الأستاذ إبراهيم بن قاسم بن إبراهيم هملان.
يمتد به النسب الكريم حتى ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب الخليفة الراشدي الخامس رضي الله عنهم الذي حقن به الله دماء المسلمين وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في بيش ثم أكمل تعليمه في معهد إعداد المعلمين بمدينة جيزان .
هذا المعلم أمضى في التعليم أكثر من ٣٥ سنةً إن لم تخن الذاكرة وتخرج من تحت يده أجيال وأجيال ..
أنا عرفته وهو مدير لمدرسة أم الدفين الإبتدائية ، قدم خدمات وأعمال كثيرة .. أم الدفين تقع شرق وادي بيش بالقرب من مسلية ، قرية جميلة من أحب القرى إلى نفسي حتى كنت أشعر بسعادة عندما أدخل هذه القرية ..
الأستاذ إبراهيم يستيقظ صلاة الفجر وبعد الصلاة يمر على منازل بعض الطلاب والمعلمين ويأخذهم في سيارته ويذهب بهم إلى المدرسة ، وبعض الأيام يجد الوادي ممتلئ بالسيول فيذهب إلى مدرسته عن طريق الحقو وطريق الفطيحة .. ويستمر الوضع أياما وليالي وليس يوما واحدًا ولكن قدر يتغلب على الظروف حتى المعلمين كان يذهب يصحي البعض منهم لكي يداوم .
مرة وجدته الساعة الخامسة مساء وهو ينزل بعض التلاميذ فقلت الآن روحت قال نعم قلت : ولماذا ؟ قال : السيل مقفل علينا من كل الأماكن ولقيت لي فكة من جهة دولة ومشينا للفطيحة ثم الحقو حتى وصلنا بيش .
في عام ١٤١٤هـ ذهبنا إلى مكة المكرمة كنت أنا أدرس دبلوم التوجيه والإرشاد وهو ومحمد ابراهيم فَقِيه ومغبش سلطان يدرسون في دورة الإدارة المدرسية ، وكانت تلك السنة من أجمل سنوات العمر ..
تقاعد أبو حسن بعد سنوات زاهية رباعية وزاخرة بالعطاء والنجاحات .. كل هذا العطاء وهذا التميز وهو لا يستطيع الجلوس ( القرفصاء ) والحركة السريعة نتيجة تعرضه لحادث في بدايات حياته العملية .
أبو حسن أنموذج فريد من الرجال العمليين.
تمنياتي له بالصحة والعافية الدائمة وطول العمر المقرون بالعمل الصالح.
