“حَيْزُومْ ” اَلْفَلَكُ وتَايتَانِيكْ .. حسن بن محمد

سَفِينَةَ اَلنَّجَاةِ تَعْبِير مِزَاجِيٍّ لِوَسِيلَةِ اَلنَّجَاةِ وَالْحَقِيقَةِ لَيْسَتْ كُلُّ اَلسُّفُنِ تُنْجِي

( اَلتَّايْتَانِيكْ )
تَعْتَبِرُ تَايتَانِيكْ أَشْهُرُ سُفُنِ اَلْعَالَمِ عَلَى اَلْإِطْلَاقِ ، بَعْدُ أَنْ دَخَلَتْ اَلتَّارِيخَ مِنْ أَوْسَعِ أَبْوَابِهِ فِي بِدَايَاتِ اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي . فَالسَّفِينَةُ ، اَلَّتِي أَطْلَقَ عَلَيْهَا مُصَمِّمُوهَا لَقَبَ اَلسَّفِينَةِ اَلَّتِي لَا تَغْرَقُ ، غَرِقَتْ فِي رِحْلَتِهَا اَلْأُولَى ، وَأَخَذَتْ مَعَهَا أَكْثَرَ مِنْ 1500 ضَحِيَّةٍ مِنْ مَجْمُوعِ رُكَّابِهَا اَلْبَالِغَ 2200 شَخْصًا . عِلْمًا بَانَ فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ كَانَتْ اَلثَّوْرَةُ اَلصِّنَاعِيَّةُ فِي أُورُوبَّا وَمَا أَعْقَبَهَا مِنْ تَطَوُّرَاتِ تِقْنِيَّةٍ كَبِيرَةٍ جَعَلَتْ اَلسَّفَرَ عَبْرِ اَلْبِحَارِ مُرِيحًا وَسَرِيعًا ، خَاصَّةٌ وَأَنَّ اَلسَّفَرَ بِالسُّفُنِ كَانَ آنَذَاكَ أَهَمَّ وَسِيلَةً لِنَقْلِ اَلرُّكَّابِ حَوْلَ اَلْعَالَمِ . لِذَلِكَ اِنْصَبَّ اَلِاهْتِمَامُ عَلَى تَطْوِيرِ تِقْنِيَّاتِ بِنَاءِ اَلسُّفُنِ وَتَطْوِيرِ اِسْتِخْدَامَاتِهَا اَلْمُخْتَلِفَةِ ، أُسْطُورَةٌ تَايتَانِيكْ لَمْ تَرْتَبِطْ فَقَطْ بِمَأْسَاتِهَا ، بَلْ بِتَخْلِيدِ هَذَا اَلْحَادِثِ مِنْ خِلَالِ كُتُبٍ وَأَفْلَامٍ وَأَعْمَالٍ أَدَبِيَّةٍ وَفَنِّيَّةٍ ، وَهُوَ مَا لَمْ تَنْجَحْ سَفِينَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ فِي عَمَلِهِ . . . اَلتَّايْتَانِيكْ اَلْأُسْطُورَةِ هَزَمَتْهَا هَضْبَةٌ جَلِيدِيَّةٌ . . .

سَفِينَةُ نُوحْ ( اَلْفَلَكُ )
بَاشَرَ نُوحْ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ بِصُنْعِ اَلسَّفِينَةِ بَعْدَ أَنْ أَمَرَهُ اَللَّهُ – قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ( وَأَوْحَى إِلَى ? نُوحْ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ أَمَّنَ فَلَا تَبْتَئِسُ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعْ اَلْفَلَكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبُنِي فِي اَلَّذِينَ ظُلِمُوا ? إِنَّهُمْ مُغْرِقُونَ ) صُنْعُ نُوحْ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ اَلْفَلَكُ بِوَحْيٍ مِنْ اَللَّهِ وَأَمَرَهُ فِي مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ بَحْرٌ أَوْ نَهْرٍ وَبِأَدَوَاتٍ بَسِيطَةٍ وَالْخَشَبِ اَلْمُتَوَفِّرِ لَدَيْهِ ( بِأَمْرِ اَللَّهِ وَعِنَايَتِهِ ) فَكَانَتْ سَفِينَةُ اَلنَّجَاةِ لَمِنْ آمِنٍ بِاَللَّهِ وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ .

وَبِمُقَارَنَةِ بمَنْطِقِ اَلْبَعْضِ عَنْ اَلْإِمْكَانَاتِ وَالتَّطَوُّرِ وَالْفَارِقِ اَلزَّمَنِيِّ بَيْنَ اَلْفَلَكِ ( سَفِينَةُ نُوحْ ) وَالتَّايتَانِيكْ قَانٍ اَلتَّفَوُّقِ لِصَالِحِ اَلتَّايْتَانِيكْ بِدُونِ أَدْنَى شَكٍّ . . . وَلَكِنَّ . . . غَرِقَتْ اَلتَّايْتَانِيكْ بِسَبَبِ اَلِارْتِطَامِ فِي هَضْبَةٍ جَلِيدِيَّةٍ وَلَمْ تَغْرَقْ سَفِينَةُ نُوحْ فِي اَلطُّوفَانِ اَلَّذِي أَغْرَقَ اَلْأَرْضَ وَمَا عَلَيْهَا وَاَلَّتِي صُنِعَتْ بِوَحْيِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَمَرَهُ .