الثقافية

أعلام من بيش الرئيس رقباء يحيى سالم يرحمه الله

د . ضيف الله مهدي

الرئيس رقباء يحيى محمد سالم يرحمه الله
كنت أفطر صباح هذا اليوم الجميل السبت الموافق ١ من شهر الله المحرم من العام ١٤٤٤هـ على ساحل البحر الأحمر قرب قرية عمق ، حيث مسافر مسافر إلى محافظة جدة .. وكنت أردد بعضا من أبيات ابن زريق البغدادي ( أستودع الله في بغداد لي قمراً) فتداعت المعاني يصحبها بعض الدمعات التي لم تتجاوز حدود العين ، حتى وصلت لعام ١٣٩٦هـ ، يوم أن ركبت في جيب لطالب فلسطيني اسمه بسّام عائدين من المدرسة هروبًا عند الساعة العاشرة صباحا فلما نظر إلي بسّام ، قال باللهجة السعودية – وقد تربى وترعرع في قرية السلامة العليا – أنت وش جابك معنا ؟ يا الله أنزل !!
وكنت عند بيت الوالد سياني يرحمه الله والوالد حسين أبو علوان وقد كنت قريبا من البيت ، ما غير أعق المقبرة وإذا أنا عند المرمادي الكبير عند عشة الوالد ابراهيم سويد زوج فاطم البصيرة يرحمهم الله .. قال شاب أسمر وسيم يركب معه في الغمارة : والله ما تنزل ولد أبوي محمد هنا ! أمتثل للقسم وأوصلوني حتى زرب الوالد حسين الخرمي يرحمه الله عند الفجارة وقلت ذاااك بيتنا نزلوني ! كانت أمي يرحمها الله خارجة من عند الوالدة جميلة فطاولها كيف قايلة يا ولدة صالحة هاك ولدك اليوم روحوا علينا بدري . أعطاني العذر أيضًا لا أحصل ديم من ولدتي !!
مشيت مع ولدتي وقلت من هو هذا الذي رد عليك ؟ قالت : يحيى سالم !!
صار يحيى سالم سندًا لي في أي موقف كنت في المدرسة أو في أي مكان كان وكنت.
كنت أنا أدرس في الصف الأول المتوسط حينها وفي العام ١٣٩٦هـ .. ويحيى في الصف الثالث متوسط وكان مدير المدرسة المتوسطة الأستاذ علي بن موسى خرمي ، لأن الشيخ محمد حسين هجنبي الشماخي قد ذهب دورة الإدارة المدرسية سنة كاملة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة أو جامعة أم القرى في مكة المكرمة ..
المدرسة أعلنت عن القيام برحلة مدرسية لوادي شهدان .. من المعلمين الذين أتذكرهم ذهبوا للرحلة الأستاذ علي خرمي مدير المدرسة والأستاذ عمر محمد صالح أبو الجدايل من مكة المكرمة ودرسني التاريخ والجغرافيا نفس العام فقط وفي السنة التالية جاء بدلًا عنه أستاذ الأجيال الأستاذ عيسى جِبْرِيل عبادي .
وممن ذهب معنا للرحلة يحيى محمد سالم وعدد من الطلاب منهم ابراهيم دريبي وأحمد عداوي وولد عمتي الله يرحمه المقدم محمد أبو هادي ومعنا فنان اسمه محمد درويش .. كانت رحلة ممتعة لا تمحى من ذاكرتي أمتعنا محمد درويش بفنون الغناء وأمتعنا يحيى سالم بفنون الرقص ، فهو يعد الراقص الأول في بيش من وجهة نظري وكنا نحضر الأهواد في العطل الصيفية لنستمتع برقص يحيى .. أبو الجدايل أنتشى حتى قام يرقص !
نجح يحيى من الكفاءة المتوسطة والتحق بالدفاع الجوي في محافظة جدة أو البحرية ومن هناك أبتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. وقد دونته في الأوائل ( أوائل بيش ) بأنه أول بيشي يبتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ويسيح هناك في الأرض جمالا ، ليعود محملا باللغة الإنجليزية ولا يشق له فيها غبار والذي حلف أنه لم يستطع كتابة اسمه صح في ورقة الإجابة في اختبار الكفاءة المتوسطة !
عاد وعين في محافظة ينبع برتبة وكيل رقيب ثم ترقى وهناك وفي جدة عاش أجمل حياته وقد تزوج وأنجنب هناك ، ولم يترك زيارة أهله في بيش في مناسباتهم الفرائحية والحزينة .. لتفاجئنا الأخبار من ينبع قبل ما يقارب ١٥ سنة بوفاته فرحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى