ثالثا ـ العوامل المتعلقة بالأنسجة :
وتشير إلى العوامل التي تتعلق بالأنسجة Tissues ، أما في الصحة النفسية وعلم النفس المرضي فتشير إلى كل الجروح الدماغية ، باستثناء ما يحدث من المواد الكيماوية والعوامل الوراثية . فالصدمات والجروح التي تنتج عن الحوادث وكذلك الصدمات على الدماغ تترك أثرا واضحا في الشخصية ، لا يمكن التخلص منها بسهولة ، وأوضح مثال ذلك ، الملاكمين وما يحدث عندهم من أعراض إرتجاجية ودماغية ، لأن خلايا الدماغ غير قادرة على التجدد والتوالد ، ومن المصادر الأخرى لتلف الأنسجة وتخريبها هو ( النيوبلازم الدماغي Brain Neoplasm ) أو الورم الدماغي Tumor ، وقد يكون سرطانيا أو غير سرطاني ، والاضطراب النسيجي الناتج عن الغزو الميكروبي الذي يدمر خلايا الدماغ مثلما يحدث في المرحلة الرابعة من نمو مرض الشلل العام General Paralysis
رابعا ــ العوامل ذات المنشأ الجسمي والعضوي :
نتيجة للعلاقة الوثيقة بين الصحة الجسمية والصحة النفسية ، فإن سوء الصحة الجسمية يؤدي إلى سوء التكيف عند الفرد واختلال صحته النفسية ، والعكس صحيح أيضا .
عندما يتعرض الفرد إلى ضعف في جسمه أو في أحد أعضائه يؤثر ذلك في سلوكه فيصبح قلقا وحزينا ، وإذا كانت صحته الجسمية قوية وحيوية كان أقدر على مواجهة الضغوطات اليومية والتغلب عليها .
• العوامل العضوية والجسمية التي تحدث خللا في الشخصية :
أ ـ الشكل العام والتشوهات والعاهات ، ويتوقف ذلك على مدى تقبل الفرد أو عدم تقبله لجسمه ومظهره وفقا لما يؤثره الآخرون ويفضلونه . ( وفي بحث الشخصية تحدثت أنها تؤثر بشكل غير مباشر في الفرد ).
ب ـ العوامل الفسيولوجية ، وهي المتعلقة بطبيعة الوظائف الجسمية ، وخاصة الجهاز العصبي الذي يلعب دورا تكامليا وتفاعلا بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية .
وتنقسم العوامل الفسيولوجية إلى عوامل خاصة بالأم ، وعوامل خاصة بالفرد نفسه .
• العوامل الخاصة بالأم :
وهي عوامل متنوعة متعلقة بالبيئة التي تؤثر على الجنين أثناء تكوينه ونموه داخل الرحم ابتداء من لحظة الإخصاب ولفترة تسعة شهور حتى الولادة .
• أهم عوامل ما قبل الولادة :
أ ـ عمر الأم : فقد أوضحت أكثر الدراسات أن العمر الأمثل للحمل يقع ما بين العشرين والثلاثين ، فالإجهاض واضطرابات الحمل والتشوهات تزداد إذا كان عمر الأم أصغر من ذلك أو أكبر ، ويعد مرض داون الذي ذكرته سابقا أوضح الأمثلة على أثر عمر الأم في الإصابة بالتشوهات الجنينية لأنه يزداد حدوثا عند الأمهات االكبيرات في السن وخاصة فوق ( 35 سنة ) وبنسبة تزيد عن ( 40 ) ضعفا مقارنة بالأمهات الشابات .
ب ـ تغذية الأم : إن ما تتناوله الأم أثناء الحمل يؤدي إلى العديد من الآثار في جنينها وتعد أمراض سوء التغذية من أكثر المشكلات تأثيرا ، فقد يولد الطفل مبكرا عن موعده ، مما يعرضه لمصاعب عديدة في التنفس والتغذية ، أو يولد بوزن ضئيل مما يؤثر في نموه اللاحق ، أو نقص البروتين في غذاء الأم فيؤثر ذلك في بناء خلايا جسمه وخاصة جهازه العصبي .
ج ـ مرض الأم : الحالة الصحية للأم ذات تأثير مباشر في جنينها ، فإصابتها بأمراض مثل السكر أو الحصبة الألمانية والأنفلونزا سيعرض الجنين للخطر . كما أن الأشعات تحدث تشوهات خِلقية متنوعة إذا تعرضت لها الأم الحامل ، وخاصة في بداية الحمل . كما أن للحالة النفسية أو الانفعالية عند الأم تخلق أثارا متنوعة في جنينها ، فتعرضها للضغوط والشدائد النفسية يحدث فيها العديد من التغيرات الهرمونية والكيماوية في الجهاز العصبي وتنتقل آثارها إلى الجنين .
