مقالات

وجود العدو والفرصة لتحويل الضار الى نافع

أ.د. محمد بن ناصر البيشي

العدوّ مصطلح نسبي يستخدم لوصف كينونة تمثل خطرا أو تتصف بافكار مضادة واهم خصائص العدو:

1- الخطر

2- الضد

3- التباعد والنفور

4- شدة الكراهية التي قد تصل للحرب

 

ونظرا لتكاثر الاعداء في وقتنا الحاضر؛ قد ينزعج البعض من وجود الاعداء ويركز على السلبيات والضرر الصادر منهم؛ وقد يخفى عليه المنافع من وجود العدو وحسن انتقائه؛ فليس كل ضد او كل مصدر خطر جدير بأن يتخذ عدو وقد حقق الغرب مكاسب من حسن ادارة العدو وجعله استراتيجية نافعة

؛؛؛؛؛؛؛

وبعيدا عن المضار سأركز على منافع  الاعداء في حياتنا كأفراد او كدول  عملا باستراتيجية تحويل الضار الى نافع كما يلي:

 

أولا: الثقة في حكمة الله وتقديره التي تحدثت عنها الاية الكريمة- والتي يوجد لها تفسيرات عدة يمكن الرجوع اليها- وفيها دليل على وجود العدو واستمرار وتاكيد بأن الله 

سبحانه هو من بيده الهداية والنصرة قال تعالى.

 

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا مِّنَ 

ٱلْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (سورة الفرقان اية 31)

 

ثانيا:  يساعد العدو على التماسك: ففي ادبيات فرق العمل وجود العدو ركن من اركان تماسك الفريق الى جانب الهدف؛ الثقة؛ التفاعل؛ والنتائج. واول مهمه لقائد الفريق تحديد العدو او المنافس واختيار العدو هو اول ابداعات وعبقرية القائد

وقد يكون العدو من المنافسين الجدد او المنافسين القداما

 

ثالثا:  توظيف العدو للتحفيز حيث يعتبر العدو محرك للطاقة ومثير للقوى الكامنة ومحفز للابداع  وفي هذا المعني يقول الشاعر:

 

عداتي لهم فضل علي ومنة

فلا اذهب الرحمان عني الاعاديا

همو بحثوا عن زلتي فاجتنبتها

وهم نافسوني فاكتسبت الاعاديا

 

رابعا: يستخدم الحذر من الاعداء كضابط لجودة بسبب الحذر من أن هناك عدو يتربص  ويفضح العيوب لو وجدها؛ ولهذا نسمع كثيرا لا تفضحونا لا تشمتون الاعداء فينا.

حتى على مستوى جودة السلوك والتعامل 

 

خامسا: يستخدم العدو منطقة دفن النفايات السلبية مثل: الكراهية والبغضاء والضحية والشماعه ….

 

سادسا: يوظف العدو لتحقيق الشهرة وقد اخترعت اسرائيل كذبة ” معادة السامية”

ليكون اسمها حاضرا في المؤلفات والمحاكم.

سابعا: استخدام تكتيك خلق العدو كمبرر  للحروب التي هدفها المعلن درء المخاطر؛ وهدفها الخفي سرقة الاثار والثروات؛ ودفن نفايات خطرة؛ وتجريب الاسلحة.

ثامنا: المساهمة في التطور التقني حيث صرفت وزارات الدفاع على الابحاث العلمية واحتضنت الابتكارات ونسبة عالية مما نراه الان من تقنية كان  لاغراض حربية

تاسعا: تنمية ملكات الصبر والشجاعة والتفكير حيث تتفجر العبقريات والابداعات عند الشعور بالخطر: مثل فكرة الخندق؛ وحادثة هل هو منزل انزلك الله ام الحرب والمكيدة.

عاشرا: تشكل الحروب مع الاعداء موروث يوظف في رفع الروح المعنوية واشباع غريزة الافتخار والعلوية ؛ وكتابة التاريخ.

والهدف من هذه الخاطرة هو تعزيز اليقين بأن الله لم يخلق شيئا باطلا وان لكل قدر خير ومنافع وان لا نخشى كثرة الأعداء بل سوف نحول الضار الى نافع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى