الشيخ محمد أبو السيل بن محمد جندلي يرحمه الله
لم أعاصر الأستاذ الشيخ محمد أبو السيل جندلي ، أو بالأخص لم أع وهو حي .. وهو من رواد التربية والتعليم في بيش بل في السعودية كلها ، وهو من رواد التعليم في بيش ، بل هو أول شخص من بيش يحصل على الشهادة الجامعية .. من أكبر المثقفين والمفكرين في العالم العربي كله وليس السعودية فحسب .. له بصمات واضحة في تأسيس بعض المجلات الثقافية في عالمنا العربي ، بل يتعدى الأمر حتى يكون إعلاميا سارك في تأسيس إذاعة لندن ، الإذاعة العربية المشهورة . كان مديرا لمدرسة بيش المتوسط وهو أول مديرا لها .. كانت له أيادي بيضاء على الطلاب ومحبي التعليم والعلم .. وبالمناسبة فهو والد الأستاذ بدر الدين جندلي الذي كان معلما في مدرسة المطعن المتوسطة وثانوية بيش .. لا أعلم متى كانت وافاة الشيخ محمد أبو السيل يرحمه الله ، لكن وفاته تركت فراغا في التعليم والتربية والثقافة .. كتب عنه الأستاذ حمد كميت : ( رجل سابق لعصره ، في العام ١٣٨٢هـ ، توفي والدي رحمه الله وكان يعمل كاتبا بمحكمه الحقو وكنت يومها ربما في السادسه او السابعه من العمر ولم التحق بالدراسه لكن والدي غفرالله له كان قد علمني واخي الحروف الهجائيه وقراءه وحفض بعض السوره القصيره. وحفظ ابيات من الشعر الحماسيه ولازلت اذكر حفظي لقصيده عنتر(سكت فغر اعدائي السكوت. وظنوني لأهلي قدنسيت…اخ)وكيف انني رافقته للمحكمه وقمت بارتجالها امام الشيخ احمد بن هيجان يرحمه الله وكيف اثنى علي وكافاني بقريشات. المهم هذه المقدمه هي مدخلي للتعرف على ايقونه ملتقانا اليوم ابو السيل يرحمه الله على كل بعدان روحنا الى ببش ويبدولي ان الدراسه قد استئنفت اخذنا واخي عمي يرحمه الله وذهب بنا الى اامدرسه وادخلنا الصف الاول وكنت في فصل واخي كذلك رحمه الله وغغرله وبما انني قد اتقنت الحروف ولدي حصيله في القران واساسيات العقيده واعرف الى حدما الكتابه فقد ربما برزت عموما الموقف انه بعد مضىاسبوعان اوهكذا جاء وكيل او مراقب المدرسه وهو حقيقه كان حيويا ومتحركا وتجد كل من في المدرسه يعرفه سواء من الطلاب او المعلمين فلا تكاد يغيب عن ناظرك عموما جاء واستدعاني وطلب مني الخروج مع كتبي وقال ياولدي ظلمناك بالاول انت تستحق اكثر سأرقيك للصف الثاني وساتابعك كن شاطر مشيت خلفه الى ان اوصلني الى ثانيه. ب واوصى المربي خيرا وقبل نهايه اليوم جاء بكل مقررات الصف الثاني واخذ مني كتب الصف الاول. في اليوم الثاني جاؤ الينا مدرس الحساب الحصه الثانيه ويبدوا انه استنكروجودي او انه يعاني من بعض الطلاب فاعتقد اني زياده في الحمل فاستدعاني مباشره بالقبام على السبوره واعطاني الطبشوره وكان مقطب الجبين ضخم الجثه هئ لي انه كا الطودوقال بعصبيه اكتب عشره. ولخوفي كتبت الواحد واحترت في الصفر مره اضعه في الاعلى وامسحه واصعه في الاسفل واخرى في اليسار واخيرا حملني ورمى بي من النافذه اي والله ومن لطف الله ان البناء من الطين والارض تراب وقريبه قمت وقد توسخ ثوبي وذهبت الى عمي الذي معه دكان في السوق الداخلي وهوقريب طبعا وانا ازيد في التحقر والبكاء وماكان منه الا ان حمل عصاه وانا امشي امامه وكادت تكون معركه لولا لطف الله وتدخل ابو بدر يرحمه الله الذي اقنع عمي بترك الامر له واحتواني وهداء من روعي واقسم انه لن يترك حقي واعاد الثقه الي واخذ دروسي من هذا الصف ونقلي الى ثانيه ا ووصى علي وقال انا موجود اذا احد اذاك اوتكلم عليك تعال اعتبرني ابوك وكان دائما يسالني واذاجاء الفصل يسأل المعلم عني حتى نسيت موقفي مع المدرس المصري(منير)عفا الله عنه. لذلك قدرت موقفه كثيرا عند ماكبرت وعرفت انه لولاه بعد الله لربما تغيرت حالتي وتركت الدراسه ولانني من سن ابناءه ولان احترامنا لمعلمينا يجعلنا لانتبع خطاهم ولانقترب منهم بل وقد نسلك طريقا غير الطريق الذي يسلكوه اجلالا وتقديرا لم اغشاه كثيرا لكنني كنت ارى جديته وحركته وتواصله مع المجتمع واناقته واعتقد انه اول من ادخل سياره الجيب الى بيش وقد توفي باكرا رحمه الله وغفر له وجعل ذكرنا رحمه تتنزل عليه كان بكل اقتدار. رجلا مخلصا خدم وطنه وبذلا جهدا مع اخيه الوالد جبريل جندلي في العمل عند تأسيس المدرسه الابتدائيه وكان يمتاز بعلاقته الايجابيه مع اداره التعليم رحمه الله فانا مدين له لموقفه كاحد طلاب مدرسته وهو تصرف على وعي وشعور بالمسؤليه وامتلاك القرار والثقه بالنفس والقدره على علاج المشكلات كان مديرا ووكيلا. ومراقبا ومرشدا ومديرللعلاقات كان شخصا واحدا احتوى كل التخصصات التي كثرت في مسمياتها واقفرت في نتائجها بينما كان هو فردا في ذاته امه في اثره. اللهم اجزه خيرا عن كل ما قدمه ) رحم الله الشيخ محمد أبو السيل جندلي رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة .
