مقالات

جبر الخواطر

بقلم : عمر عماد طيب

 

في عالم مليء بالضغوطات والتحديات، يصبح جبر الخواطر أحد أسمى الأعمال الإنسانية التي تُنير حياتنا وتغمرها بالدفء. إنه ليس مجرد تصرف أو كلمة لطيفة، بل هو فعل عميق يُظهر مدى اهتمامنا بالآخرين ويعكس قلوبًا نابضة بالرحمة.

جبر الخواطر هو أن ننقذ الشخص و نطببه في تلك المواقف التي قد تكسر قلبه او تجرح شعوره، فحينها نمد لهم يد العون لنرسم ابتسامة على وجوههم. إنه يتجلى في أفعال بسيطة، ككلمة طيبة، أو نظرة حنان، أو حتى استماع صادق لشخص يحتاج إلى من يشاركه مشاعره. هذه الأفعال الصغيرة قد تكون بالنسبة لنا عادية، لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في حياة من يتلقاها.

هناك قوة لا تُرى في جبر الخواطر، فهي تزرع الأمل في نفوس مَن فقدوه، وتعيد الإحساس بالقيمة لمن شعر بأنه غير مرئي. إنه فن يرتقي بالروح، لا يحتاج إلى مجهود كبير، بل إلى قلب مليء بالطيبة والعطاء. ومن هنا، قيل: “الكلمة الطيبة صدقة”، لأن الكلمات تحمل في طياتها قدرة على تغيير حياة إنسان، وعلى تقوية رابطة المجتمع من خلال التراحم.

إن من يجبر خاطر الآخرين يعيش في سكينة داخلية، فهو يدرك أن سعادته لا تكمن في الأخذ فقط، بل في العطاء. ويصبح هذا العطاء دليلاً على سمو أخلاقه ووعيه العميق بحاجات من حوله. كما أن جبر الخواطر ليس محصورًا في أوقات الحزن أو الألم، بل يمتد ليشمل لحظات الفرح، كأن نشارك الآخرين في إنجازاتهم، ونظهر دعمنا لهم في نجاحاتهم.

في نهاية الأمر، جبر الخواطر هو انعكاس لمجتمع واعٍ يُقدّر قيمة الإنسان ويضع الرأفة فوق كل اعتبار. هو دعوة للجميع لأن نتعامل برفق مع بعضنا البعض، وأن نكون طوق نجاة لمن يحتاج إلى لحظة من الاهتمام الصادق.

إذا أتيحت لك فرصة لجبر خاطر شخص ما، لا تتردد أبداً فربما تكون تلك اللحظة سببًا في تغيير يومه و ربما حياته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى