مقالات

كيف تكون سعيداً في حياتك؟!

بقلم: عيسى المزمومي

السعادة هدف أسمى يسعى إليه الإنسان منذ الأزل، إنها تلك الحالة التي يشعر فيها الفرد بالرضا والطمأنينة والبهجة، على الرغم من بساطة هذا المفهوم، فإن تحقيقه قد يكون معقدًا ويعتمد على العديد من العوامل الشخصية والاجتماعية..
ولكي تكون سعيدًا، يجب أولاً أن تفهم ما هي السعادة بالنسبة لك، حتى لا نبحث عن آليات تحقق أهدافاً غير تلك التي نسعى إليها، فالسعادة ليست مجرد حالة من الفرح المستمر، بل هي شعور بالرضا والسكينة الداخلية، قد تكون السعادة في إنجاز الأهداف، أو في العلاقات الجيدة مع الأهل والأصدقاء، أو حتى في اللحظات البسيطة التي تعيشها يوميًا.. السعادة تختلف من شخص لآخر، لذا من المهم أن تعرف ما الذي يجلب لك السعادة شخصيًا..
السعادة حالة من الشعور بالرضا والبهجة والسلام الداخلي قد تظهر السعادة في لحظات قصيرة ومعينة، أو قد تكون حالة مستمرة من الرضا عن الحياة بشكل عام، يمكن تقسيم السعادة إلى جوانب مختلفة تشمل السعادة اللحظية (الفرح والبهجة) والسعادة طويلة الأمد (الرضا عن الحياة)،
وتعلمنا في الإسلام أن السعادة الحقيقية تعتبر نتيجة للإيمان والعمل الصالح والرضا بقضاء الله، السعادة في هذا السياق ليست فقط دنيوية بل تمتد إلى الآخرة، حيث يسعى المؤمنون لتحقيق سعادة أبدية في الجنة..
يُعدُّ العيش في اللحظة الحالية واحدًا من أهم مفاتيح السعادة.. غالبًا ما يضيع الناس في التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل مما يجعلهم يفقدون اللحظات الجميلة التي يعيشونها الآن، وممارسة الذكر و التأمل واليقظة الذهنية يمكن أن تساعدك على التركيز على اللحظة الحالية والاستمتاع بها، خصّصْ بضع دقائق يوميًا لذكر الله تعالى وللتأمل والتنفس العميق وستجد أن هذا يساعدك في تقليل التوتر وزيادة شعورك بالسعادة..
وتعتبر العلاقات الاجتماعية الجيدة من أهم عوامل السعادة فالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع الأهل والأصدقاء غالبًا ما يكونون أكثر سعادة لذا احرص على بناء علاقات إيجابية والمحافظة عليها و شارك الآخرين في لحظاتك السعيدة واستمع إلى مشكلاتهم وكن دعمًا لهم، و صِل رحمك وبر والديك كما أمرنا الإسلام فالتواصل الفعّال والصدق في العلاقات يمكن أن يعزّز من شعورك بالانتماء والأمان الاجتماعي،
إن متعة العطاء مصدر كبير للسعادة سواءً كان ذلك من خلال الصدقات والزكوات والتبرع للأعمال الخيرية أو مساعدة شخص محتاج، فإن فعل الخير يعزز من شعورك بالرضا الداخلي ويساهم في تعزيز شعورك بالسعادة، و الأبحاث تظهر أن الأشخاص الذين يقومون بأعمال الخير يشعرون بسعادة أكبر ورضا نفسي أعلى..
الصحة الجيدة أساس للسعادة و الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، كلها عوامل تساهم في تحسين الحالة النفسية والجسدية، و مراجعة الطبيب بانتظام والاهتمام بصحتك العامة و النشاط البدني ليس فقط مفيدًا للجسم بل للعقل أيضًا، فهو يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، والعمل وتحقيق الإنجازات يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للسعادة، ابحث عن وظيفة تحبها وتجد فيها معنى وقيمة إيجابية تؤمن بها و تحديد أهداف قصيرة وطويلة المدى والعمل على تحقيقها يمكن أن يعزز من شعورك بالإنجاز والرضى، حتى لو كان ري حديقة صغيرة فالعمل الذي يتوافق مع قيمك ومهاراتك سيكون مصدرًا للإلهام والتحفيز، و الفشل جزءٌ لا يتجزأ من الحياة، وللمفاجأة فإن التعامل معه بشكل إيجابي مفتاح للسعادة، لنتعلم جميعاً من أخطائنا ولنحاول أن نرى الفشل فرصة للتعلم والنمو و لا ندع الفشل يثنينا عن متابعة أهدافنا وأحلامنا؛ فالقدرة على التكيف مع الفشل والتحلي بالإيجابية يساعدنا في تجاوز المحن وبناء مرونة نفسية، و التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو عنصر أساسي لتحقيق السعادة لا تدع العمل يسيطر على حياتك ويستهلك كل وقتك وطاقتك و احرص على تخصيص وقت لنفسك ولعائلتك وللهوايات التي تستمتع بها فالتوازن بين العمل والحياة يمكن أن يساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية والجسدية،
ومن أبرز آليات التوازن بين العمل والحياة الإنخراط في هوايات وأنشطة تستمتع بها وتعزز شعورك بالسعادة سواءً كنت تستمتع بالقراءة، أو الرسم، أو ممارسة الرياضة، فإن تخصيص وقت لهذه الأنشطة يمكن أن يساعدك في التخلص من التوتر والضغوط اليومية، و الهوايات تمنحك فرصة للاستراحة من الروتين اليومي وتجلب لك المتعة والرضى، و التعلم المستمر وتطوير الذات يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للسعادة، سواءً كان ذلك من خلال اكتساب مهارات جديدة، أو قراءة كتب تثري معرفتك، فإن هذا الاستثمار في الذات يعزز من شعورك بالإنجاز والرضى، التعلم يمنحك فرصة للنمو الشخصي والمهني ويجعلك تشعر بالتحقق والاكتمال.
السعادة رحلة وليست وجهة رحلة يتطلب القيام بها تحقيق جهد وتفكير مستمرين، وفي النهاية تجدونها تستحق العناء، يمكنك أن تزيد من فرصك في تحقيق السعادة والرضى في حياتك و تذكر دائمًا أن السعادة تبدأ من الداخل، وأنك أنت الوحيد الذي يملك القدرة على تحقيقها لذا ابدأ اليوم في اتخاذ خطوات صغيرة نحو حياة أكثر سعادةً وإشباعًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى