طفلة مدللة في حضن والدها.. كفراشة مرحة تتجول بين الأزهار.. إشراقة من نور الحياة، نبضة في قلب أبيها وانتعاشة روحه.. أمنياتها قطوف دانية بين يديها.. كبرت وكبر معها حبه لها _ أضحت هي دولته ووطنه الذي يسير في مساحاته بكل لهف العمر.. هي قوته وحياته.. عاشت في خيمة صباها سعيدة مفتونة بحياتها في ظل أبيها….. ولكن السعادة عمرها قصير لقد ذاقت بعدها جبروت الألم يعصف بقلبها.. ويعبث في خافقها النقي _ في أنفاسها غربة مشاعر.. في ليلة ظلماء شعرت بضيق يذبح صدرها ويطبق على أنفاسها وبشيء من آيات الله غرقت في سبات عميق.. وأفاقت على كابوس مرعب، فجأة كان وقع الخبر كااصاعقة هز كيانها _ غاب عن الوجود نبض حياتها صدمة عارمة كسرت تلابيب قلبها فتنهمر الدموع أنهارََا تجرح خديها إنكسارََا وتمزقََا،، رباه لم يسعفهاالوقت لتلقي على الحبيب نظرة وداع أخيرة لحظات عسيرة تفجر شرايينها أشلاء، تغسل وجعها بفيض دموعها،، تغطي أنينها بأنفاسها المكتومة بآهات الوداع.. نظرات شاردة وهي ترمقه مسجى على لوحة حدباء تنذر بقراق أبدى.. ومن خلال أمواج الدموع المنسابة من مآقيها تصرخ / مهلََا دعوني أراه اتركوه لي بابا.. بابا لم يبالوا بندائها حيث ذهبوا به إلى مرقده الأخير بات المكان خاويََا إلا من بكاء الأحبة والدعاء له _ ومضت بها قافلة الأحزان بعد رحيل أعز إنسان في محطة وجودها وسلسلة من المتاعب النفسية تقيد أحاسيسها : بابا لا معنى لحياتي بدونك ومما زاد آلامها حين وقعت عيناها على ثوبه يتأرجح في زاوية غرفته، وساعة يده ونظارته وكل أشيائه يذكرها بالحبيب _ ترى من يعيد ترميم قلبها الذي تبعثرت اجزاؤه في مساحة الأحزان؟ والآن قد مضى على فراق والدها سبع سنوات ولكنها لم تنس قط كلمة (بابا) هي الآن تكتب ويسترسل قلمها في تدوين مشاعرها… فالكتابة هي الصوت الجريء لمن يعجز عن ترجمة هذه المشاعر أصوات تنطقها عبر أناملها من أعماق قلبها لكي تتجاوز هذه الحرقة القاتلة وتتخطى أقسى معاني الوجع عبر جسور الإيمان بمقادير الله.. وهي تشعر بغصة حين سماع هذه الترنيمة الحزينة بصوت الناي الحزين/ راشد الماجد _ يابوي دنيا بدونك ما لها معنى أيامها سود والقشرا لياليها _مالها اي معنى وانت مو معنا وش نبي بس فيها وانت موفيها.. نطلبك بأغلى عيالك لاتودعنا _ يابوي عين تحبك لا تخليها مالنا غير وصلك يامجمعنا، في مثل طيبتك والله ما نلاقيها، نتعب نجاريك في الطيبة وتمنعنا
