منوعات

السنغالي “ناصر” .. فلاّح الفول الذي أنقذ أطفال أفريقيا من الموت وفتح بيته لتعليم القرآن و”العربية”

النخوة وحب الوطن وحسن التربية على المبادئ الإسلامية أدوات “إنسانية” قادت السنغالي “ناصر بيناس” ، المستثمر في مجال الزراعة بمنطقة “جينجا” جنوب غرب العاصمة “داكار“ إلى صناعة إنسان القارة الإفريقية أياً كان جنسه وجنسيته وأصوله.
الزراعة
بدأ ناصر طريق حياته متأملاً حال أولئك الآلاف الذين يموتون سنوياً نتيجة الهجرة إلى أوروبا هرباً من الفقر والمصير المجهول ، وما إن اشتد عوده إلا وامتهن الزراعة بمساعدة من أبيه وإخوته ، وشقّ الأرض متخصصاً في زراعة الفستق والفول السوداني والذرة ، بهدف الاستثمار في الأرض والإنسان عندما استقطب شباب بلده للعمل والعيش معاً في مزرعته موفراً لهم الأكل والسكن والدخل اليومي مقابل الإنتاج.
القرآن والدعوة
لم يقف “المؤمن القوي” ناصر عند نشاطه الزراعي بل تجاوز ذلك لبناء ذاته علمياً ؛ حتى أصبح من دعاة القارة السمراء ، وتزامن ذلك مع تحويل جزءاً من بيته إلى فصول دراسية لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية.
أين أبي؟
من رحم المعاناة وُلد ناصر – أحد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة – وبذل مع زوجته جهدهما في سبيل إثراء الأطفال الأفريقيين بشكل عام والسنغاليين بشكل خاص بتعليمهم اللغة العربية والقرآن الكريم وعلومه.

ناصر الذي زرع بذرته الأولى (جده الشيخ إبراهيم نياس) ثم سار على طريق أبيه في شغف مساعدة الناس وصناعة الإنسان ؛ جعل من الأطفال قضيته الشاغلة من خلال التعليم من جهة ومن خلال دائرة الاهتمام بهم ورعايتهم ، ونتاج هذا الهمّ ألّف كتاب “أين أبي ؟!” ، ورسالة موجهة باسم “أطفال أفريقيا” ، مساندة ودعماً لهؤلاء الأطفال الذين يواجهون العديد من التحديات والصعوبات اليومية وسط صمت عالمي .
جولة أفريقية
“ناصر” الرجل المبتسم والمتواضع يحمل سيرة مليئة بالتحديات عندما أرسله والده ليحفظ القرآن الكريم في موريتانيا وهو طفل صغير لا يعرف مالذي سيواجهه ، لكنه كان يحمل هماً كبيرا تجاوز حدود تفكير أقرانه ، ونجح ناصر في حفظ القرآن الكريم برواية “ورش عن نافع” قبل أن يبلغ العاشرة من عمره ليواصل الدراسة في “المحظرة” الشنقيطية ويدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية ، وفي الوقت الذي كان يلتحق بالمدارس النظامية حصل على درجة البكالوريوس في تخصص العلوم عام 1995 ، وأصبح القرآن يعيش معه خلال ليله ونهاره ، مردداً دعوات والده : “فلتجعلنّ ياالله حفظ كتابك الكريم كرامتي إلى لقائك العظيم”.
ناصر معلماً
ثم تنطلق رحلة جديدة من عُمر “ناصر” معلماً للقرآن في بيته ، يعيش في جزء منه العشرات من الأطفال من داخل السنغال وبنين والكاميرون والنيجر ونيجيريا .
المزرعة الخيرية
أوقف “صانع الإنسان” الشيخ ناصر بيناس مزرعته المنتجة للفستق والفول السوداني ، والتي تنتج ما يصل قيمته إلى نحو 100 ألف ريال سنوياً لتكون دعماً ومساعدة للأطفال في رعايتهم وتعليمهم ، ويرى في حديثه لمن حوله أنه مجرد نموذج فردي قد يتوقف يوماً ما ؛ لكن في الوقت ذاته يسعى إلى أن يستمد هذا العطاء من النموذج الأكبر عالمياً وهي المملكة العربية السعودية التي تقوم -على حد قوله- بعمل نوعي في خدمة الإسلام والمسلمين في أفريقيا بشكلٍ عام وجمهورية السنغال على وجه الخصوص الأمر الذي منح دولته التفرد في الفوز في مسابقات القرآن الكريم لعدة سنوات متتالية .

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى