شعر: الأستاذ محمد جمعان الغامدي
يا أعجبَ الأزمـانِ مـاذا بعدُ في الأزمــانِ
هلْ باتتِ العادات والأعرافُ في الأكفــانِ
هلَّا تجبْني أينَ عهــدُ الصـدقِ والإنســانِ
هل عانتِ الأجسـادُ فينـا هِجـرةَ الأجنـانِ
هل صار بعضُ الناس أشباحًا بلا وجدانِ
تُهديــهِ إخـلاصًـا وودًّا صــادق البرهــانِ
حتى وإنْ أهـديتَـــهُ عمـــرًا بـلا نقصـــانِ
ولـوِ اشـتريتَ ســروره بسـعـادةٍ وكيــانِ
يجتــاحُ مـا قدمتَــه سيلٌ من النســيــانِ
من بعدهِ عصـفٌ لريح النفي و الخـذلانِ
فاصـبر إذا مـا أبـدل العرفــانَ بالنكــرانِ
يبدو سـرابَ البيدِ سَلْسَـالًا لدى الظمـآنِ
لكنــهُ سُــرعـانَ ما يُبـدي الخيـالَ الثـاني
لا خيرَ في منْ عـاشَ يرعى زلـــةَ الخِــلّانِ
واللهُ أدرى بالذي في القلبِ مـن شــنـآنِ
ينسى خَطـايـاهُ وظلمَ النــاسِ بالبـهتــانِ
لكنــهُ يحـصي فُتـــاتَ القولِ كالنّـهمــانِ
ويــلٌ لــهُ التطفيفُ والإخـــلالُ بـالميزانِ
ياصــاحِ لا لا تبتئسْ وانظـرْ إلى العنــوانِ
فالناسُ كالألمــاسِ والفخَّــارِ والصــوّانِ
