مقالات

نقاش منزوع المتعة

أ. د محمد لن ناصر البيشي

تتميز البيئة الأكاديمية في الغالب بجودة النقاش؛ والمتعة فيه؛ ويكون النقاش على حالتين هما:

أولا: حالة تصادم الأفكار كما هي: نظرية هيقل المعرفة باسم “الدايلكتك” وتتكون من ثلاث مراحل متسلسلة هي:

1- رأي Thesis
2- رأي مضاد Anti Thesis
3- تصادم في الآراء ينتج عنه رأي جديد New Thesis

ثانيا: حالة التكامل وسد للثغرات (Gap) حيث يحصل ان:

(1) يتمم المناقش الموضوع بتطبيقات وأمثلة وإضافات

(2) يحفز على النقاش بالثناء والتدوين وحسن الاستماع

(3) يربط المناقش الأفكار ببعضها وبما سبقها ويوضح التمايز بينها وفيها.

ولكن خارج أسوار الجامعة وعندما يشارك الأكاديمي الرصين في لقاء عام
أو جلسة عائلية ويفتح النقاش
تختفي لذة النقاش وتوصد أبواب الإبداع ومن أسباب ذلك

(1) يطرح احدهم سؤالا ثم لا ينصت للإجابة ويقع المجيب في حيرة إن تحدث قوطع وإن توقف أحرج.

(2) إقحام المدخل الانفعالي في النقاش مثل: رفع الصوت والتظاهر بالزعل.

(3) التوسع في استخدام المدخل الفلسفي مثل نقل الموضوع إلى شأن سياسي أو ديني.

(4) تشتيت موضوع النقاش؛ وعدم الالتزام بوحدة الموضوع؛ والاستطراد المضر الذي يبعد المسافة بين الموضوع والمشاركة.

(5) هيمنة طرف واحد على النقاش وعدم إتاحة الفرصه لغيره؛ مع تناقض وتناقص وتباعد ويقوم بدور البروف وما يعرف Little Professor

(6) التفرغ لنقد آراء الآخرين؛ وتكريه المتحاورين فيها؛ وقد يتجاوز من نقد الرأي إلى نقد الذات.

(7) توظيف مثبطات النقاش مثل: كثرة الحركة؛ التخويف من الحكومة؛ والأحاديث الجانبية.

(8) الصراع والدخول في مماحكة وتباغض وتنابز بالألقاب السلبية مثل العلمانية والخطر على الأسرة والمجتمع.

(9) قفل النقاش بطريقة فجة وجارحة مثل: أسكتوا ؛ اوجعتوا رؤوسنا؛ مافيكم خير؛ كل واحد يسري لبيته

(10) الخروج من النقاش بمزاج متعكر؛ وخاطر مكسور؛ وضغط مرتفع وفوبيا من النقاش وسنينه.!!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى