الشيخ يحي بن حسن بن علي بن محمد مريع يرحمه الله .. من مواليد مدينة بيش ، عام ١٣٣٦/٧/١ هـ
النشأة والتربية : تربى في حضن والده الشيخ حسن بن علي بن محمد مريع وقد توفت والدته وهو طفل وتوفي والده رحمه الله وهو دون العاشرة ورث من والده مع إخوانه أراضي زراعية وسكنية اعتمدوا عليها حيث يقتاتون منها ويبيعون . ولكنها لاتفي بحاجتهم فبدأ بالتحرك في دخول معترك العقار والاراضي بيع وشراء من بعد زواجه.
حياته الاجتماعيه:
تزوج زوجته الأولى وهي ابنة ابراهيم بن محمد نمازي من آل النمازي وأمها ترجع من آل المش (الحوازه) وقد أنجبت له بنين وبنات ومن البنين الشيخ علي يحي مريع والشيخ محمد يحيى مريع والشيخ حسن يحيى مريع ، وقد توفيت رحمها الله عام ١٣٧٩هـ . وزوجته الثانية من آلِ طيران بنت الشيخ المعروف والعلم البارز في الرجولة والشجاعة والكرم والوجاهة أول شيخ لقبائل الفقهاء الشيخ محمد بن ناصر طيران حيث صلة القرابة فهو ابن عم الشيخ يحي بن حسن مريع حيث ال طيران من ال مريع وأنجب منها بنت ثم تزوج رحمه الله من آل عطية بنت أحمد أبوحذاف ، وأنجب منها الشيخ محسن يحيى مريع ، وتوفيت رحمها الله بعد سنتين في عام ١٣٨٥هـ . وبعدها تزوج من آل الكيع وهم من بُطُون آل بن شيبة وأنجب منها بنين وبنات ومن البنين خالد وإبراهيم واحمد . وفي عام ١٣٨٢هـ أجتمع أعيان ونواظر قبائل الفقهاء ببيش واتفقوا بالإجماع على اختياره شيخاً لقبائل الفقهاء ببيش ، وقدجمع قبائل الفقهاء على قلب رجل واحد طيلة ٥٠عاماً .
كان رحمه الله يحب فعل الخير ويدل عليه وكان يكره النفاق والكذب كان وفياً صادقاًشجاعاً في إتخاذ قراراته لا يكرر الكلام ولا يحب الجدل كان ملتزماً بما يقول مهما كان الامر يبدأ بنفسه في تطبيق الشيء ثم يعممه وكان يحب إصلاح ذات البين وكان ينتدبه فضيلة قاضي بيش الشيخ جِبْرِيل بن يحيى حكمي رحمه الله في الكثير من مواضيع الإصلاح في حل الخلافات الاجتماعية والأراضي الزراعية وكان مساهماً في كل مناسبات الاهالي وكان محبوباً من الاهالي .
الزراعة والأعمال الخيرية:
كان حراثاً خبيراً بالحرث وسقيا الأراضي الزراعية وكان خبيراً بإنشاء العقوم وتوجيه مياه السيول وقد تكلف رحمه الله بإقامة عقم ( طهماز ) وهوأكبر عقم في بيش يسقي أكثر معامل بيش الزراعية على نفقته الخاصة وأعفى جميع المزارعين من المساهمة في زبر العقم بمعداته من التركترات لأكثر من ثلاثين عاماً مجاناً ..
كان خبيراً رحمه الله بالمواسم الزراعية ومتى يبدأ موسم كل محصول زراعي الذرة السمسم الدخن وغيرها
كان يحب كثيراً الفقراء.
الاعمال الخيرية:
تبرع بأراضي لبناء المساجد أو البناء عليها لأكثر من ٢٢ مسجدا وكلها في مدينة بيش .. ومساهماته رحمه الله في تقديم أرض مساحتها عشرة آلاف متر لبناء مقر محافظة بيش وكذلك عشرة آلاف متر لبناء مقر بلدية بيش وإعطاء حوالي ثلاثة آلاف متر لإقامة خزان المياه الغربي لمدينة بيش ..إعطاء أرض للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قام عليها المشروع بالمخطط في حي الصفا ببيش بطلب من الشيخ موسى نهاري ابوعاصم ، وكذلك شُيد رحمه الله مبنى مكون من ثلاثة أدوار ( دار صفية بنت حي لتحفيظ القرآن الكريم ). وأوقف أراضي زراعية وسكنية .
استشرافه لحب بيش وتنميتها:
مساهماته الفعلية لا القولية لتطوير مدينة بيش ، فلقد إستشرف التنمية لمدينة بيش . حيث قام بعمل مخطط سكني غرب مدينة بيش مبتعداً عن عشوائية البناء من قبل المواطنين وتم إعتماد المخطط عام ١٤٠٣هـ. قبل حوالي ٤٠ سنه وهو حي الصفاء حالياً والذي يوجد به مقر البلدية والإمارة وقد ساعد المواطنين في البيع منهم حيث استمر في بيع القطع بالتقسيط او النقد بسعر واحد وهو٢٠٠٠٠ عشرون الف ريال سعر
كان يفرغ صك البيع قبل إستيفاء الثمن
وكان قيمة البيع واحدة في النقد وكذلك التقسيط وعندما طرح عليه سؤال من أحد أبناءه لماذا تبيع النقد والتقسيط بسعر واحد علماً بأنه تقسيطه مريح ويأخذ سنين طويله المفروض تحدد الفترة الزمنية في التقسيط وترفع السعر عن الكاش نظر إلى إبنه بنظرة فيها من الدونيه ..وقال الفقير هو الذي يحتاج مساعدة وسكن اما القادر لايحتاج فهو يستطيع أن يشتري بأي ثمن ويسكن وهذا يا ولدي أراه غبن عندما يُستغل الفقير رحم الله هذا الرجل الشامخ بتعاطفة ومواقفه الرجوليه ..
ثم أعد مخطط آخر وأعتمد عام ١٤٢٣هـ. بجوار المخطط السابق من الشمال
وهما المخططان الوحيدان المعتمدان من الوزارة فقد ساهمت في إنشاء أحياء نظيفة .
وهكذا اقتدوا به أبناء حالياً بعمل عدد من المخططات مخطط الواحة ومخطط شرق حديقة البلدية وتبرعوا بأربع مدارس وكذلك حرصه على شق الطرق الزراعية بمعداته وساهم مع بلدية بيش في الموافقة على شق الطرق الجديدة حسب المخطط الهيكلي لمدينة بيش والاحزمة الدائرية أوتهذيب و توسعة في المناطق السكنية وبدون أي تعويض من الدولة ولولا إرادة الله ثم أفكاره وإستشرافه للمستقبل لكانت مدينة بيش غارقة في العشوائية السكنيه
تربيته لأولاده:
رغم زواجه بأربع نساء ورزق منهن البنين والبنات كان عادلاً بين أبناءه وبناته ولذلك نهج سلوكاً تربوياً مميزاً كلهم عنده سواء كأنهم أبناء زوجة واحدة حيث كان العدل والمساواة بينهم كان حريص على الدين الصلاة والتمسك بها. الصدق الامانة ويكره الكذب علم اولاده الصراحة والوضوح .
إذا كدب عليه احد كذبه واحدة لن يتعامل معه . ولذلك غرس الصدق بين اولاده وعرفوا اولاده ذلك . كان لا يضرب ولكن كانت نظراته دروساً يفهم من خلاله رضاه من عدمه .
كان منعم على اولاده بتزويجهم وترفيهم واعطاءهم مزارع وساندهم وكان يساند بناته حتى اصبح الجميع إخوة متحابين الكبير يقدر الصغير والصغير يحترم الكبير وهاهم وحدة واحدة متماسكة بعد وفاة والدهم يعملون مع بعض لم يسمع عنهم إلا خيرا.
حبه لولاة الامر :
كان محباً لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز وأبناؤه الملوك فقد عاصر المؤسس والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله كايحبهم جميعاً ويدعو لهم حيث قدعاش حقبة ماقبل الملك عبد العزيز وما بعده ولا حظ فرق المعيشة والأمن والصحة والتعليم فكان يدعو لهم دائماً ..وكان يحث أبناؤه على السمع والطاعة والولاء لولاة الامر صفاته :
كان رجلاً وفياً صادقاً كريم الطباع عالي الهمة قوي الشكيمة اذا قال فعل وإذا فعل أنجز يؤثر الغير على نفسه يخير الشخص او الصديق ويقدمه وهو بعده له بصمات كبيرة في الاعمال الخيرية والاجتماعية لأينام حتى يسأل عن القريب والبعيد واحوال الجيران كان يحب جيرانه ويعطف على الفقراء. كان مجلسه مفتوحاً على مدار الساعة للقريب والمسافر.
وفاته:
توفي رحمه الله بعد صلاة الجمعه في ١٥من شهر جماد الاخر من عام ١٤٣٦ وقد ناهز ١٠٠ عام قضاه في الاعمال الخيرية
وكان جميع اولاده حوله كالعادة في كل يوم جمعة . حيث كان نائما وفي لحظة ادركنا وفاته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
—————————
* الشيخ محمد بن يحيى مريع.
