الجمال الإلهي التي وضعها في عبد من عبيده .. أكتب عن علامة نحرير وأكتب عن خطيب مفوه ، وأكتب عن شاعر مبدع ، وأكتب عن رجل إنسان حوى كل الجمال الإنساني من أدب وعلم وأخلاق ومروءة وتواضع .. الله أكبر ما أعظم وأجل الشيخ الجليل / حسن بن إبراهيم الخميسي يرحمه الله .. يمني الجنسية عاش في بيش بيمنيته معلما حتى انتقل إلى رحمة ربه في العام ١٤٠٩هـ . عرفته وأنا طالب عنده في الصف الأول المتوسط في العام ١٣٩٦هـ يدرسني القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والتوحيد ، وكان معلما غير ..عندما يبدأ في الشرح لا تمل منه لعذوبة صوته المبحوح ولغزارة علمه ولجمال أسلوبه ولتعامله الراقي ، فهو يستشهد بالآيات والأحاديث والحكم والشعر ، فكانت حصصه أجمل الحصص .. عرفت منه أنه جاء من اليمن يكمل دراسته في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ومن أساتذته الشيخ / صالح بن علي الناصر يرحمه الله الذي كان يقدم الفتاوي في برنامج نور على الدرب بإذاعة الرياض .. في التسعينات الهجرية ، ويقدمه المذيع الذي لا يشبهه مذيع عبد الله بن فرحة الغامدي ، يرحمهما الله .
شيخنا الخميسي يرحمه الله بعدما أكمل دراسته ونجح وأراد العودة إلى بلاده اليمن كانت الثورة اليمنية ضد الإمامية قد قامت ، وكانت الثورة بمساعدة جمال عبد الناصر تضرب جنوب المملكة العربية السعودية .. وخيّر شيخنا بالبقاء في السعودية يعمل معلما مدى عمره فوافق وبدأ حياته العملية في التربية والتعليم في بلاد غامد وزهران ولا أدري كم سنة أستمر هناك .. لكن في متوسطة بيش الأولى عرفته في عام ١٣٩٦هـ . كان خطيبا مفوها يلقي خطبه في بعض أيام الجمع في جامع بيش ارتجاليا ، و يعلق على الخطب.. وكان ممن يلقي الكلمات في المناسبات مدعما كل ذلك بجمال شعره و ما يحفظه . بعدما تخرجت من الثانوية في عام ١٤٠١هـ ، وكانت ملحقة بالمتوسطة الأولى ودرست في كلية التربية بجامعة الملك سعود ـ فرع أبها ـ عدت وتعينت في مدرسة المطعن الابتدئية والمتوسطة في يوم ١٤٠٥/١٢/١هـ ، أصبت وأنا ألعب كرة قدم في ظهري جهة الكلية اليسرى وتنومت في مستشفى بيش العام ثم حولت إلى مستشفى الملك فهد بأبي عريش مع بداية شهر محرم عام ١٤٠٧هـ ، وفي مستشفى الملك فهد وجدت الشيخ حسن يرحمه الله حيث جاء على الكرسي المتنقل يزورني وأنا في الدور الثاني وكان هو يرقد في الدور الثالث ، واستمرت زيارته لي طيلة بقائي بالمستشفى ( ٣٦ ) يوما يا لعظمة هذا الرجل ، المعلم يزور تلميذه يوميا . وكان هو قد أتعبه السكر وتنوم في مستشفى الملك فهد ولطف به الله فسلم من بتر الساق .. في بداية ١٤٠٩هـ ، انتقلت إلى مدرسة بيش الثانوية مرشدا طلابيا ، وكانت في المبنى الذي به حاليا مكتب التربية والتعليم ( إشراف البنات) ووجدته معلما بها يرحمه الله ، ولكن أثار التعب والألم تبدو على محياه الجميل ، غير أن صبره وقوة تحمله ورضاه بقضاء الله وقدره قد زرع ابتسامة جميلة يستقبل بها الجميع .. فارق الحياة في عام ١٤٠٩هـ . رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأدخله الفردوس الأعلى من جنانه . لقد صلت عليه الملائكة قبل أن يصلي عليه بني آدم . واليوم له كل الحقوق أن أقدمه عالما من علماء مدينة الحسن والجمال بيش.
