قصة طبيبين بريطانيين من أصول سودانية راحا ضحية كورونا
طبيبان بريطانيان سودانيان هما الدكتور أمجد الحوراني والدكتور عادل الطيار، لم يدرسا أو يعملا معا وربما لم يتقابلا على الإطلاق ذات يوم في حياتهما، إلا أن هناك تشابها يكاد يكون متماثلا في حالتي وفاتهما، بحسب ما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC. إنهما أول أطباء عاملين يتوفون بسبب فيروس كورونا في المملكة المتحدة، ترغب عائلاتهما في أن يتم تذكرهما كرجلي أسرة أحبا الطب وأفنيا حياتهما في مساعدة مجتمعهما تاركين إرثاً ثرياً.
قصة نجاح مبهرة
وفد الحوراني (55 عاماً)، والطيار (64 عاماً)، مثلهما مثل العديد من الرجال والنساء الطموحين، الذين يأتون من خارج بريطانيا للانضمام إلى فرق أطباء هيئة الصحة الوطنية البريطانية NHS، تاركين الوطن والأهل والأصدقاء وراءهم لتكريس حياتهم المهنية وخدمة الصحة في المملكة المتحدة. تزوجا وأنجبا أطفالاً، حيث استقر الحوراني في بورتون أبون ترينت؛ فيما أقام الطيار في ايزلورث، لندن. وأصبحا أعمدة يشار لها بالبنان في مجتمعاتهما، مع الحفاظ على الروابط والصلات بوطنهما الأم السودان، الذي أحبه كلا الرجلين.
أصول متواضعة وطموحات كبيرة
يقول دكتور هشام الخضر، ابن عم عادل الطيار: “كان ينتمي لأصول متواضعة ولكنه كان منضبطا للغاية”. ويمثل نموذجا لأجيال الخمسينات والستينات من القرن الماضي في السودان، الذين أصبحوا أصحاب مستقبل مشرق كأطباء أو مهندسين وغيرها من المهن البراقة والتي كان من شأنها أن تمنح عائلتهم بأكملها حياة أفضل.
قدوة ومثل أعلى
يتذكر الدكتور الخضر أن الدكتور الطيار: “كان هادئاً دائماً وجاداً ودؤوبا للغاية. أراد ممارسة الطب منذ الصغر” وحقق هدفه، ويقول إنه كان يتخذه مثلا أعلى، حيث يكبره بثماني سنوات، وتبع خطاه فيما بعد ليصبح طبيباً.
أما الدكتور الحوراني فقد كان صلاح الحوراني والده يعمل طبيبًا، وفي عام 1975 انتقلت العائلة إلى تونتون، سومرست، قبل أن تستقر في بريستول بعد أربع سنوات. ويتذكر أمل، شقيقه الأصغر، أن والدهما: “كان من الرعيل الأول من القادمين السودانيين في السبعينات إلى المملكة المتحدة”.
تخصصات متميزة
درس كل من شقيقيه أمجد وأشرف الطب، مثل والدهما. ثم في عام 1992، حدثت مأساة وفاة أشرف بسبب نوبة ربو بعمر 29 عامًا. وعلى مدى العقود التالية، شغل أمجد الحوراني العديد من المناصب في NHS. وبينما أصبح الدكتور عادل الطيار متخصصًا في زراعة الأعضاء، تخصص الدكتور أمجد الحوراني في جراحة الأذن والأنف والحنجرة.
شغف للعمل وولاء للأسرة
وعلى الرغم من طبيعة العمل الشاق في NHS واهتمامهما بكل الشغف بعملهما، إلا أنهما ظلا متربطين بأسرتيهما وكذلك عائلاتهما في السودان.
نقص عناصر الوقاية
وعندما مرض كلا الطبيبين، لم يفكرا كثيراً في ذلك، بحسب ما ذكرته أسرتيهما. ولكن تشعر عائلتهما أن NHS لم تقم بما يكفي لحمايتهما من خلال توفير أدوات حماية ووقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا، مشيرين إلى أنه خطأ ينبغي معالجته على الفور.