صحة

د.يوسف النمراوي في حديث شامل عن السمنة المشكلة والحل: %30 من الأشخاص الذين يسعون للعلاج من مشكلات الوزن الخطيرة يواجهون صعوبة في الأكل بنهم

*السمنة الأكثر شيوعاً في المجتمع العربي والأكثر صعوبة في علاجها..!

 

 تعرف السمنة على أنها ارتفاع في نسبة الدهون في الجسم، وعادة ما يتم ربطها بارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الفرد، والذي من خلاله يتم الربط ما بين وزن الفرد وطوله،حيث يعتبر الفرد مصابًا بالسمنة في حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديه قيمة الـ 30 حيث قد تكون للأنسجة الدهنية الزائدة عواقب صحية وخيمة،مثل: السكري،وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الدهنيات في الدم.
ويعد مرض السمنة من الأمراض الشائعة والمنتشرة حول العالم أجمع،وهو مرض ينتشر بين الأطفال والبالغين، ذكورًا كانوا أم إناثًا.
إن السمنة هي واحدة من الحالات الطبية الأكثر شيوعًا في المجتمع العربي اليوم وأكثرها صعوبة من ناحية علاج السمنة والتصدي لها،لم يتم نسبيًّا تحقيق سوى تقدم ضئيل في علاج السمنة باستثناء تغيير نمط الحياة، ولكن تم جمع العديد من المعلومات بخصوص العواقب الطبية لحالة السمنة
وحديثًا أصبحت السمنة المفرطة من المشكلات الصحية الخطيرة والتي تتطلب العلاج والمتابعة،نظرًا لتسببها بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية.
ويتم عادة تقسيم مرض السمنة لعدة أنواع أو درجات، وذلك بناء على مدى ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الفرد. وتتضمن درجات السمنة ما يلى:
يتم تشخيص السمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى،لتحديد مؤشر كتلة جسمك اقسم وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر المربع،الجدول الآتي يوضح مؤشر كتلة الجسم:
حالة الجسم           مؤشر كتلة الجسم
وزن منخفض    أقل من 18.5
وزن طبيعي           18.5 – 24.9
وزن زائد          25 – 29.9
سمنة     30 وأعلى من ذلك
اسباب السمنه
حدث السمنة عادة بشكل تدريجي وعلى المدى الطويل، نتيجة لتناول السعرات الحرارية بمعدل يفوق استهلاكها أو حرقها في الجسم،مما يؤدي لتراكمها وتخزينها في الجسم على شكل دهون.
لكن،يجب التنويه إلى أن الإصابة بمرض السمنة تعد عملية معقدة ويدخل فيها العديد من العوامل،ليس فقط زيادة ما يتم تناوله من السعرات الحرارية أونقصان حرقها في الجسم نتيجة الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية،فمن العوامل والأسباب الأخرى المحتملة للإصابة بمرض السمنة: 
الوراثة،حيث يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة، حيث تؤثر الوراثة أيضًا على الهرمونات المشاركة في تنظيم الدهون. 
أحد الأسباب الجينية للسمنة هو نقص اللبتين (leptin) الذي هو هرمون ينتج في الخلايا الدهنية والمشيمة، حيث يتحكم اللبتين في الوزن عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ لتناول كميات أقل عندما يكون مخزون الدهون في الجسم مرتفعًا جدًا. 
إذا لم يتمكن الجسم لسببٍ ما من إنتاج ما يكفي من اللبتين أو لا يستطيع اللبتين إرسال إشارة إلى الدماغ لتناول كمية أقل من الطعام،فإن هذا التحكم يُفقد وتحدث السمنة.
ومن الأسباب الأخرى:
عدم النوم جيدًا.
تناول الكحول.
التدخين.
الحمل.
التقدم بالسن ودخول سن اليأس.
الإصابة ببعض الأمراض،مثل:
خمول الغدة الدرقية.
داء السكري من النوع الثاني
يمكن أن تؤثر السمنة على طريقة استخدام جسمك للأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم،هذا يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين ومرض السكري،ويكون لديك انسولين أعلى من الطبيعى لكن لا يعمل ولذلك عملية الحرق  تكون أقل مما يسبب تراكم الدهون بالجسم
متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
فرط نشاط الغدة الكظرية متلازمة كوشينغ:.مما ينتج ارتفاع الكورتيزون بالجسم
القضايا الاجتماعية
يُوجد ارتباط بين المشكلات الاجتماعية والسمنة،حيث يمكن أن يؤدي نقص المال لشراء الأطعمة الصحية أو عدم وجود أماكن آمنة للمشي أو ممارسة الرياضة إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة.
تناول بعض أنواع الأدوية، ومنها:
مضادات الاكتئاب.
عوامل نفسية
بالنسبة لبعض الناس تؤثر العواطف على عادات الأكل، حيث كثير من الناس يأكلون بشكل مفرط استجابةً لمشاعر، مثل:الملل،أوالحزن،أو التوتر، أو الغضب،في حين أن معظم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لا يعانون من اضطرابات نفسية أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. 
فإن حوالي 30% من الأشخاص الذين يسعون للعلاج من مشكلات الوزن الخطيرة يواجهون صعوبات في الأكل بنهم.
ومن الأسباب أيضاً:
موانع الحمل الهرمونية
الكورتيزون عن طريق الأدوية.
أعراض السمنة
أعراض السمنة للبالغين:
الدهون الزائدة في الجسم، وخاصة حول منطقة الخصر.
ضيق في التنفس.
التعرق الزائد.
الشخير،ومشاكل في النوم.
مشاكل الجلد منتيجة للتعرق الشديد وتراكم الرطوبة في طيات الجلد.
عدم القدرة على أداء المهام البدنية البسيطة.
التعب الخفيف إلى الشديد.
آلام في الظهر والمفاصل.
المشكلات النفسية،مثل الاكتئاب،وعدم الثقة بالنفس، والعزلة الاجتماعية.
أما عن أعراض السمنة التي تظهر على الأطفال،فإنها تشمل ما يلي:  
تراكم الدهون تحت الجلد، خصوصًا في منطقة الثدي.
ظهور علامات التمدد للجلد، خاصة في منطقة الورك والظهر.
الشواك الأسود (بالإنجليزية: Acanthosis nigricans)، وهي ظهور الجلد الداكن حول الرقبة، وغيرها من المناطق.
ضيق التنفس مع النشاط البدني.
توقف التنفس أثناء النوم.
الإمساك.
الإصابة بالارتداد المريئي.
البلوغ المبكر في الإناث، والبلوغ المتأخر في الذكور.
الإصابة بمشاكل في العظام.
كيف يتم تشخيص السمنة؟
 تشخيص السمنة
تشمل طرق التشخيص ما يأتي: 
1.التاريخ الصحي
قد يُراجع طبيبك تاريخ وزنك، وجهود إنقاص الوزن، والنشاط البدني،وعادات التمارين،وأنماط الأكل، والتحكم في الشهية، والحالات الأخرى التي عانيت منها، والأدوية،ومستويات التوتر،وغيرها من القضايا المتعلقة بصحتك.
قد يراجع طبيبك أيضًا التاريخ الصحي لعائلتك لمعرفة ما إذا كنت معرضًا للإصابة بحالات معينة.
2.فحص جسدي عام
هذا يشمل قياس طولك، وفحص العلامات الحيوية، مثل:معدل ضربات القلب، وضغط الدم،ودرجة الحرارة، والاستماع إلى قلبك ورئتيك، وفحص بطنك. 
3.قياس محيط خصرك
قد تزيد الدهون المخزنة حول خصرك والتي تسمى أحيانًا الدهون الحشوية أو دهون البطن من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
قد تتعرض النساء اللواتي يزيد قياس محيط خصرهن أكثر من 89 سنتيمتر والرجال الذين يزيد قياس خصرهم عن 102 سنتيمتر إلى مخاطر صحية أكثر من الأشخاص ذوي قياسات الخصر الأصغر، مثل: قياس مؤشر كتلة الجسم،حيث يجب فحص محيط خصرك مرة واحدة على الأقل في السنة. 
4.تحاليل الدم
تعتمد الاختبارات التي تخضع لها على صحتك وعوامل الخطر وأي أعراض حالية قد تُعاني منها،قد تشمل اختبارات الدم اختبار الكوليسترول، واختبارات وظائف الكبد، وصيام الغلوكوز،واختبار الغدة الدرقية وغيرها.
اعتمد تشخيص الإصابة بالسمنة على مؤشر كتلة الجسم الذي يحدد ما إن كان وزن الفرد طبيعيًا نسبة لطوله، ووفقًا للمعادلة التالية:
مؤشر كتلة الجسم = وزن الجسم بوحدة الكيلو جرام/ مربع الطول بوحدة المتر 
حيث يعتبر الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديه أكثر من 30.في حين إذا كانت النتجة:
حالة الجسم           مؤشر كتلة الجسم
وزن منخفض    أقل من 18.5
وزن طبيعي           18.5 – 24.9
وزن زائد          25 – 29.9
سمنة     30 وأعلى من ذلك 
ولكن من المهم جدًا الإشارة إلى أن مؤشر كتلة الجسم لا يعطي تصورًا عن نسبة الدهون في الجسم،ولا يراعي كتلة الجسم العضلية،ولذلك من الممكن أن يكون مؤشرًا خاطئًا للاعبي كمال الأجسام، فقد يظهر أنهم يعانون من زيادة في الوزن،بينما يكون معظم وزنهم ناتج عن وجود العضل.
لذلك،بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم فإنه قد يتم إيجاد مقدار محيط الخصر أو حساب نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك من أجل تأكيد الإصابة بالبدانة،كما يمكن أن يقوم الطبيب بفحص نسبة الدهون في الجسم لتشخيص السمنة،ويعتبر الفرد مصابًا بالسمنة إذا زادت نسبة دهون الجسم عن 33 % من مستواها الطبيعي لدى النساء، و25 % من الحد الطبيعي لها لدى الرجال.  
تشخيص الإصابة بالسمنة عند الأطفال
عادة ما يقوم الأطباء أو الممرضون بحساب مؤشر كتلة الجسم للأطفال،لمعرفة ما إن كان الوزن مناسبًا للطول والعمر أم لا. لكن لا يتم عادة الاعتماد عليه من أجل تشخيص السمنة عند الأطفال، وذلك لأن الأطفال في حالة نمو مستمر، وتختلف معدلات النمو من طفل لآخر.
ولذلك،يتم مقارنة وزن الطفل بطوله،وعمره، وجنسه على ما يعرف بمخططات أو جداول النمو بالإنجليزية:Growth Charts)،وتكون النتيجة على شكل نسبة مئوية تدل على ما يأتي:
نسبة مئوية تتراوح ما بين 85 – 95:تشير إلى أن الطفل يعاني من وزن زائد.
نسبة مئوية أكبر من 95:تشير إلى أن الطفل يعاني من السمنة.
تحاليل وفحوصات لتشخيص للسمنة
من التحاليل الطبية التي يمكن أن يقوم الطبيب بطلب إجراؤها لتشخيص للسمنة وتحديد أسباب السمنة لدى الفرد ما يلي:
فحص الدهون الصيامي.
فحوصات الغدة الدرقية.
فحص وظائف الكبد.
فحص السكر الصيامي والسكر التراكمي.
 مضاعفات السمنة
ترفع السمنة من خطر الإصابة بأمراض خطيرة،والتي تتضمن:
ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
ارتفاع ضغط الدم.
مرض السكري.
أمراض القلب والشرايين.
السكتة الدماغية.
الاكتئاب.
مشاكل وأمراض في المفاصل.
مشاكل في التنفس، مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
السرطان،مثل سرطان الثدي.
أمراض المرارة،مثل حصوات المرارة.
أمراض الكبد
علاج السمنة كيف يمكن الوقاية من السمنة؟
يمكن الوقاية من الإصابة بالسمنة عن طريق تجنب الأسباب المؤدية له وتغيير نمط الحياة إلى النمط الصحي،ويتم ذلك باتباع الخطوات التالية(على سبيل المثال لا الحصر):
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
تناول الوجبات الغذائية الصحية،والامتناع عن الأطعمة ذات السعرات العالية،وهنا لا بد من استشارة  أخصائية التغذية
التعرف على العوامل التي تدفع إلى فرط الأكل وتجنبها.
مراقبة الوزن بشكل دوري الوقاية من السمنة
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي: 
تناول خمس وجبات صغيرة في اليوم
.ويمكنك بالاشتراك مع خبير التغذية الصحية تحديد عدد السعرات الحرارية التي لا بد من استهلاكها يوميًّا لإنقاص الوزن،وتتراوح الكمية القياسية بين 1200 و 1500 سعرة حرارية للنساء وبين 1500 و 1800 سعرة حرارية للرجال.
تجنب الأطعمة المصنعة.
قلل استهلاك السكر.
قلل من استخدام المحليات الصناعية.
تجنب الدهون المشبعة.
اطهي الطعام في المنزل.
جرب نظامًا غذائيًا نباتيًا.
يهدف العلاج الأولي عادةً إنقاص الوزن بمقدار بسيط؛ أي من 5 إلى 10% من الوزن الإجمالي،ويعني ذلك أنه إذا كان (91 كغم)،يجب أن تُنقص من (4.5 إلى 9 كغم) من وزنك فقط لتبدأ صحتك في التحسن،لكن كلما زاد الوزن الذي تفقده،زادت الفوائد التي تجنيها.
تتطلب كل برامج إنقاص الوزن تغيير عاداتك الغذائية وزيادة مستوى نشاطك. تعتمد طرق العلاج المناسبة على الوزن والحالة الصحية العامة ومدى الاستعداد للمشاركة في خطة إنقاص الوزن. 
 العلاج الجراحي
إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 40 يستطيعون أن يخضعوا لعمليات جراحية مختلفة في المعدة تؤدي إلى فِقدان الوزن.
·جراحة تحويل مسار المعدة،ويُطلَق عليها اسم تحويل مسار المعدة بالمفاغرة على شكل Y،ويفتح الجرَّاح خلالها جيبًا صغيرًا في الجزء العلوي من المعدة،ثم يقطع الأمعاء الدقيقة أسفل جزء المعدة الرئيسي بمسافة قصيرة ويربطها بالجيب الجديد. فيتحرّك الطعام والسوائل مباشرة من الجيب إلى داخل هذا الجزء من الأمعاء،ويتجاوز معظم أجزاء المعدة.
·تكميم المعدة.يستأصل الجراح في هذه الجراحة جزءًا من المعدة؛ومن ثم يصبح حيِّز الاحتفاظ بالطعام أصغر،وتتميز هذه الجراحة بأنها أقل تعقيدًا مقارنة بجراحة تحويل مسار المعدة.
لكن الانخفاض في الوزن والذي يقدر بحوالي 50% من وزن المريض الأولي ترافقه آثار جانبية خطيرة ومضاعفات للعملية الجراحية، مثل: 
عدوى في الصِّفاق.
حصى في القناة الصفراوية.
أدوية إنقاص الوزن
تُستخدم أدوية إنقاص الوزن إلى جانب النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية والتغييرات السلوكية،وليست بدلاً عنها،وقبل اختيار الدواء المناسب لك،يجب اخذ رائى الطبيب المختص  لدراسة تاريخك الصحي والآثار الجانبية المحتملة.
من أكثر الأدوية استخدامًا في علاج السمنة والمعتمدة لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما يلي:
·ليراغلوتايد (Saxenda)، وهذ دواء فعال لكن يجب اخذه حقن يوميا
·أورليستات (Alli و Xenical).حبوب 
·سيماغلوتيد (Ozempic و Rybelsus و MONJARO)،هذه أدوية للسكري  تساعد على الشعور بالشبع وتأخر إفراغ المعدة وزيادة الحرق وهي على شكل أبر أسبوعية بعد عمل فحوصات وموافقة طبيبك
·وتلك الادوية سيماغلوتيد: يجب عمل فحوصات السكرى  وظائف البنكرياس والغدة الدرقية قبل  استعملها وطبعا بعد استشارة طبيبك ولهذه الأدوية طريقة خاصة بالجرعات ويجب أن تكون تحت اشراف طبيب مختص
·ميتفورمين GLUCOPHAGE:لمرضى السكري الذين يعانون من السمنة لأنه قد يؤدي إلى فقدان معتدل للوزن
لا تناسب أدوية إنقاص الوزن جميع الأشخاص،وقد يتلاشى مفعولها مع مرور الوقت. وعندما تتوقف عن تناول دواء إنقاص الوزن،قد تستعيد الكثير من الوزن الذي فقدته أو كل الوزن الذي فقدته.
  _____
الدكتور: يوسف النمراوي
استشاري الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى