ادب وفن

الجلسة الخامسة في ملتقى أدبي مكة : مساجلات حول “الشعرية الرقميَّة والمقاربة النقديَّة” بين التجديد والتجريب والنقد الفضولي

مكة المكرمة –
تواصلت لليوم الثاني فعاليات الدورة السادسة من ملتقى نادي مكة الثقافي الأدبي بالجلسة الخامسة، التي أدارها الدكتور أحمد اليتيمي، وناقشت محور “الشعريَّة الرقميَّة والمقاربة النقديَّة”، وشهدت مشاركة الباحثة سمر الديوب بورقة تناولت “الخطاب النَّقدي الرَّقمي العربي: الرؤية والرؤيا”، قدَّمت من خلالها قراءة خاصَّة بالمشهد النَّقديِّ الرَّقميِّ العربيِّ، والتفصيل في ركائزه، وتحوُّلاته، وإشكالاته في إطار العلاقة الجديدة بين الأدب والتكنولوجيا في عصر وسائط المعلومات “Info media”، مشيرة إلى أنَّ التفاعل بين الأدب والتكنولوجيا أنتج أدبًا جديدًا مختلفًا عن الأدب في مرحلتيه: الكتابيَّة، والشَّفويَّة، ومن الطبيعي أن ينجم عن ذلك نقدٌ رقميٌّ يختلف في أدواته، ومنهجه، ورؤيته، وركائزه عن نقد الأدب الورقي.
فيما ذهب الباحث إياد إبراهيم الباوي، إلى مناقشة “النقد الرقمي بين التجريب والتجديد”، من خلال قراءات في نقد النقد، ساعيًا من خلال دراسته إلى مراقبة المشهد النقدي ورصد تحوُّلاته في إطار متابعة مسارات الحركة النقديَّة العربيَّة، وكذلك الكشف عن اتجاهات النقاد وميولهم النقديَّة.
الباحث عبدالحميد الحسامي، خصَّص ورقته “الخطاب الأدبي المتغير الرقمي ومتطلبات القراءة النقديَّة”، لتقديم تصوُّر إجرائي مقترح لمقاربةٍ نقديَّةٍ للأدب الرقمي، ينطلق من كون الإبداع الذي تحتويه التقنية خطابًا جديدًا تُعدُّ التقنية فاعلًا في تشكيل عناصره، وتوجيهها، فضلًا عن فاعليتها في طرفي عناصر العمليَّة الإبداعيَّة: المبدع، والمتلقِّي.
كذلك شاركت الباحثة خديجة باللدمو ببحث حول “الشعريَّة الرقميَّة العربيَّة بين الرؤى النقديَّة والإنتاجات الإبداعيَّة”، متَّخذة من مشروع مشتاق عباس معن نموذجًا، مقدِّمة في سياقها رؤية عن مجال إبداعي حداثي يتمثَّل في الشعريَّة الرقميَّة العربيَّة التي استُنبتت في بيئة إبداعيَّة مغايرة عن التي اعتادتها الذائقة العربيَّة؛ معرِّفة بالشعريَّة الرقميَّة العربيَّة في شقَّيها النقدي والإبداعي من خلال التعريف بجهود مشتاق عباس معن.
واتَّخذت الباحثة سعيدة حمداوي من كتاب “توظيف التقنية في العمل الشعري السعودي” للدكتور عبدالرحمن المحسني، مسرحًا لدراسة “الشعر السعودي والتقنية”، مشيرة في ثنايا بحثها إلى أنَّ وضع القراءة في عصرنا الموسوم بالوسائطي والرقمي يفسِّر عدم الاستقرار الذي تشهده نظرية الأدب إلى حد كبير؛ نتيجة تطوُّر الممارسات والأشكال الفنيَّة المقدَّمة عن طريق التكنولوجيا، وما أوجدته من أدوات تقنية ناقشها الكتاب، وعرض أبرز أشكالها الجديدة، وما خلقته من تنوُّع كبير وحركة شعريَّة تسير نحو آفاق تجريبيَّة أكثر فعاليَّة.
ويرصد الباحث محمد علي الزهراني سمات “النقد الفضولي للنص الرقمي: السمات والملامح”، مشيرًا إلى أنَّ النقد الأدبي في ظل كثرة سريان الشعر الرقمي ضرورة ملحَّة، لكبح جماح العبث بالشعر، ولصقله وتقويمه. وأنَّ النقد الفضولي لا يمتُّ للنقد الموضوعي بِصِلَةٍ، فهو مدفوع بدافع عرقي، أو فكري، أو تحفيزي، ثم إنَّ التماهي العاطفي مع النص الضعيف هو مَن يحرِّك تلك الدوافع، لاسيَّما إذا كان النص محمَّلًا بوعظ، أو بتعزية، أو بإطراء، فإنَّ هذه المعاني ستؤثِّر على عاطفة المتلقِّي فتشحن نفسه، وتسرق منه بصيرته النقديَّة، والموضوعيَّة.

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى