الثقافيةمقالات

أعلام من بيش الأستاذ أحمد الأعجم يرحمه الله

الأستاذ أحمد بن محمد الأعجم يرحمه الله ..
من المعلمين الأوائل السعوديين البيشيين . عرفته تماما عندما تعينت بمدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة.

في يوم السبت الموافق ١٤٠٥/١٢/١هـ ، تم توجيهي إلى مدرسة المطعن الإبتدائية والمتوسطة مرشدا طلابيا ورائدا اجتماعيا ثلاثة أيام في الأسبوع ، كما تم توجيهي كذلك إلى مدرسة مسلية الإبتدائية والمتوسطة مرشدا طلابيا ورائدا اجتماعيا يومان في الأسبوع .. واستلمت خطاب التوجيه بعد تعقيدات وعرقلات وصعوبات لم أكن أتوقعها تحدث لي في إدارة تعليم حقيقة وقد دونت ذلك في مذكراتي ، فقد تم اللعب بأعصابي منذ وصولي للإدارة أحمل ورقة التعيين وفيها حتى صرف مستحقاتي .. إلا أنني فوجئت بالرفض وأن تلك غير كافية كان هذا يوم الأربعاء الموافق ٢٧ ذو القعدة ١٤٠٥هـ .. ولكن استلمت خطاب التوجيه للمدرسة يوم السبت الموافق ١ ذو الحجة ١٤٠٥هـ ، كان عمري ٢٢ سنة وكم شهر ومع أني قد تعينت وعملت ٣٧ سنة وتقاعدت وعمري صار الآن قريبا من (٦١) سنة إلا أني والله العظيم كنت أتمنى أعرف تبريرات لتلك التعقيدات ، وندمت أني ما رحت للصحة وأنا مهيأ لها ورحت للتعليم .
المهم ، خرجت من إدارة التعليم محطم أحمل ألم وتعقيد .
ذهبت إلى المطعن في سيارة أجرة صفراء اللون وأرى أمامي صورة أخرى مصغرة لإدارة التعليم وأنا قابل للاشتعال في أي لحظة .

لكن سبحان الله العظيم الذي خلق الشيخ موسى بن حسين الأعجم والشيخ أحمد بن محمد الأعجم يرحمهما الله آيتان من آيات الجمال الإنساني – عيني تقطر بالدمع حاليا – فقدا نهضا جميعا لاستقبالي مرحبين ومهلين بوصولي لهم ، أخجلوني بكثرة التحايا والتراحيب والإبتسامات الجميلة من تلك الثغور الأجمل – جعل الله الجنة مستقرهم ومسكنهم ومقامهم – أنسوني الألم والنكد الذي واجهته . ومعهم الأستاذ عيسى عبادي جاري وأستاذي في المرحلة المتوسطة وبعض المعلمين ومنهم الأستاذ عيسى حواز يرحمه الله والأستاذ حمد شقيفي يرحمه الله والأستاذ أحمد خرمي كلهم كانوا يرحبون بي وأنا أعرف بعضهم وبعضهم لا أعرف إلا وجوههم ولا أعرف أسماؤهم .. فكتب الأستاذ الشيخ موسى الأعجم خطاب مباشرتي وقال اليوم ١٤٠٥/١٢/١هـ هو آخر دوام ألحق وسلم خطاب مباشرتك لا يروح هذا اليوم عليك . الأستاذ عيسى عبادي أستاذي وصلني لبيش ومن بيش أركب لصبيا وأسلم خطاب مباشرتي وفي الطريق من المطعن لبيش أسأله من أولئك الذين أستقبلوني بتلك التراحيب والإبتسامات فقال مدير المدرسة الشيخ موسى الأعجم ووكيل المدرسة أحمد بن محمد الأعجم شخصيتنا وعلمنا اليوم يرحمهما الله جميعا .. عشت معهما أجمل سنوات عمري ١٤٠٦ و١٤٠٧و١٤٠٨هـ ..
كان الأستاذ أحمد دقيقا حريصا رائعا لا يغيب ولا يتأخر ، رحيم بالطلاب متعاون مع زملائه المعلمين . حريص حرص تام على كل دقيقة وثانية أجمل ثنائي إداري تعاملت معهما .
في مناسبات المدرسة يكون أول الحاضرين ، وفِي رحلات المدرسة يكون من المشاركين والداعمين ، يشارك الأهالي أفراحهم وأتراحهم وفِي بيش كذلك ، سهل لين رقيق القلب حتى خارج المدرسة في تجارته وبيعه سمح كثير وإذا بقي عليك مبلغ يمهلك قدر ما تشاء من الأيام والشهور والسنوات . ولا عمره وجدك في مكان وقال اعطني فلوسي أو أتصل عليك وقال : لماذا لم تأت بفلوسي . والله ما وجدت مثله أحدا.
بالإضافة إلى ثقافته وعلمه وفقهه .. ولا تعرف ذلك إلا عندما تحاوره وتناقشه .. هذا وهو مرح مبتسم ، ويمزح ولا تجده إلا مبتسما هاشا باشا .
أمضى في التعليم أكثر من ٣٥ عاما سنوات مثمرة ومنتجة وغائمة وماطرة ، رجل حكيم وفقيه وعالم وإنساني بالدرجة الأولى . رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى نزله ورضي عنه وأرضاه.

تنويه :

البعض من الأعلام الذين أكتب عنهم ليس عندي سيرهم ونبذة عنهم ، فاكتب عنهم من خلال تعاملي معهم فقد يبدو للقارئ أني أتحدث عن نفسي وحديثي عن نفسي هو مدخل للحديث عنهم.

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى