في بدايات عملي وفي الشهور الأولى حصل موقف بسيط بين زميلي والمدير العام من ضغط العمل وكان المدير العام حريص جدًا ودقيق في عمله وهو من خيرة الذين عملت معهم حتى أنه كان عضو في مجلس الشورى وتقلد العديد من المناصب .
أما زميلي فرجل ملتزم جدًا وهو كذلك من خيرة الناس وأمين جدًا في عمله.. والأخطاء واردة في العمل خصوصًا في الأيام التي يكون فيها ضغط في العمل مثل أيام الحج فقد اخطئ زميلي خطئًا وكان غير مقصود وقد كان مرهق ، والمدير العام كان مستعجل جدًا على هذا العمل فتحدث المدير مع زميلي بحدة بسيطة.. غضب زميلي وقام بتعديل العمل بسرعة ومهارة وتوجه للكمبيوتر مباشرة وكتب له هذه البيتين ….
إنَّ المناصِبَ لاتدومُ لواحِدٍ
إنْ كُنْتَ تُنْكِرُ ذا فأينَ الأوَّلُ؟
فاغْرِس من الفعلِ الجميلِ فضائِلاً
فإذا عُزِلتَ فإِنَّها لا تُعْزلُ.
وذهب بها للمدير العام طبعًا مع العمل بعد التعديل وأعطاه إياها ، وأنا أنظر لهذا الموقف وأناظر ردة الفعل من المدير ماذا ستكون ؟! وكلاهما عزيز على قلبي ، واكن لهم كل احترام وتقدير ، وقد مضى على هذا الموقف أكثر من عشرون عامًا ولازل في ذاكرتي وكأنه بالأمس فما حصل كان درس من دروس الحياة التي تعلمت منها.. فقد كانت ردة فعل المدير العام أنه طيب خاطر زميلي وقال له : طالما أنني موجود في هذا المكان فلابد أن أعمل بأمانة وحرص ، وأنتم خير من يعينني على ذلك . وأنت مسؤول مثلي مثلك وكلًا يؤدي المطلوب منه . وأعلم أن ضغط العمل كبير على الجميع وعمل الحج يختلف عن أي عمل لايقبل الخطأ ، كما أن فيه خدمة لضيوف الرحمن وأجر من المولى عز وجل قبل الأجرة وهذا ما تعودنا عليه في مكة المكرمة ونرجوه ، وختم الموقف بمداعبة لطيفة..
من حينها وأنا أيقن وأعلم تمام العلم أن الكراسي لا تدوم ومن يتمسك بها فهو مخطئ وأيضًا دع الإنجازات هي التي تبقى وستذكر عاجلًا أم أجلا . المهم العمل بأمانة وضمير وتركيز ، وصفاء الذهن للعمل وقت العمل وخارج وقت العمل عيش حياتك الطبيعية كا واحد من الناس
دمتم بخير .
حسن بن محمد سندي
