الثقافيةمقالات

أعلام من بيش الأستاذ ..حسن منصور الأعجم يرحمه الله

الأستاذ حسن بن منصور الأعجم رحمه الله ..
من أوائل المعلمين السعوديين البيشيين ومن المعلمين الذين درسوني في المرحلة الابتدائية . كما كان وكيلا للمدرسة الإبتدائية حين درست ، وقد أصبح مديرا لها وأصبح اسمها مدرسة الزبير بن العوام وذلك في عام ١٣٩٦هـ .

يقول الأستاذ أحمد عداوي : ” من المدرسين الذين لا أنسى فضلهم أبدا. اذكر أول سنة تخرج فيها معلما ، وكانت السنة التي دخلت فيها أعتاب المدرسة عام ١٣٨٧هـ وقدر الله سبحانه وتعالى أن أكون في الصف الأول (أ) ومدرسه الأستاذ حسن منصور الأعجم رحمه الله
فقد تفانى رحمه الله في تشجيعنا والأخذ بأيدينا وقد نلت منه عناية خاصة ، إذ كان يعتقد أنني قد افلح في التحصيل وفعلا بحمد الله كانت فاتحة خير علينا ونحن تحت رعايته رحمه الله فقد شحذ هممنا ورفع مستوانا وأذكر إن الأستاذ حسين غازي البيشي الزميل ورفيق العمر ومدرس اللغة الانجليزية بمتوسطة بيش الاولى سابقا كان منافسا قويا لي . ونظرا لهدوء الأستاذ الفاضل ورحابة صدره وسعة أفقه نال الاحترام الكامل والتجاوب النادر واذكر إنه كان يدرس على يد مدرس فلسطيني طويل القامة إسمه حسن كان يدرسنا التربية الفنية ويدرس الأستاذ حسن عصرا التاريخ ، انتقل معنا لثلاث سنوات وهو مربى لفصلنا ثم انتقلنا عنه .. وبقي رحمه الله متابعا جيدا لمسيرتنا التعليمية . وقد واصل دراسته نال شهادة البكالوريوس في علم التاريخ. وأصبح مديرا مميزا لمدرسة الزبير لسنين طويلة اذكر من شدة حرصه ومتابعته لي إنه غضب علي غضبا شديدا وخاصمني عندما اخبرته أنني درست في كلية التربية . إذ كان كما يقول يتوقع لي مسقبلا أفضل وكنت أخشاه رحمه الله ولا أستطيع أن انظر في وجهه حياء منه رحمه الله وإجلالا وتوقيرا ، وتابع مسيرة أبنائي واخواني كما باقي شباب بيش بكل حب وشفقه واهتمام اهتم بالزراعة بعد تقاعده واعتنى بمزرغته الواقعة شمال شارع الأمير محمد بن ناصر وقضى أيامًا يعتني بها . تالمت كثيرا عندما علمت باثر السكر الذي عانى منه في سنواته الأخيرة حتى أنتقل إلى جوار ربه اللهم يا ارحم الرحمين اجعل ما بذله الأستاذ حسن منصور الأعجم لي ولغيري من تعليم وعناية ورعاية في ميزان حسناته والحقه بالنبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ” . انتهى كلام الأستاذ أحمد عداوي .
نعم ، نعم أستاذ فاضل رحمه الله أول مرة دخلت المدرسة ، وقد ذهبت مع جدي يرحمه الله (عم أمي ) حيث كنت أساعد والدتي في الغسيل ، كانت تغسل الملابس في ( معجنة ) فمر ومعه ابنه محمد ومعه أيضا ابن عمتي / محمد أبو هادي يرحمه الله وفيه يده دوسية ، قالت الوالدة رحمها الله : فين رايح يا عم علي ، فقال : رايح أدخل محمد ومحمد المدرسة ، وأنا تركت غسيلها وقلت : والله لأروح معاهم ، ورحت ، استقبلنا الأستاذ / حسن منصور الأعجم ، قال له : يا حسن بدخل عيالي المدرسة ، قال : هات الدوسيات ( ملف زمان ما فيه ) قال : كلهم عيالك ، قال : هذا ولد إبراهيم أبو هادي ، وهذان عيالي ، وقد اشترى لي دوسية من الطريق ، وحولنا للمستوصف وكان في مبنى الشيخ / حسين بحري يرحمه الله غرب بنك الراجحي ، وأول حصة درسنا الأستاذ / حسن .. ورددنا وراه درس وزرع ووزن وبعدها درسنا مدرس عراقي اسمه حسين المعموري . كان رحمه الله يشجعنا حتى في آخر حياته ، وأذكر آخر مرة دار بيننا حديث ، حيث وجدته في عزاء الشيخ جبريل حكمي يرحمه الله ، سلمت على رأسه ، وقلت له : معك ضيف الله مهدي ، قال لي : مبروك الدكتوراه ، والله فرحت يوم سمعت أنك حصلت على الدكتوراه ، قلت : ما هي غريبة عليك يا أستاذنا فأنت طول حياتك تشجعنا ، قال : أسمع أنك تكتب مواضيع في الأنترنت ، وقالوا لي : أنك كتبت عن عشرين ألف صحابي ، قلت : نعم ، فقد قدمت حوالي عشرين ألف صحابي وثمانمائة صحابية ، ولكنها ليست من رأسي ولكن من كتاب الاصابة لابن حجر ، قال : المهم قدمتها للناس ويا ليت تطبعها . قلت : والله أتمنى .
هذا آخر حديث دار بيني وبينه وكان في العزاء للشيخ جبريل حكمي يرحمه الله . ثم لم ألتق به مرة ثانية ، حيث اشتد به المرض وأنا أنشغلت . يرحمه الله رحمة واسعة ، رجل أحبه كثيرا .
أقامت مدرسة الزبير بن العوام حفلا تكريميا له وحضر بعض أبنائه وبدأ الحفل بمباراة في كرة القدم شاركت فيها أنا وقدمت ليلتها منشورا عنه وحضر الحفل مدير مكتب التعليم في بيش حينها الأستاذ عبد الله الشاجري وحضر الأستاذ جابر عايل عداوي وعدد من المشرفين ومعلمي المدرسة والكابتن المدرب المصري مدرب نادي بيش محمد فوزي وجمهور غفير .
رحم الله أستاذنا رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى