مقالات

استراق السمع

أ. د محمد بن ناصر البيشي

 

من التجارب المؤلمة في حياة الإنسان اضطراره لاستراق السمع في شأن يخصه وابعد منه ظلما؛ وسوء خلق؛ واحيانا للاستئثار بغنيمة؛ او خوفا من المنافسة.
ويحصل هذا في اجتماعات العمل وحتي في اجتماعات الاسرة واذا استثنينا -الدوافع والمبررات النبيلة والمبررة- فإنه يحصل هذا لاسباب غير واضحة وتؤلم الشخص لان الإقصاء مؤلم ومحفز للحزن؛
والأكثر تأثيرا حينما يكون لديك قدرة وتاهيل لعضوية الاجتماع؛ والأكثر الما ان من يناقش الموضوع اقل كفاءة وتخصص في موضوعه.

وحينما ترتفع الأصوات لقرب المجتمعين المكاني؛ وتتتحرك غريزة الفضول لسماع ما يطرح من معلومات او حلول تتاكد ان الامر اسند لغير اهله.

وهنا تثار الكثير من الاسئلة ومنها:

(1) هل يحق للانسان استراق السمع في وجود فرصه متاحه امامه؛ وربما مقصوده للإمعان في إفاضته، وبدون اي نية او خطه لفعل ذلك.

(2) هل ردة الفعل والاحساس بالحزن منطقي ام انه القشه التي قصمت ظهر البعير؛ او ما يسمى باستدعاء المشاعر المعلقه.

(3) هل يعي من يقوم بذلك او يستحسنه او يحرض عليه الاثر السيء الذي قد يسببه سلوكه هذا على الآخرين.

(4) هل يستطيع الإنسان ان يفسر الأمور التفسير الايجابي؛ ويحسن الظن مع وجود مؤشرات قوية على نية الإقصاء السلبية ومن اين يجيب الصبر.

(5) هل يجب على الإنسان الانصراف من المكان موقتا وتشتيت الانتباه وتطبيق مقولة ” ابعد عن الشر وغني له”…

(6) هل يقدم المتضرر من الإقصاء شكوى لمن لديه حل وصاحب قرار أخذا بقول العرب:
” ولابد من شكوى الى ذو مروءة…

(7) هل حصل ان دارت الدوائر على شلة المنتفعين وحمدلله المتضرر من الإقصاء انهم استبعدوه.

(8) هل استطاع من تعرض لمثل هذه التجارب السلبية تجاوزها ونقلها لسلة النسيان.

(9) هل شكلت تلك التجارب السلبية شعلة حماس لتطوير الذات
وإضافة قدرات وممكنات للذات عملا باستراتيجية ” تحويل المحن إلى منح”

(10) وختاما: رغم ان استراق السمع سلوك لا أخلاقي إلا ان الضرورات تبيح المحضورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى