الشيخ محمد بن علي بن محمد وشيلي
الساعة الرابعة والنصف من صبيحة يوم الاثنين الموافق ٢٤ رمضان ١٤٤٣هـ ، جاء الخبر بأنه انتقل إلى رحمة الله تعالى ، فرحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة والنعيم المقيم .
يا إله الكون يا رب العالمين ، كنت باكتب عنه ضمن من كتبت عنهم من المؤذنين في بيش وكم كنت آمل أن تفرحه كتابتي عنه !!
لكن سبقني الموت إليه وكم أشعر بالأسى والحزن لأني تأخرت . ونعم الرجل ونعم الرجل ونعم الرجل أب للصغير وأخ للكبير .. كان مؤذن مسجد حارتي التي نشأت وترعرت فيها ( حارة العبادي ) واستمر سنوات طويلة كما أنه كان يصلي بنا عندما يغيب خاله الإمام الشيخ محمد بن علي مطاري بسبب المرض أو لأي سبب !!
كما أنه صلى التراويح بنا وساعد خاله وختم القرآن الكريم في أشهر رمضانية وأشهد لله بهذا . حتى عندما كان الأستاذ محمد عبادي إماما أو الأستاذ عبد العزيز وشيلي إماما للمسجد بعد رحيل الوالد الشيخ محمد مطاري ولا يحضران أو يتأخران لأي سبب كان هو يقوم بالإمامة وهو ذو صوت شجي رخيم عذب . برغم أني من سكان تلك الحارة إلا
أني عرفته في التسعينات الهجرية ، لأنه كان قبل ذلك عسكريا في الجيش السعودي ، وكنت صغيرا ، فعندما عاد لبيش ويأتي يصلي المسجد عرفته ويمكن كنت أدرس في الثاني أو الثالث الابتدائي . كانت معه سيارة فكان يركبنا معه إلى جامع الفقهاء لنصلي الجمعة يوم كان هو الجامع الوحيد التي تقام فيه صلاة الجمعة ويرجعنا معه بعد الصلاة ويركب من وجده في الطريق وأبوه وعمه وأخوته . وعندما كنت أدرس في المرحلة المتوسطة كان في بعض الأيام يلتقيني وبعض زملائي فيوصلنا للمدرسة أو يلتقينا ونحن راجعين فيروح بنا .
رجل مؤدب يحترم الجميع ويقدرهم .. ولم أسمعه في يوم يخاصم أحدا . وكان يزور أبوي الله يرحمه أثناء مرضه ولَم يقطع السؤال عنه كلما وجدني وإن لم يجد من يخبره جاء يطمئن هو عليه بنفسه . عندما كنت مرشدا طلابيا بثانوية بيش كان هو الأب المثالي بسؤاله عن أبنائه وزيارته للمدرسة وتعاونه مع المدرسة . كان موظفا في بلدية بيش بعد الجيش السعودي واستمر سنوات طويلة في البلدية ثم تقاعد .
يرحل الرجال وتبقى آثارهم وأعمالهم وأفعالهم وذكرهم الحسن ، والشيخ محمد بن علي وشيلي سيبقى في ذاكرة أبناء حارة العبادي وكل بيشي يعرفه ، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل نزله الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
