كانت في وحدتها تسامر الليل _ تناجي طيفاََ غائباََ لاهياََ متمادياََ في دلاله وبعاده عنها قائلة : يمضي بي الليل بسكونه المطبق، بصمته الحزين، لاضجيج يملأ المكان ولا أضواء تتأرجح وسط المجلس الكئيب إلا بصوت فنان العرب يحكي مشاعره عبر الشاشة المضيئة يترنم بأغنيته الرائعة (ياغايبه إلا على الخافق سلام، ردي وخدي مني ليالي العمر، أقطف لك النجمة واذوب لك قمر وألبسك ثوب النسيم، واعطر أيامك زهر….) ونغمات أغنيته تمخر عباب أفكاري بزوارق الوله والحنين وتتناثر حبات العرق على جبهتي رغم التكييف المباشر في مجلسي… أراقب لمعات النجوم على صفحة السماء من خلال شرفة الغرفة وهي تلمع مبتسمة في عليائها رغم جبروت الحرارة.. تمنيتك يارفيق العمر معي لنذوب معاََ، ونصهر أشواقنا في حضن هذه الأجواء المشبعة بحرارة اللقاء، فأنا بدونك أبكيك سنوات عمري عاجزة تماماََ عن الكلام في لحظة طال فيها الصمت الرهيب.. يتراقص الأمل الحزين على جنازة الإستحالة، ينفجرالشوق لعجزه عن الإرتماء على صدر البوح _كفاني نبضي النازف _ كفاني خافقي يتضور لهفة لطيفك يندس خلف ستار العند واللامبالاة يصعب الوصول إليه حتى في أجمل اللحظات..
مرشده فلمبان