منوعات

رصد سماء فبراير 2024

 

اوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية الفلكيّة في محافظة جدة

يعتبر شهر فبراير 2024 أحد أفضل الأوقات لرصد السماء في السنة حتى لو كانت الأجواء باردة خلال ما تبقى من فصل الشتاء فسيكون رائعاً للغاية رؤية السماء المرصعة بالنجوم من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدينة.

تعتبر الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر بداية الليل مثالية لرصد السماء لعدم وجود تأثير لضوء القمر، مما يجعل السماء أكثر ظلمة وسيكون الأسبوع الأخير من شهر فبراير ساطعاً بضوء القمر وسيكون اكتمال القمر في الرابع والعشرين من فبراير.

خلال هذا الشهر يرصد كوكب زحل في شفق المساء فوق الأفق الجنوبي الغربي لكنه يغرب بعد ذلك بوقت قصير أما كوكب المشتري يزين ليالي شهر فبراير في الأفق الجنوبي الغربي في وقت مبكر من الليل وعلى الرغم من كونه بعيداً عن الأرض بأكثر من 220 مليون كيلومتر مقارنة بما كان عليه في أوائل نوفمبر الماضي، إلا أنه لا يزال يبدو للعين المجردة كنجم لامع في سماء المساء.

كوكب المشتري أكثر سطوعاً من جميع نجوم الشتاء بما في ذلك نجم الشعرى اليمانية ألمع نجم ليلي يُرى من الأرض، وفي 14 و 15 فبراير سيظهر كوكب المشتري بالقرب من القمر على قبة السماء.

عند استخدام الراصد تلسكوب صغير يمكن بسهولة رؤية أقمار كوكب المشتري الأربعة الكبيرة تظهر على شكل نقاط ضوئية صغيرة تغير مواقعها باستمرار بالنسبة لكوكب المشتري وبالنسبة لبعضها ويمكن كذلك رؤية بعضا من أحزمة الغيوم التي تزين أكبر كوكب في نظامنا الشمسي.

عند الرصد لفترة طويلة ومستمرة من خلال التلسكوب لكوكب المشتري أو أي كوكب آخر فسترى المزيد من التفاصيل وكلما كان الرصد لفترة أطول ستعتاد العين على مستوى الضوء القادم من خلال العدسة.

كوكب الزهرة سيزين سماء الصباح الباكر مع بداية شهر فبراير حيث يرصد فوق الأفق الجنوبي الشرقي قبل شفق الصباح، ولكن بحلول نهاية الشهر يشرق الكوكب بفترة ليست طويلة قبل شروق الشمس، وفي نهاية شهر فبراير سيلتقي كوكب الزهرة بكوكب المريخ الخافت وفي 22 فبراير سيكون المريخ على بعد أقل من نصف درجة من الزهرة وهذه المسافة الظاهرية أقل من عرض إصبع السبابة وسيكون هذا الاقتران قبل فترة وجيزة من شروق الشمس لذلك يفضل استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير .

إضافة لذلك فان هناك العديد من الكنوز السماوية الأخرى التي يمكن رؤيتها وتشمل المجموعات النجمية وأبرزها الجوزاء (الجبار اورايون) والكوكبات النجمية الساطعة المحيطة بها وتشمل نجوم الثور وممسك الأعنة والتوأمان والأرنب والكلب الصغير والكلب الأكبر، والشعرى اليمانية ألمع نجم ضمن نجوم الكلب الأكبر وألمع نجم في سماء الليل.

يعتبر الشعرى اليمانية نجما قريباً على مسافة 8.6 سنة ضوئية من الأرض أو حوالي 80 تريليون كيلومتر وبالمقارنة فإن النجم متوسط اللمعان ” العذرة” الذي يمثل طرف ذيل الكلب الأكبر، يبعد مسافة حوالي 2000 سنة ضوئية، وبما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام واحد فإننا لا نرى النجم “العذرة” كما يبدو الآن ولكن كما كان يبدو قبل ألفي عام.

توجد جوهرة سماوية رائعة تشاهد ضمن نجوم الجوزاء إنه سديم الجوزاء وهو عبارة عن سحابة واسعة من غاز الهيدروجين تبعد حوالي 1300 سنة ضوئية ويبلغ قطرها حوالي 30 سنة ضوئية ويظهر السديم على شكل بقعة ضوء خافتة للعين المجردة، ولكن عند رصده حتى بواسطة تلسكوب صغير سيكشف المزيد من التفاصيل وداخل السديم توجد أربعة نجوم مرتبة في شكل شبه منحرف غير متوازن.

تلك النجوم والعديد من النجوم الأخرى التي لا يمكن رؤيتها ولدت جميعها من سديم الجوزاء ويبلغ عمر معظم هذه النجوم أقل من عشرة ملايين سنة مما يجعلها نجوما شابة. تضيء الأشعة فوق البنفسجية للنجوم الجديدة غاز الهيدروجين مما يتسبب في توهج السديم. يسمى على هذا النوع من السدم “السديم الانبعاثي”.

سديم الجوزاء سوف ينتج العديد من النجوم في المستقبل وربما بعضها مثل الشمس تماماً.

إضافة لذلك يشاهد عنقود نجوم الثريا في كوكبة برج الثور والتي تبعد مسافة تزيد عن 400 سنة ضوئية ويمكن بسهولة رؤية ستة إلى سبعة نجوم بالعين المجردة لها شكل يشبه نجوم الدب الأكبر الأصغر، وسيرى أيضاً العديد من النجوم الخافتة باستخدام منظار أو تلسكوب صغير.

ولدت جميع النجوم في الثريا معاً منذ حوالي 100 مليون سنة. تُعرف الثريا أيضاً بتسمية الشقيقات السبع أو بنات أطلس وفقاً للأساطير اليونانية والرومانية.

بالنسبة لنا في الوطن العربي و النصف الشمالي من الكرة الأرضية ترصد نجوم الدب الأكبر بالأفق الشمالي الشرقي ، وقربها توجد نجوم (كاسيوبيا) ذات الكرسي عالياً في السماء بالأفق الشمال الغربي في وقت مبكر من المساء، هذه النجوم وغيرها قريبة من (الجدي – بولاريس) نجم الشمال الذي يتلألأ مباشرة فوق القطب الشمالي للأرض.

هناك كذلك نجوم القاعدة (كارينا) التي تضم نجم سهيل ثاني ألمع نجم في سماء الليل، وأيضًا نجوم الكوثل ونجوم الشراع، والرائع في هذه المجموعات النجمية هو أن نجومها بألوان مختلفة ويمكن الاستمتاع برؤية حزام درب التبانة الضبابي المرصع بالنجوم.

إضافة لذلك تشاهد علامات فصل ربيع في سماء المساء بالأفق الشرقي هذا الشهر وهي إحدى نجوم الربيع الأولى وهي كوكبة نجوم الأسد التي تشبه علامة استفهام وتضم النجم قلب الأسد الأكثر سطوعًا في برج الأسد .

استمتعو بليالي فبراير 🌟

يمكن الاستعانة ببرنامج أو تطبيق ستيلاريوم المجاني لتحديد موقع الكواكب والنجوم بشكل دقيق في السماء يوماً بعد يوم.

البرنامج للحاسوب : https://stellarium.org/

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى