حوارات

د.عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي في حوار حول الإكتئاب النفسي والانتحار

هل أصبح “الإكتئاب النفسي والإنتحار”هو مرض العصر، ولماذا زادت معدلاته،وماهي أعراضه وآثاره السلبية على المريض،وكيف يمكن مواجهته والتخلص م نه؟       
لقد أنعم المولى سبحانه وتعالى على الإنسان بالعقل ومنحه القدرة على التفكير والتعلم والإختيار وجعله أكثر مخلوقاته قدرةً ووضوحاً في التعبير عن أحاسيسه ومشاعره،ولقد ذكر المولى سبحانه وتعالي كثيراً من هذه المشاعر الإنسانية وسلوكيات الناس في القرآن الكريم حيث جاءت كثير من الآيات التي تتحدث عن الإحساس بالفرح والسعادة أو الإحساس بالإكتئاب والحزن سواء في الحياة الدنيا أوفي الآخرة مثل قوله تعالي:”يوم يأتي لاتكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد”،وقوله: “وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض”،وقوله:”قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”، وقوله:”ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله”،ولقد أنزل الله آيات أخرى تتحدث عن مشاعر الحزن كما في قوله تعالي:”لايحزنهم الفزع الأكبر” – كما جاء أيضاً في سورة يوسف ما يذكرنا بحزن سيدنا يعقوب عند فقدانه لإبنه سيدنا يوسف عليهما السلام في قوله تعالي:”وتولي عنهم وقال يا أسفي علي يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم”، وقوله تعالي:”قال إنما أشكوا بثي وحزني إلي الله”.
وكما نلاحظ الآن أن الأمراض النفسية والعصبية قد أصبحت هي الأكثر إنتشاراً بين الناس عن باقي الأمراض العضوية الأخري والتي انخفضت معدلاتها كثيراً نتيجة للتقدم الكبير في مجال الطب من ناحية ووسائل التشخيص واكتشاف هذه الأمراض مبكراً حتى قبل حدوث الحمل وأثناءه مع تطور أساليب الوقاية منها التطعيمات والمضادات الحيوية والجراحات،وما إلى ذلك،وفي المقابل نجد أن هناك زيادة في معدلات الأمراض النفسية في الوقت الحالي حتى أصبحت هي سمة العصر،ولانبالغ إذا قلنا أنه ربما يجتاح العالم وباء من الإضطرابات النفسية في الفترة القادمة في ظل الآثار السلبية لما نراه من زيادة الصراعات بين الناس و اشتداد الأزمات المادية وتراكم الضغوطات الاجتماعية من بطالة وفقر وغلاء أسعار وظلم وقهر وكثرة المشاكل الأسرية كالطلاق والخيانة الزوجية واضطراب العلاقات الأسرية والإجتماعية بين الناس على مستوى العالم ككل مع زيادة معدلات الكوارث الطبيعية وشدتها كالزلازل والأعاصير والفيضانات وما تسببه من دمار وموت وضياع الأموال وغلاء المعيشة وتراكم الديون وتشريد للناس وتفشي المجاعات والحروب بين الشعوب بعضها البعض أو حتي اشتعال الاقتتال والاحتراب الداخلي بين طوائف الشعب الواحد نفسه وظهور كثير من الأوبئة الفتاكة وآخرها وباء كورونا وما أحدثة من وفيات وغلق المحلات وحبس الناس في البيوت!!،وكل ذلك
بلا شك سوف يؤثر حتما على هدوء نفوس وراحة بال كثير من الناس،وبالتالي تتزايد مسببات الإكتئاب والقلق والخوف والهلع وباقي الأمراض النفسية. 
مرض الاكتئاب النفسي يعتبر من أخطر الاضطرابات النفسية وخصوصا لو أنكر الشخص أنه مريض نفسي ويعاني من حالة اكتئاب ورفض استشارة الطبيب النفسي،والآن نجد أناس كثيرون يعانون من حالات اكتئاب ولكنهم للأسف يهملون اللجوء للعلاج النفسي ويستمرون في مواصلة حياتهم بطريقة سلبية فينعزلون عن الناس وقد يصل بهم الحال بالتفكير في إيذاء أنفسهم فينتحرون أو حتي يقومون بمحاولات انتحار أو إيذاء بعض المحيطين بهم. 
هناك الكثير من الشخصيات العالمية المشهورة عانت من الاكتئاب النفسي وتلقوا علاجاً دوائياً لهذا الغرض،ومنهم على سبيل المثال:ونستون تشرشل، جورج بوش الإبن،هاريسون فورد،أبراهام لينكون،إسحق نيوتن،بيتهوفن،نابليون بونابرت، فان جوخ،إرنست همنجواي، ريتشارد نيكسون،سعاد حسني، مارلين مونرو.
لقد أصبح الاكتئاب النفسي هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في الوقت الحالي كما تؤكد الدراسات العلمية أن منظمة الصحة العالمية توقعت عام 2013 بزيادة معدلات الإكتئاب النفسي في العالم في المستقبل وسوف يرتفع أكثر عما هي عليه الآن حتى  أن الاكتئاب سيصبح هو السبب الأول للوفاة قبل أمراض القلب بحلول عام  2020.
واليوم سوف نحاول معرفة جوانب هذا المرض الذي يلقي بظلاله السوداء علي كثير من الناس وذلك من خلال طرح بعض التساؤلات المهمة عن هذا المرض على الدكتور عزت عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض ليقوم بتوضيحها ويكشف لنا بعض الجوانب المهمة لمرض الإكتئاب النفسي.
*مامعدلات انتشار الاكتئاب؟ 

  • عادة قد يصاب 20% من الإناث و12% من الذكور بنوبة من الكآبة خلال أي مرحلة من حياتهم على أقل تقدير،وهناك نسبة تكاد تكون ثابتة في أي مجتمع من المجتمعات البشرية مفاده أن 5% إلى 10% من الأناث و3% من الذكور يعانون من نوبة إكتئاب كبرى وهذه النسبة تعتبر عالية جداً مما يجعل نوبة الاكتئاب الكبرى من أكثر الأمراض النفسية انتشارا.
  • إن الاكتئاب ينتشر في أي مجتمع بمعدل يتراوح ما بين13-20% من السكان،ومن هؤلاء الناس هناك 7% يعانون من حالات اكتئاب نفسي شديدة وهذه الدراسات شملت العديد من دول العالم ويبدو من بعض الدراسات أن الدول تتفاوت فيما بينها في معدلات الاكتئاب ولكن عموماً وبكل المقاييس تبقى هذه النسب مرتفعة وقد يكون معدل الإكتئاب في العالم العربي فى الحد الأدنى لأنه لا تزال يتواجد فيه الكثير من القيم والتقاليد والروابط الأسرية والاجتماعية الجيدة والتمسك بالدين والتمتع بدرجات عالية من الإيمان بالله والإلتجاء إليه – كما أن وقوعه في أكثر مناطق الأرض تعرضاً لأشعة الشمس–كل هذه الأمور تعطي نوعاً من الحماية للمجتمع العربي من حدوث الإكتئاب النفسي،ولكن مع ما نراه الآن في بعض هذه البلدان العربية مع تردي الظروف المعيشية قد يجعل نسبة الإكتئاب النفسي تزداد في العالم العربي في الفترة الحالية،وخلال المرحلة المقبلة أيضاً إذا إستمرت هذه الظروف الإجتماعية الصعبة التي تعيشها هذه الشعوب العربية.
  • من المعروف أن الاكتئاب النفسي قد يصيب أي إنسان في أي مرحلة من العمر ولكنه غالباً مايكون أكثر ظهوراً في العقد الثالث والرابع من العمر،وهذه الفترة هي قمة سنوات العطاء عند معظم الناس،ومن المعروف أن الاكتئاب النفسي أكثر انتشاراً بين النساء عنه بين الرجال بثلاثةأضعاف على الأقل،كما أن غير المتزوجين والأرامل والمطلقين هم أكثر عرضة للإكتئاب عن المتزوجين وخصوصاً من الرجال أما بين النساء فيبدو أن الزواج مقابل عدم الزواج قد يزيد من فرص الاكتئاب،كما أن هناك ميلاً لفئات معينة من الناس لإظهار حالات الاكتئاب أكثر من غيرها،مثل الأشخاص ذوي الشخصيات المتطرفة،أوالذين يعانون من أمراض مزمنة أوأمراض خطيرة،وكذلك الذين يتعاطون المسكرات والمخدرات كما ترتفع معدلات الاكتئاب بين نزلاء السجون.
  • أمابالنسبة للطبقات الاجتماعية والثقافية فمن الواضح أن جميع الطبقات قد تصاب بالاكتئاب، مع أن هناك بعض المؤشرات تفيد أن الطبقات المتوسطة هي الأقل عرضة للاكتئاب والانتحار مقابل الطبقات الأقل حظاً وطبقات المجتمع العليا،وهي تلك الطبقات الواقعة على طرفي السلم الاجتماعي والاقتصادي. 
    *ما هي أسباب الاكتئاب؟
    تعتبر الوراثة سبباً رئيسياً من أسباب الإصابة بالمرض ولكن للآن لايمكن معرفة الأسلوب الدقيق لنقل الجينية المسؤولة عن الكآبة ويعتقد أنها قد تنتقل بواسطة مورثات جسمية مهيمنة(جينات جسدية سائده) أومورثات جنسية محمولة على الكروموسوم X. •من العوامل المؤدية لحدوث الاكتئاب وجود خلل في توازن الناقلات العصبية  Neurotransmitters  المسؤولة عن تنظيم وظيفة أو إيقاع خلايا المخ في مركز الانفعالات المسؤولة عن الحالة المزاجية ومن أهم هذه الناقلات العصبية مادة السيروتونين التي لو انخفضت عن المعدلات الطبيعية تؤدي إلى ظهور أعراض وعلامات الكآبة وقد تم التركيز على هذا الناقل العصبي مؤخراً حيث تعتبر أدوية مضادات الإكتئاب التي تساهم في رفع نسبة مادة السيروتونين من أكثر الأدوية استخداماً لعلاج الكآبة في العالم حالياً. •هناك عوامل محفزة لحدوث الإكتئاب مثل الضغوط والتوترات الخارجية ومن أهمها فقدان شخص عزيز وفقدان مستوى اجتماعي أو اقتصادي معين والشعور بالذنب نتيجة للإحساس بخرق ضوابط اجتماعية أودينية والانفصال من علاقة عاطفية والقيام بوظيفة معينة تكون أما تحت أوفوق قدرات الشخص-لكن هذه العوامل الخارجية عموماً لا تؤدي في جميع الأحيان إلى الإصابة بمايسمى نوبة الإكتئاب الكبرى وإنما تؤثر فقط على الأشخاص الذين يملكون عاملي الوراثة والخلل في توازن الناقلات العصبية. •يعتبر تناول المشروبات الكحولية وبعض الأدوية عاملاً مهما في حدوث الكآبة ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض الناس الذين يتعرضون لعوامل توتر خارجية باللجوء للمشروبات الكحولية لكي تخلصهم من حالة الحزن ولكن للأسف ومن الثابت طبياً أن الكحول يساعد بصورة أولية فقط للوصول إلى نوع من حالة الابتهاج الكاذب بنسيان هذه المشاكل مؤقتاً إلا أن هناك سلسلة من العمليات الكيمياوية بعد ساعات من تناول الكحول تحدث في الكبد فتؤدي إلى تكوين مواد كيميائية تسبب الكآبة فيما بعد!!.،كما أن هناك مجموعة من الأدوية قد تسبب في حدوث الكآبة مثل أدوية السرطان وبعض أدوية الضغط أوالقلب أوأدوية علاج اضطرابات المناعة وعلاج حب الشباب وعلاج فيروس سي وخلافه. •قد يكون من جنس الإناث أحد العوامل المهيئة لحدوث مرض الاكتئاب-وقد يتصور البعض أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الذكور ولكن هذا التصور يعتبر خاطئاً-حيث أن طبيعة المرأة وميلها للتحدث عن مشاعرها بطلاقة أكثر من الرجال قد يوحي بشيوع تشخيص مرض الإكتئاب أكثر بين الإناث عنه بين الرجال– وذلك مقابل تحفظ الرجال عند الحديث عن معاناتهم بحالات الإكتئاب!! •قد تحاول المرأة الإنتحار بإيذاء نفسها جسدياً بمعدلات أعلى عن الرجال ولكن في الواقع فإن من ينجح في الانتحار بين الرجال يبلغ 3 أضعاف ما بين الاناث!! •فترة ما بعد الولادة في الأمهات نتيجة للاضطرابات التي تحدث لمستويات الهرمونات في جسم المرأة الحامل بعد الولادة فقد يصاب 10% من النساء عادة بأعراض الكآبة في هذه الفترة. •كما أن الإصابة بإعاقات أو أمراض أوعاهات جسدية حادة أومزمنه وهناك قائمة طويلة من هذه الأمراض الجسدية التي تؤدي إلى الكآبة غالباً نتيجة للطبيعة المزمنة للمرض أو الطبيعة الحرجة للمرض أو نتيجة لاستعمال أدوية معينة في العلاج تؤدي بصورة غير مباشرة إلى ظهور أعراض الكآبة. *وماأنواع الإكتئاب؟
    من المعروف أن الإكتئاب النفسي لايمكن القول أنه عبارة عن مرض واحد بل هو في الحقيقة عبارة عدة أنواع يتداخل بعضها مع بعض،ولكن تبقى أعراض الكآبة قاسماً مشتركا بينها،ومن هذه الأنواع مثلاً:
    •حالات الحزن القصيرة Minor Depressive Disorder وهذه الحالة لاترتقي إلى مستوى نوبات الإكتئاب الكبرى لكونها تستمر لفترة أقل من أسبوعين ويظهر على الشخص 5 من الأعراض الكافية لتشخيص نوبة الإكتئاب الكبرى ولكن لا يصاحب هذه الفترة من الحزن أي تأثير على الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد وهذا النوع عادة مايكون سببه عوامل توتر خارجية،ومن أهمها فقدان مستوى اجتماعي أو اقتصادي معين أوخرق ضوابط اجتماعية أودينية وما يتبعه من شعور بالذنب أوالانفصال من علاقة زوجية أوعاطفية أوالقيام بوظيفة قد تكون إما تحت أو فوق قدرات الشخص- فأي من هذه العوامل الخارجية لو أدت إلى نوبة من الكآبة لمدة أكثر من أسبوعين واجتماع 5 من أعراض نوبة الإكتئاب الكبرى ولم يتمكن الشخص من مزاولة نشاطاته الاجتماعية والمهنية فإن ذلك يرتقي بالحالة إلى مصاف نوبات الاكتئاب الكبرى.
    •حالات الاكتئاب الحداديGrief Reaction وهو حالة من الحزن نتيجة موت أو فقد شخص عزيز-حينما يشعر بعض الناس بمجموعة من مشاعر الحزن تفوق في حدتها فترة الحزن القصيرة ولكنها لاترتقي إلى مصاف نوبة الإكتئاب الكبرى–خلال نوبات الإكتئاب الحدادي يشعر البعض باضطراب في النوم وفقدان الشهية وفقدان الوزن والشعور بالذنب لأن الشخص لم يقم بما فيه الكفاية لمنع الموت عن المتوفي أوالشعور بعدم وجود قيمة له بعد رحيل الشخص المتوفى وخمول شديد يمنع الفرد من مزاولة نشاطاته اليومية وقد تحدث تخيلات في بعض الأحيان أنه قد شاهد أو سمع صوت المتوفى،كما لو كان لايزال علي قيد الحياة ويختلف طول فترة الحزن الطبيعية على شخص متوفي من مجتمع  لآخر حسب الثقافة والمعتقدات ولكن هناك حد قد أجمع عليه معظم الأطباء النفسيين أنه فترة شهرين وعلى هذا الأساس إذا استمرت هذه الأعراض المذكورة لمدة تزيد على الشهرين،وكانت لها تأثيرات سلبية على الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد فإنها ترتقي إلى مصاف نوبة اكتئاب كبرى تستلزم العلاج النفسي اللادوائي وقد يحتاج للعلاج الدوائي بمضادات الإكتئاب.
    •نوبة الاكتئاب الكبرى:هي التي يعاني فيها المريض من أقصي درجات أعراض الاكتئاب والتي تستمر لفترة ستة أشهر في المتوسط وتتطلب العلاج النفسي للتغلب عليها حتى تتلاشى ويعود الشخص لحالته الطبيعية.  
    •حالات اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum depression‏ وهذه الحالة قد تحدث بسبب التغيرات الكبيرة في نسبة الهرمونات في جسم الأم بعد الولادة فقد تشعر معظم الأمهات بفترة حزن خفيفة خلال الأيام العشرة الأولى،وخاصة بعد ولادة الحمل الأول إذ تضيف لها الولاده شعورا بأنه قد حدث تغير كبير في مسار حياتها إضافة إلى عامل تقلب مستوى الهرمونات وبالتالي حدوث نوبة من الحزن تسمى عبوس ما بعد الولادة Post Partum Blues وهذه الحالات تعتبر من الأمور العادية المتوقعة!،ولكن هناك نسبة 1 من 500 إلى 1000 من الأمهات يكون الحزن أكثر حدة حيث يؤدي إلى عدم مقدرة الأم علي العناية بطفلها مع حدوث تقلبات حادة في مزاج الأم وتكون حريصة أكثر من اللازم علي حماية الطفل والخوف عليه،ويكون هذا الحرص سبباً في عدم تمتع الطفل بقسط كافي من النوم والخوف الشديد من أن يصيب الطفل أي مكروه،وهنا يكمن الخوف من أن نتركها وحيدة مع الطفل ويكون الوصول إلى هذه الحالة غير الطبيعية شائعاً أكثر في الأمهات اللواتي كن يعانين في السابق من نوبة اكتئاب كبرى،وهناك احتمالية تصل إلى 50% أن تتكرر هذه الحالة في المستقبل عندما تصبح الأم حامل مرة أخرى وهذه الحالة كبقية الحالات قد تصل حدتها إلى نوبة الاكتئاب الكبرى إذا توفرت الشروط المطلوبة لتشخيص نوبة الاكتئاب الكبرى.
    •اضطراب العاطفة الموسمي Seasonal affective disorder‏ ويمكن اعتبار هذا النوع من الكآبة أحد الفروع الثانوية من نوبة الإكتئاب الكبرى إذ تظهر نفس الأعراض والشروط المطلوبة للتشخيص مع فرق واحد هو ارتباطها بفصل معين من فصول السنة،وعادة ماتبدأ نوبة الإكتئاب الكبرى في موسم الخريف أوالشتاء وتنتهي بحلول الربيع وفي حالات نادرة تبدأ في الصيف وتنتهي في الشتاء ولتشخيص هذا النوع يجب أن تكون العلاقة بين الموسم ونوبة الإكتئاب الكبرى موجودة على الأقل لمدة سنتين مع عدم الإصابة بنوبة الإكتئاب الكبرى في مواسم أخرى من السنة،ويجب ألايكون مرتبطاً بعوامل خارجية حدثت في ذلك الموسم،وإن أعراض الكآبة الموسمية عادة ما تكون الشعور بعدم الفرح مع الخمول وكثرة الأكل وخاصة الحلويات وينتشر هذا النوع من الكآبة عادة في المناطق الباردة ذات الشتاء الطويل.  
    •إضطراب المزاج الحزين المزمن Dysthymia وهو عبارة عن نوع من الكآبة يكون فيه الشخص متطبعا بصفة الحزن الخفيف والتي لاترقى في حدتها إلى حالة نوبة الاكتئاب الكبرى ولكن لابد أن تستمر لفترة طويلة-على الأقل لمدة سنتين متواصلتين من المزاج المتعكر أوالحزين في معظم أيام السنة-ومن صفات هؤلاء الأشخاص ضعف الثقة بالنفس وعدم الإحساس بالمتعة أوالبهجة وضعف التركيز ونقد الذات بكثرة مع عدم الثقه بقدراتهم الذاتية ونوم مضطرب مع شهية مضطربه إما عالية أو معدومة وشعور بانعدام الأمل بأي إمكانية لمستقبل مشرق.
    •نوبة الكآبة كجزء من مرض اضطراب المزاج ثنائي القطب Bipolar Depression حيث يعاني الشخص من نوبات اكتئاب شديدة بكافة أعراضها الإكتئابية،ولكن لابد أن يتبادل معها نوبات هوس(مرح أو ابتهاج)-ولتشخيص مرض ثنائي القطبيه يكفي حدوث نوبة هوس واحدة للمريض علي الأقل طوال فترة حياته.
    *وما أعراض الاكتئاب النفسي؟
    يمكن تلخيص أعراض الإكتئاب النفسي كالتالي:  •الشعور بالإحباط والزهق والملل. •الهم والضيق والحزن وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة •اضطرابات بالنوم وقد تكون في صورة صعوبة في النوم أو كثرته. •اضطرابات بالأكل فقد يكون فقدان الشهية للأكل أو الإفراط في الأكل بشراهة. •الإحساس بالاجهاد والارهاق وسرعة التعب من أي مجهود •صعوبة في التركيز والتذكر وعدم القدرة علي اتخاذ القرارات. •نظرة تشاؤمية للماضي والحاضر والمستقبل •التفكير في إيذاء النفس أو المحيطين كالانتحار أوالقتل •الإحساس بالتبلد أو العصبية الدائمة وسرعة الغضب. •الشعور بعدم الرضا والإحساس الدائم بالذنب وتأنيب الضمير. *هل يستطيع الشخص أن يعرف إن كان يعاني من حالة إكتئاب نفسي أم لا؟
    من المؤكد أن شعور الشخص بحالة من السلام النفسي والطمأنينة والرضا والسعادة وحبه للدنيا ومشاركته الإيجابية مع الأهل وباقي الناس ويمكنه الضحك والاسترخاء والتفكير في أناس يحبهم والتفكير في شيء جيد يفعله في المستقبل والاستمتاع بالترفيه ومشاهدة مناظر جيدة وإذا كان يمكنه النوم العميق ليلاً ويأكل بصورة طبيعية، ويمكنه الاستماع إلى الموسيقى أوممارسة هواياته والابتسام للآخرين والتفاعل الإيجابي مع الأحداث السارة في الأسرة أو مع الأصدقاء فهذا كله بالطبع يدل علي شعور عام بالسعادة وكلها علامات هامة تشير لعدم وجود أي اكتئاب نفسي لدى الشخص وأنه شخص طبيعي بإذن الله.                               
    ماهي التأثيرات السلبية للإكتئاب علي الشخص المكتئب؟ 
    من المعروف أن معاناة ألم الإكتئاب النفسي أشد إيلاماً من المرض العضوي،وقد يكون الإكتئاب النفسي من أسوأ الأمراض تأثيراً على المريض حيث يجعله حبيس المنزل ولا يستطيع الذهاب للعمل،يعاني من صراعاته مع نفسه ويجتر آلامه وأحزانه ومعاناته في صدره مع حالة سيئة من لوم الذات وتأنيب الضمير-كما أن الإكتئاب المزمن قد يؤدي لحدوث كثير من الأمراض العضوية مثل:الضغط والسكر وقرحة المعدة والتهاب القولون وربما الذبحه الصدريه والسكتات القلبيه والدماغية في الحالات الشديدة وربما يساعد في إضعاف مناعة الشخص فيصبح فريسة للأمراض المناعية بما فيها الأورام حفظنا الله جميعا من أي مكروه ومن أسوأ توابع الإكتئاب النفسي الخطيرة التي نخاف منها هو انتحار المريض للخلاص من حالة الإحباط واليأس والمعاناة التي يمر بها. *ماهي العلاقة بين الاكتئاب والانتحار وكيف نمنعه؟ 
    هناك بعض العلامات التي يستدل بها الأطباء النفسيون على أن بعض مرضى الإكتئاب لديهم دافع قوي على الإقدام على الانتحار ومن هذه العلامات إحساس المريض بالضيق الشديد وبأن صبره قد نفذ ولم يعد لدية القدرة على الاحتمال أكثر من ذلك،وهو في هذه الحالة يبدو يائساً مستسلماً ولايرحب بمناقشة مشكلاته أو البحث عن حلول لها إلا الحل بالتخلص من الحياة الذي يبدو أمامه بوضوح وكأنه هو الخيار الأفضل والوحيد-حيث يؤدي المرض لغلق الأبواب أمام المريض لإيجاد أية حلول أخرى وقد يتساءل المريض عن أهمية الحياة وقيمتها ويذكر أنه أصبح بدون سند له في هذه الدنيا وأن الحياة مظلمة ولاتساوي شيئ وأنه لا أمل له في أي مستقبل،ويفسر علماء النفس الانتحار أنه نوع من العدوان الإنساني الذي يرتد إلى النفس بدلاً من توجيهه للآخرين.
    بالرغم أن بعض الأشخاص يقدمون على الانتحار دون أن نعرف عنهم الإصابة بحالات اكتئاب قبل ذلك إلا أن الفحص الشرعي ومراجعة حالات الانتحار تؤكد أن نسبة كبيرة منهم كانوا يعانون من حالات الإكتئاب النفسي الشديد في الوقت الذي أقدموا فيه على ارتكاب فعلة الانتحار،وعلى العكس من الفكرة السائدة حول ارتباط الانتحار بحالات مصحوبة بالبطء الحركي الشديد وهبوط الإرادة قد تسبب عجز المريض عن الإقدام على تنفيذ الانتحار رغم أن الفكرة تدور في رأسه-فقد لاحظ الأطباء النفسيون أن الإقدام على الانتحار يحدث في هؤلاء المرضى بعد أن يتلقوا العلاج حيث يبدأ المريض في التحسن الحركي قبل أن تزول أعراض الإكتئاب عند بداية عملية التعافي وهنا مكمن الخطورة حيث يمكنّه ذلك من تنفيذ عملية الانتحار.
    في الحالات المبكرة من الإكتئاب قد يقوم المريض بإيذاء نفسه حين يلاحظ أن هناك تغيراً هائلاً قد أصابه ولم يعد يستطيع التحكم في حالته النفسية،ويقوم مرضى الإكتئاب بتنفيذ محاولات الانتحار عادة في ساعات الصباح الأولى لأنه الوقت الذي تكون مشاعر الإكتئاب في قمتها،وقد لاحظت دوائر الشرطة في بعض الدول الأوروبية أن حالات الانتحار تقع دائماً في عطلة نهاية الأسبوع وفي أيام الأعياد وتفسير ذلك هو أن إحساس الإكتئاب يزداد عمقاً لدى الكثير من الأشخاص في مثل هذه المناسبات التي يفترض أن تكون فرصة للبهجة والاستمتاع بالحياة،كما لوحظ أيضاً أن نسبة الانتحار تكون أعلى في المدن مقارنة بالمناطق الريفية والسبب هو انعدام الروابط الإنسانية والاجتماعية في المدن المزدحمة مما يزيد من شعور الفرد بالعزلة والوحدة بالرغم أنه وسط زحام من الناس.
    *هل يمكن تفادي حدوث الإكتئاب النفسي؟
    من المعروف أن للاكتئاب أسباب كثيرة أهمها العامل الوراثي ثم العوامل والظروف الخارجية من ضغوط ومشاكل التي تساعد على إحداث المرض في بعض الأحيان،وبالتالي يكون الإستعداد الوراثي للاكتئاب عامل مهم جداً،ولكن قد يمكن تجنب بعض أنواع الإكتئاب إذا ابتعد الشخص عن الضغوط والمشاكل الإجتماعية سواء في محيط الأسرة أو العمل وخلافه. *هل يمكن لمريض الاكتئاب أن يتزوج،وهل يصارح الطرف الآخر بحالته؟
    إن مريض الإكتئاب إذا انتهت نوبة الإكتئاب يعتبر شخصاً طبيعياً تماماً أوشبه طبيعي ويمكنه التوقف عن العلاج النفسي–وفي أحوال كثيرة قد لايصاب بالمرض مرة أخرى، ولكن هناك احتمالية أن تنتكس حالته مرة أخرى في أي وقت وخصوصاً إذا تعرض للضغوط والمشاكل،وبالتالي فإن مريض الإكتئاب بإمكانه الزواج لكن من الأفضل توضيح هذه الأمور للطرف الآخر حتي يكون كل شيئ واضح وعلى بينة دون خداع،وبالتالي تكون الموافقة عن قناعة ثم مراعاة هذه الظروف النفسية فيما بعد بالابتعاد عن اثارة المشاكل أو وضع المريض تحت ضغط نفسي مع دعمه والوقوف بجانبه إذا حدث انتكاسة للمرض.   
    *وماطرق علاج الاكتئاب النفسي؟ 
    العلاج الدوائي بمضادات الإكتئاب أوما يمكن تسميتها مبهجات أومفرحات النفوس:    •من المؤكد أن الدواء وحده لا يحقق معجزة الشفاء التام كما تحاول أن تروج لهذه الفكرة بعض شركات تصنيع الأدوية – فهناك علاجات أخرى غير الأدوية تستطيع مساعدة مريض الإكتئاب–عموماً فيما يلي نذكر قائمة بالأدوية التي تم استعمالها تاريخياً في علاج الإكتئاب بدءاً من أقدم أنواع أدوية الإكتئاب علما أنه في الوقت الحالي يتم استعمال أدوية اكتئاب حديثه كعلاج أولي ذو كفاءة أعلى وأعراض جانبية أقل حيث تقوم برفع نسبة مادة السيروتونين بالمخ وهي أهم مادة مسؤولة عن الحالة المزاجيه. •كانت هناك مجموعة أدوية تسمي مانع الأكسيديز أحادي الأمين Monoamine Oxidase Inhibitors  مثل نارديل وبارنيت وقد قل استخدامها كثيرا الآن،ولكن قد تُستَخدَم فقط إذا كانت الأدوية الأخرى عديمة الجدوى،وذلك لأنّ هناك احتمالية حدوث تفاعلات دوائية قاتلة عند استخدام هذه المجموعة من الأدوية مع أدوية أخرى أوأكل أطعمة أخرى معيّنة أثناء تعاطي هذه الأدوية مثل:الجبن وقائمة أخرى طويلة من المواد الغذائية الأخرى الممنوعة عمن يتطبب بهذه المجموعة من مضادات الإكتئاب. •مضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressant ‏وتتضمّن مثل هذه الأدوية أميتريبتيلين كلوميبرامين وديسيبرامين وإيميبرامين،ولكن لها أعراض جانبية كثيرة مثل تسارع نبضات القلب والدوخة وجفاف الأغشية المخاطية في الفم وأعراض جانبية أخرى وإن كانت ماتزال واسعة الانتشار حتى الآن.  •الأدوية التي ترفع نسبة مادة السيروتونين SSRI’s وتعتبر هذه الأدوية من أكثر الأدوية المستعملة في الوقت الحاضر نظراً لمستوى الأمان العالي لها وتكمن فكرتها في منع إعادة امتصاص السيروتونين الذي يعتبر أحد أهم الناقلات العصبية لمنع حدوث الإكتئاب والقلق وبالتالي ازدياد نسبتها في مركز المزاج والانفعال وبالتالي تحسين الحالة المزاجية والانفعالية للشخص – ومن الأنواع الشائعة لهذه المجموعة من الأدوية:بروزاك ولوسترال وسيروكسات وسبرام وسبرالكس وفافرين. •كما توجد مجموعة أدوية أخرى تعمل علي زيادة ناقلات عصبية أخري مثل:إفيكسور وريميرون وترازودون وببروبيون وفالدوكسان وهذه الأدوية لاتنتمي لهذه الفصائل المذكورة ولكنها تعالج حلات الإكتئاب النفسي. •الدهون غير المشبعة والمنخفضة الكوليسترول ومجموعة فيتنامينات بي عالية التركيز تبين أن لها القدرة على التأثير على الحالة المزاجية لما لها من تأثير على زيادة امتصاص وسائط نقل الإشارة الكيماوية في المخ،حيث أظهرت التجارب إلى أن السمك والزيوت التي تحتوي علي الحمض الدهني أوميجا 3 تساعد في التخلص من الاكتئاب. •لكن المشكلة الرئيسية في استعمال أي دواء لعلاج الكآبة انها تتطلب وقتاً من 4 إلى 6 أسابيع ليظهر مفعولها الإيجابي وفي أحيان كثيرة لايظهر أي تحسن من جراء استعمال دواء معين فيضطر الطبيب إلى تجربة نوع آخر من الدواء ولكن في كل الأحوال الدواء وحده لن يكون له مفعولاً إذا لم يتم محاولة لحل المشاكل والتوترات الخارجية أوبعض الصفات في شخصية الإنسان فعلاج الكآبة هو مجهود جماعي يشارك فيه الطبيب والباحث الاجتماعي والمريض نفسه الذي من المفروض أن يكون دوره قيادياً. هناك عدة أنواع من العلاج النفسي مثل العلاج السّلوكيّ المعرفيّ. العلاج النفسي اللادوائي:         هناك طرق أخرى للعلاج مثل: علاج بالصّدمات الكهربائيّة أو استعمال الإنارة الصناعية أو تحفيز العصب الحائر Vagus Nerve Stimulation أو التحفيز المغناطيسي للدماغ  Magnetic Resonance Stimulation أوممارسة تمارين رياضية كعلاج الإكتئاب حيث قالت دراسة بريطانية إن الأطباء يصفون ممارسة التمرينات الرياضية بشكل متزايد لأولئك الذين يعانون من أعراض الإكتئاب حيث أن التمارين الرياضية تساعد الذين يعانون من الاكتئاب من الدرجة المتوسطة لأنها ترفع من تقديرهم لأنفسهم من خلال تحسين صورة أجسادهم أو تحقيق أهدافهم-كما أن التمارين الرياضية تساعد في إفراز المخ لمواد كيميائية مثل الاندورفين التي تجعل الإنسان يشعر أنه في حالة أفضل وهناك وعياً في الوقت الحالي بين الأطباء لفوائد التمارين وهناك دليل متزايد على فعاليتها،ورد الفعل الايجابي من جانب المرضى  يؤكد على فوائدها الكبيرة. *ولماذا يرفض الناس الذهاب للطبيب النفسي وأخذ الأدوية النفسيه؟
    هذه المشكلة نلاحظها بوضوح في مجتمعنا العربي بالذات حيث أن هناك أسباباً عديدة أهمها الاعتقادات الخاطئة عن المرض النفسي وعن العلاج النفسي ووصمه العار التي تصيب كل من يذهب للطبيب النفسي،ومن هذه الاعتقادات الخاطئه هو اعتقاد معظم الناس ان المريض النفسي إما مجنون أومدمن وأن العلاجات النفسية تسبب الإدمان على هذه الأدوية وقد تؤدي لتلف بالمخ،وبالتالي جاء امتناع الناس عن الذهاب للطبيب النفسي واللجوء للمشعوذين والدجالين!!وكل ذلك نتيجة لهذه التصورات الخاطئة على الرغم من أن المرض النفسي مثل باقي الأمراض العضوية الأخرى وأصبح قابلاً للعلاج والشفاء نتيجة لتحسن كيمياء المخ المسببة للمرض– كما أن الأدوية النفسية مثل باقي ألأدوية الأخرى باستثناء بعض المنومات التي قد تؤدي فعلاً للتعود ونحن كأطباء نحاول تلافيها قدر المستطاع.
    *وهل يستطيع الإنسان أن يمارس حياته الطبيعيه بكل أبعادها ويعيش حياة سعيدة، وكيف؟  
    من الصعب أن يدرك كل إنسان درجات السعادة المطلقة والدائمة مدى الحياة مصداقاً لقول المولى عز وجل:”لقد خلقنا الإنسان في كبد”،ولأنه من الصعب أيضاً أن يولد أي إنسان ويظل في النعمه والهدوء والسعادة وراحة البال ويعيش ويموت ولاتقابله أي مشكلة في الحياة،ولكن لأن الإنسان عموماً يحاول تجنب الألم ويبحث عن اللذة والسعاده طوال حياته، ولذلك يجب أن تكون هناك نسبة عالية من القناعة والرضا عن حياته بكل أبعادها حتى يشعر الإنسان بالسعادة والبهجة والانفعالات السارة والاستمتاع بالحياة بكل مافيها من مجالاتها المختلفة،وهنا يبتعد الإنسان كثيراً عن أي معاناة نفسيه أو جسدية.    من المعروف أن هناك أسباب عديدة تبعث على الشعور بالرضا والإحساس بالسعادة إذا كانت متوفرة فتصبح مبعثاً للشعور بالرضا والسعادة،ومن أهم مصادر الشعور بالرضا والسعادة وجود علاقات اجتماعية مختلفة تتسم بالطيبة والحب والود بين الزوج والزوجة أودعم من أحد الوالدين أوعلاقات المودة والترابط بين الأخوة والأخوات أوالصداقة الحميمة مع رئيس أوزميل في العمل لأن الشعور بالرضا عن العمل بنسبة محدودة بين الناس؛فالقلة هم الذين يستمتعون حقاً بالعمل فبينما كانت السعادة الزوجية أهم مصدر للسعادة كان عدم الرضا عن العمل أهم مصدر للتعاسة،ولكن البطالة في المقابل تتسبب أيضاً في تعاسة هؤلاء الناس العاطلين عن العمل ولها تأثير خطير على الصحة النفسية والجسمية للفرد وتزيد هذه التأثيرات لدى متوسطي العمر وأبناء الطبقة العاملة.  قد يكون للمال دوراً مافي الحصول على السعاده قد يجعل الأغنياء أكثر سعادة من الفقراء لأنه من المتوقع أن رغد العيش والأموال يخفف من شدة العناء ويضاعف الشعور بالصحة والهناء والبهجة بما يوفره من إمكانيات لتلبية أي متطلبات للحياة ولقضاء أوقات الفراغ في الترفيه والمتعة–لذا فالأكثر دخلاً قد يكون أكثر سعادة إلى حد ما من الأقل دخلاً ولكن المال وحده له تأثير ضئيل على السعادة عموماً فالأغنياء هم أكثر الناس اهتماماً بالمال من غيرهم وأكثرهم قلقاً على هذا المال وخوفاً عليه من الضياع – ولكن قد يبدو محتملاً لنا أيضاً أن شديدو الفقر لن يكونوا سعداء بالتأكيد نظرا لحالة العوز والحاجه واللجوء للدين والإقتراض–وعلى العموم أيضاً فإن تأثير الدخل على السعادة يكون أقل عند صغار السن منه عند الكبار-كما لاننسى أن التدين عند بعض الناس قد يكون مصدراً أكيداً للسعادة وهو أكثر أهمية بالنسبة لكبار السن وأكثر ارتباطا مع السعادة الزوجية ومع التمتع بالصحة عن كثرة الأموال. *وما هي آخر نصيحة؟
    من المؤكد لمن يعلم حقيقة وحكمة الخلق-أن أهم واقصر الطرق المؤكده للحصول على الراحه النفسية والسعاده تكون من خلال القرب من الله وتسليم الأمر كله له وحده سبحانه وتعالى مع الوصول لحالة الرضا والقناعه بما قسم الله له واللجوء إليه عند الشدائد والمكاره والأزمات وبذكر الله كثيراً–ولكن كما نعلم أن الدنيا الآن قد تغيرت كثيراً مع تقدم التكنولوجيا فقد أصبحت الأمراض النفسية مثل معظم الأمراض العضوية الأخرى من السهل علاجها فلاداعي للخجل أوالخوف من زيارة الطبيب النفسي واللجوء لوسائل العلاج الحديثة للتخلص من مشاكلنا ومعاناتنا النفسية والتي تساعد الشخص المكتئب بإذن الله أن يتخلص من اكتئابه ويخرج من حالة الإحباط واليأس والمعاناة النفسية–وأصبح الآن بمقدور أي إنسان مكتئب أن يعيش حياته بصورة أفضل ويصبح سعيداً في حياته وراض بها وراض عن نفسه قدر الإمكان حتي لانتفاجأ بما نراه يحدث كل يوم من حالات انتحار وقتل نتيجه لهذا الاكتئاب–ولهذا نتساءل-لماذا يرفض مرضى الإكتئاب وغيرهم من الحالات النفسية مساعدتهم من خلال العلاج النفسي؟ 
    نعم.. لقد حان الوقت الآن لطلب المساعدة من الطبيب النفسي وأخذ العلاج دون خجل أو خوف بدلاً من ضياع سنوات العمر في حالة تعاسة أونهاية عمر الإنسان بصورة مأساوية!!!
     

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى