الثقافيةمقالات

أعلام من بيش الأستاذ .. يحيى عبسي يرحمه الله

الأستاذ يحيى بن عبسي شامي يرحمه الله
درست أنا والأستاذ يحيى عبسي في مدرسة الجندلي ، مدرسة بيش الإبتدائية ، وأكملنا المرحلة المتوسطة سويا في مدرسة بيش المتوسطة ، وبعد نجاحنا من الكفاءة المتوسطة هو ألتحق بمعهد المعلمين في جيزان وأنا ألتحقت بمدرسة بيش الثانوية.
كان شخصا مرحا ونشيطا ورياضيا ، حتى أطلقنا عليه اسم سعد الحوطي لاعب منتخب الكويت وكان سعد نجم لا يشق له غبار . لعب يحيى لكثير من الفرق الرياضية في بيش. وآخر فريق لعب له كان فريقنا ( الترجي )، وكان ملعبنا بالقرب من دوار العلم عند هيبر أماسي وبالتحديد مكان الغاز .
الأستاذ يحيى من الأشخاص المتدينين منذ نعومة أظفاره ، وكان الشيخ الأستاذ عبد الله علي الشرفي ( عبد الله خياط ) من الأشخاص المشجعين لنا على التدين والزهد ونحن في مرحلة الطفولة !!.
وكنا نطلق عليه اسم عبد الله خياط لتشابه قراءته مع قراءة إمام الحرم الشيخ عبد الله خياط وحتى الشكل تقريبا .. كان من المحافظين على صلاة الضحى وعرفناها من هذا الشيخ الجليل .
الأستاذ يحيى عبسي يرحمه الله تخرج في معهد إعداد المعلمين في مدينة جيزان وعين معلما ، ولكن بداياته لا أعلم أين لأني كنت أيامها في الجامعة .. ولكن أطول مدة قضاها معلما في مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية في بيش.
كنّا إذا التقينا تذهب الساعات الطويلة ونحن نتذكر طفولتنا ودراستنا وزملائنا المقدم محمد أبو هادي يرحمه الله والعميد علي عبادي وعبده فارس وبقية الزملاء تصل حد البكاء . كان طيب القلب رقيق جميل يخاف من الله كثيرا . فإذا ذكرته بالله لا يتركك حتى تسامحه ولسان حاله ممكن أخطأت عليك وأنا ما أدري !
إنسان عظيم وهو ممن ذهب ضحية فايروس كورونا في بداية انتشاره .
يوم وفاته كتب عنه الشيخ محمد بن يحي مريع شيخ قبيلة الفقهاء في بيش ، هذه السطور : ” جار الطفولة والشباب الاخ الغالي يحيى عبسي شامي إن العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقك أبا محمد نعم الاخ والجار نعم التقي النقي نعم الناصح الصالح نعم كثير الخطى للمساجد نعم الصائم القائم نعم حمامة المسجد نعم متعهد القرآن دوماً وأبداً نعم الأخلاق والأدب والحياء نعم الرجل البشوش صاحب البسمة المشرقة التي لاتفارق محياه ولم أره يوماً مقطب الجبين أو عابس الوجه حديثة لايمل فهو دوماً مرشداً ناصحاً مذكراً بالأخرة يحب سيرة رسول الله صل الله عليه وسلم وسير الخلفاء الراشدين والتابعين يسأل عن الصغير والكبير وآخرها ليلة البارحة كان مهاتفاً الأخ محسن مريع مرتين مرة بعد العشاء والثانية الساعه ١١ ليلاً رد عليه الاخ محسن قال حبيت أسأل عن جماعة المسجد كيف حالهم طمنا قال له طيبين واتصل بعدد من الأخوة والأهل والأصدقاء يا الله يا أبا محمد كنت مودعاً للجميع لم تنم عينك حتى تطمن على جيرانك كبيرهم وصغيرهم، إنها الخاتمة الحسنة إن شاء كان في بيته عازلاً نفسه عن أهله عندما طلع التحليل أنه مصاب بكورونا حالته الصحية طيبة كانت ولكن كان الوداع الأخير والرحيل إلى جوار ربه وبعد تناول طعام الغداء ليأخذ قسطاً من الراحة فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها .. عفوك ربي ورحماك بعبدك العابد الزاهد في الدنيا ، ونحن نشهد بكثرة خطاه للمساجد وهذه من علامات الإيمان وهي شهادة لله وإننا نشهد ياإلهي أنه مؤمن وصالح وأنت الغفور الكريم والرحمن الرحيم اللهم أن حبينا يحي عبسي بين يديك وأنت العفو الكريم فأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأجعل قبره روضة من رياض الجنة والهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون “. بكيت على كلمات الشيخ وأنا أنسق كلمته .
وكما قلت مسبقا الأستاذ يحيى عبسي عمل معلما سنوات تزيد على الثلاثين عاما ، وتقاعد في مدرسة الزبير بن العوام .. والأستاذ يحيى عبسي كان لاعب كرة قدم من الدرجة الممتازة وكان يلعب في خانة الوسط الأيمن ، ومن تميزه ومهاراته لقب بسعد الحوطي وهو لاعب منتخب الكويت في دورات الخليخ الثانية والثالثة والرابعة وكان لاعبا متميزا . ومثل فرق عديدة من بيش واعتزل الكرة مبكرا .. أما كمعلم فكان من خيرة المعلمين بمدرسة الزبير بن العوام الإبتدائية ببيش .. رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى