عباد الله كانوا في مأمن من أحداث الزمن.. يعيشون بسلام.. ترفرف عليهم أجواء جميلة.. تبهر بجمالها العيون….
وفي غمرة وهم ساهمون.. وبين ليلة وضحاها حلت الكارثة عليهم.. أكتسحت الأقدار كل ذاك الجمال.. والقصور الشامخة والبنايات الفاخرة أضحت في عداد التلاشي..
هزات أرضية مدمرة هاجت على الدولتين تركيا وسوريا كهزيم الرعد
كأنها لاتبقي ولاتذر أنهارت المباني وتهدمت.. أحتضنت ضحايا بمئات الألوف..هبوط مفجع لشوامخ الأبراج والقصور واحتوت بين ركامها جثث أطفال ونساء ورجال.. صرخات مدوية تهشم الصخور.. دموع منسابة تلونت بدم الشهداء.. هزات تعرض لها إخواننا في تركيا وسوريا بأمر الله.. قد يصيبنا ما أصابهم.. ولنتحاشى غضب الله على الجميع بالإستغفار والتوبة فذلك طريقنا إلى النجاة.. وإنكار المنكرات أمر لابد منه..
رؤى البخاري عن أبي هريرة قال :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل،
ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو (القتل) وحتى يكثر فيكم المال فيفيض).
قال تعالى : (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)
حين يأتي أجل المخلوق فهو سيساق إليه ومن لم يحن أجله فينجيه الله حتى ولو كان من أصعب الأمور.. لقد شاهدنا من كان يسكن القصور والأبراج صار يفترش الشوارع بلا مأوى.. ولا شيء يقيه من زمهرير الشتاء .. أعان الله كل مبتلى يتألم من وجع الفقد. ويعوضهم خيرََا.
وهاهي بلادنا لم تتوان عن مد يد العون لإخوتنا في تركيا وسوريا وبذل أقصى الجهود لإنقاذ مايمكن إنقاذه من المتواجدين تحت الركام وبين الأنقاض.. وبذل جهود مكثفة لتأمين جميع الإحتياجات..
وهكذا أيها الأحبة علينا الإتعاظ والحذر من التمادي في ارتكاب الآثام والإستمرار في امتطاء صهوة الشهوات وألاعيب الشياطين.. والتوقف عن كل مايسيء بالمباديء الإسلامية. ولا نأمن مكر الله.. ولا داعي للتغافل عما يحدث في بعض مجتمعاتنا من مسيئات خادشة للحياء.. مؤدية لغضب الله.. فالكارثة حين تقع لا تتوقف عند فئات معينة.. بل تشمل الصالح والمفسد..
قال تعالى : (وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) هود ١١٧.
فهي للمؤمنين موعظة.. وللمفسدين وللكفار نكبة وكارثة.
آه يا دنيا الفناء.. لا بقاء لأي كائن فيك.
وداعَا موجعََا لأحبة فقدوا ودفنوا تحت الأنقاض..
فلنحارب المفسدين ونرشدهم إلى دروب الخير والصلاح قال تعالى : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم ٤١
اللهم كن مع إخوتنا ممن زلزلت الأرض بهم.. واخلف لهم في مصابهم خيرََا.. واحفظنا وعبادك المسلمين من كل سوء.. والطف بعبادك الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم آمين.
