الوطن في ضمير الفيلسوف ناجي التكريتي
فريق التحرير – متابعات
الوطن في ضمير الفيلسوف ناجي التكريتي مقال للكاتب عبد الرحمن الفراتي واحدة من الجوانب الوهّاجة والمضيئة في – روح و فكر – الأُستاذ الفيلسوف ناجي التكريتي
الوطن في ضمير الفيلسوف ناجي التكريتي
كثيرة هي الجوانب الوهّاجة والمضيئة في – روح و فكر – الأُستاذ الفيلسوف ناجي التكريتي،
لكن من أجملها هو إيمانه المطلق بأن العراق رغم ما تعرّض له على مدى التأريخ القديم والحديث من تدمير وتحطيم لكل بُناه وعلى كل الصعد إلّا أنه لا بُدّ سينهض من جديد.
حسب قراءتي ومتابعتي الدائمة لكتابات الدكتور التكريتي أعتقد، لم يتولّد هذا الإيمان الراسخ لدى التكريتي من فراغ وإنما عن وعي واطلاع معرفي واسع،
ونتيجة أبحاث وحفر تأريخي طويل في الأسس التي – بُنيت عليها – أو التي – انبثقت منها – حضارة وتأريخ العراق.
وعليه وانطلاقًا من ذلك فإنه يعتبر ما دامت الأسس الحضارية للعراق الإنسانية والإقتصادية والقانونية والأدبية والفنية والجغرافية وغيرها – قوية و متينة – فإنه لا بُدّ أن يقوم وينهض من جديد.
هذه الرؤية الثاقبة المتوهّجة في فكر وروح التكريتي جاءت متوافقة بصورة ما أو بـ – معنى من المعاني – مع الفكرة العالمية الروحية الدينية الإنسانية القائلة التي تؤمن بها كل البشرية،
بأنه لا بُدّ للبشرية من منقذ يخلصها في النهاية من الظلم والبؤس والشقاء.
الذي لحق بها ورزحت تحته منذ بداية تأريخ الوجود البشري على الأرض والى الآن،
ولا بُدّ أن يقيم الدولة العادلة بعد ثورة عالمية كبرى تنهض وتبدأ من العراق،
فتُملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورا.
إذن، قضية نهوض العراق من جديد، أو فكرة نهوض المخلّص من العراق ليست فكرة عابرة قد تخطر في بعض الأذهان الحالمة تتمنّى ذلك نتيجة معطيات معينة لا،
وإنما تكاد تكون عقيدة راسخة تؤمن بها وتتّفق عليها جميع البشرية بكل أفكارها وعقائدها ومشاربها،
وهو شيء واقع وأمر حتمي بلا شك، وسيستلم العراق زمام المبادرة في رسم وتقنين الأمور لحياة البشرية من جديد،
وهو أمر كائن ولا بًدّ منه ولو بعد حين.